تناولت الصحافة العربية أخبار الساحة السياسية الليبية، بنفي مصدر عسكري مصري نوايا بلاده التدخل جوِّيًّا وبرِّيًّا في ليبيا، تزامنًا مع تسليط الضوء على خبر مقتل الإعلاميين التونسيين، بالإضافة إلى تصريحات المبعوث الأممي برناردينو ليون حول رغبة مجلس الأمن في التوصُّل إلى اتفاق سياسي في ليبيا قبل حلول شهر رمضان.

لا نية للتدخل في ليبيا
نقلت جريدة «العرب» اللندنية عن مصدر عسكري مصري نفيه وجود أية نوايا لشنِّ هجوم جوي وبري واسع على معاقل تنظيم «داعش» في شرق ليبيا.

وأشار المصدر الذي لم تسمه الجريدة إلى أنَّ الأنباء التي جرى تداولها خلال الأيام الماضية عن وجود حشود مصرية بالقرب من الحدود مع ليبيا غير دقيقة بالمرة، منوّها إلى أنَّ كل التحرُّكات العسكرية الراهنة هدفها تأمين الحدود البرية والبحرية، ومنع تسلل إرهابيين أو تهريب أسلحة.

وشدَّد على عدم رغبة الجيش المصري في تنفيذ مهام قتالية خارج أراضيه، إلا للضرورة القصوى ووفقًا للدستور.

وقال: «إنَّ الجيش لم يتدخل في ليبيا إلا في فبراير الماضي، وعبر غارات جوِّية محدَّدة الأهداف، ضد معاقل ومخازن أسلحة خاصة بتنظيم داعش الإرهابي، بعد ذبح 21 مصريًّا على أيدي عناصره».

ولفت المصدر إلى تعمّد بعض وسائل الإعلام الادعاء بوجود تدخلات في ليبيا من وقت إلى آخر، فقد سبق أنْ زعمت هذه الوسائل قيام مصر والإمارات بشنِّ غارات على مواقع ليبية، الأمر الذي ثبت عدم صحته.

وأوضح أنَّ مصر تؤمِّن أراضيها جيدًا الآن، ولن تسمح بأنْ تتحوَّل الحدود الطويلة مع ليبيا إلى معبر للمجرمين أو الهاربين من الجيش الليبي وقوات الفريق أول خليفة حفتر، في ظل إحرازها تقدمًا ملموسًا في عدد من المدن الليبية أخيرًا، منوّهًا إلى أنَّ أي تعزيز للقوات المصرية في هذه المنطقة، يأتي في إطار تأمين الحدود الغربية.

وقال المصدر المصري إنَّ تكرار المزاعم بشأن تدخل عسكري في ليبيا، يرمي إلى خلق فتن جديدة في المنطقة ومحاولة إثارة الخلافات والنعرات بين الشعبين، وأنَّ مَن يبثون هذه الإشاعات لهم رغبة جامحة في الضغط على القاهرة من نواحٍ عدة.

الشورابي والقطاري
ذكرت وكالة تونس أفريقيا للأنباء أنَّ خلية الأزمة في تونس عقدت أمس الأربعاء اجتماعًا بعد تواتر أخبار غير موكَّدة، بشأن مقتل الصحفييْن المخطوفيْن في ليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري.

وضمَّ الاجتماع رئيس الحكومة الحبيب الصيد، ووزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي، ووزير الخارجية الطيب البكوش.

وقالت الوكالة إنَّ رئيس الحكومة التقى أهل الصحفييْن المخطوفيْن وعبَّر لهم عن تعاطفه وتضامن الحكومة معهم، موكدًا أنَّه يتابع شخصيًّا المستجدات بخصوص وضعية الضحيتين.

اتفاق قبل حلول رمضان
إلى ذلك اهتمت جريدة «اليوم السابع» المصرية بما قاله موفد المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون إنَّ مجلس الأمن يريد التوصُّل إلى اتفاق سياسي بين طرفي الصراع قبل حلول شهر رمضان، الذي يبدأ منتصف يونيو المقبل، لكنه أعرب عن تشاؤمه حيال إمكانية تحقيق ذلك بسبب الفوضى التي تعم البلاد.

وذكرت أنَّ ليون، قدَّم إحاطة إلى مجلس الأمن خلال مشاورات مغلقة، بأنَّه يرغب في عقد اجتماعات مباشرة ووجهًا لوجه بين طرفي النزاع في أقرب وقت ممكن. وشدَّد على أنَّه لا حل عسكريًّا للنزاع في ليبيا، مما يجعل الوساطة ضرورية.

ونوه إلى أنَّه يوم الأحد المقبل هو آخر موعد لتسلم الأطراف تعليقاتهم وملاحظاتهم، وستكون هناك فكرة أكثر دقة عن الجولة المقبلة من المفاوضات.

وأوضح أنَّ اللمسات الأخيرة على مشروع الاتفاق الذي سلمه إلى الطرفين قبل يومين ستوضع الأسبوع المقبل، خلال جولة جديدة من المفاوضات بعد تلقي الردود.

ونوه ليون إلى أنَّ ردود الأفعال حول مسوَّدة الاتفاق النهائي لحل الأزمة في ليبيا المقدَّمة إلى ممثلي الأطراف الرئيسية كان بعضها «بالغ الأهمية» وبعضها الآخر «سلبيًّا» وبطبيعة الحال، هذا شيء يمكننا أنْ نتوقعه في مثل هذه العملية المعقدة.