سيطرت الأوضاع في ليبيا على جانب كبير من اهتمام وسائل الإعلام المصرية الفترة الحالية، خاصة فيما يتعلق بالجالية المصرية.

ويأتي ذلك تزامنًا مع إعلان تنظيم «داعش» قتل 21 عاملاً مصريًا في مدينة سرت، وتنفيذ القوات الجوية المصرية غارات جوية ضد معاقل التنظيم في درنة بالتنسيق مع الجيش الليبي.

وأوضح موقع «هاش مصر» المهتم برصد وسائل الإعلام المصرية أن 58% من التناول الإخباري في مصر يتجه إلى تغطية الأحداث على الأراضي الليبية. وتركزت اهتمامات المواقع الإخبارية المصرية على وضع المعابر بين البلدين، فضلاً عن التحركات المصرية الدبلوماسية بخصوص الأزمة.

السيسي يطلب تفويضًا أمميًا
ونقل موقع «أصوات مصرية» التابع لوكالة «رويترز» عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعوته لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضًا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا.

وقال السيسي، في مقابلة بثتها إذاعة «أوروبا 1» الفرنسية، اليوم الثلاثاء، إنه ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك.

وسُئل إن كانت مصر ستكرر العمل نفسه، فقال إن الموقف يتطلب فعل ذلك من جديد وبشكل جماعي.

حفتر: الرد على «داعش» بالحديد والنار
وأورد موقع جريدة «الوطن» المصرية عن قائد عملية الكرامة اللواء خليفة حفتر، إن تنسيقًا كاملاً بين القوات المسلحة المصرية والقوات الليبية، يجري وأن غرفة عمليات مشتركة بينهما أدارت العملية التي جرت، صباح أمس، واستهدفت ثلاث مناطق لتمركز قوات تنظيم «داعش»، منها مقار إقامة وأخرى للأسلحة والتدريب في سرت ودرنة، وشدد على أن العمليات مستمرة وستستمر خلال الساعات المقبلة.

محلل إسرائيلي: غارات «داعش» لتهدئة المصريين
واستعرض موقع جريدة «الشروق» رأى محلل الشؤون العربية في صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، تسفي برئيل، في الهجمات الأخيرة ضد «داعش» في ليبيا.

ونقل «الشروق» عن برئيل إن الغارات التي شنتها المقاتلات المصرية على أهداف لتنظيم «داعش» في ليبيا تستهدف توجيه رسالة إلى «ميليشيات الدولة الإسلامية» لكنها تستهدف في المقام الأول تهدئة المصريين وخاصة الأقلية المسيحية الغاضبة، حسب قوله.

وأضاف برئيل، في تعليقه الذي نشره الموقع الإلكتروني للصحيفة، أن الهجمات التي تشنها مصر والأردن وإيران على أهداف لـ«داعش» لا تتم بالتنسيق مع قيادة التحالف الدولي ضد «داعش»، ولم تطلب منه إذنًا بذلك، فمثلما شن الأردن هجمات بعد حرق الطيار الأسير معاذ الكساسبة فتحت مصر جبهة لها بعد ذبح العمال المخطوفين.

واعتبر برئيل أن فتح جبهة حرب رسمية بين مصر وليبيا امتداد طبيعي للحرب التي تخوضها مصر ضد المنظمات الإرهابية المصرية التي تحصل على إمدادات السلاح عبر الحدود مع ليبيا، وأن العمليات الإرهابية التي تضرب مصر تفرض عليها أن ترسل قوات كبيرة لحماية حدودها الغربية.

وتوقع المحلل الإسرائيلي ألا يكتفي تنظيم «داعش» بتجنيد المنظمات الإرهابية داخل مصر لخدمته، بل سيبدأ الجهاديون في ليبيا في تصدير محاربين إلى مصر عبر الحدود الطويلة بين البلدين.