يرجِّح خبراء أنْ يكون الهجوم الدامي على فندق «كورينثيا» في طرابلس ناتجًا عن تنافس بين الفصائل الإسلامية المحلية الليبية، أكثر منه مجرد رغبة من تنظيم «داعش» القيام بعمل يلفت الانظار، وفقًا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
دوافع داخلية
يرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد راجانترام للدراسات الدولية، جيمس دورسي، أنَّ الإجابة على السؤال «مَن نفَّذ هذا الهجوم؟» لا يمكن حسمها.
وأضاف دورسي في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أنَّ هذا الهجوم دوافعه محلية، وأنَّ القرار بتنفيذه اُتُّخذ على مستوى محلي وليس في الرقة (معقل تنظيم داعش في سورية) أو العراق» حتى لو كانَّ مَن قام به مجموعة تعلن انتماءها إلى تنظيم «داعش».
ويتفق معه فريدريك ويري، الخبير في الشؤون الليبية في مركز كارنيغي للدراسات الدولية، ويقول: «إنَّها مبادرة محلية ودوافعها ليبية داخلية، وليس هجومًا مخططًا من قيادات الدولة الإسلامية في العراق أو ليبيا».
وتابع الخبير: «من الأفضل محاولة فهم هذا الهجوم في سياق الوضع السياسي الليبي الداخلي». وقال ماتيو غيدار، وهو خبير فرنسي في الحركات الجهادية، إنَّ تنظيم «داعش» وفرعه المحلي في ليبيا يمكن أنْ تكون لهما أهدافٌ متوافقة من وراء هذا الهجوم. وقال: «إنَّ مجموعة الدولة الإسلامية تنتهج في كل مكانَّ نفس الاستراتيجية: الاستفادة من الفوضى ومن الدول الفاشلة لفرض نفسها وإثارة الحديث حولها».
عملية دعائية
ويضيف أستاذ الدراسات الإسلامية والجيوبولوتيكية في جامعة تولوز2 (جنوب غرب فرنسا) قائلاً: «لقد سبق أنْ فعلت مجموعة الدولة الإسلامية ذلك في سورية ثم في العراق، واليوم في ليبيا التي يبدو أنَّها هدفٌ سهلٌ لتطبيق هذه الاستراتيجية الدعائية العسكرية التي تستهدف زعزعة الاستقرار».
هل هي إذن مجرد عملية دعائية من أجل أنْ تظل مجموعة «داعش» في صدارة عناوين الصحف، ما يتيح لها أنْ تستقطب مزيدًا من الأنصار للجهاد في مختلف أنحاء العام، كما هو الحال بالنسبة للهجمات الأخيرة في باريس، أم صراعات داخلية تمزِّق ليبيا منذ إسقاط معمر القذافي في اكتوبر 2011 ؟.
يجيب ماثيو غيدار على السؤال قائلاً: «من الواضح أنَّ هناك منافسة داخل الحركة الإسلامية الليبية، فـ(فجر ليبيا) تعادي الميليشيات الأخرى، ولكن هناك نزاع داخلي آخر بين القادة ومجموعة الدولة الإسلامية».
محاولة اغتيال الحاسي
ويتابع: «إنَّ هناك تنافسًا على القيادة بين القاعدة ومجموعة داعش ما يقود إلى مزايدة على العنف في ليبيا».
الهجوم يثبت، أنَّ الذين يسيطرون على طرابلس غير قادرين على تأمينها.
ويعتقد جيمس دورسي أنَّ الهجوم «لا يستهدف فقط احتلال عناوين الصحف الدولية، وإنما هناك حربٌ بين الفصائل في ليبيا وصراعات على السلطة، ما يجعل تفاصيل ودوافع هذا الهجوم غير واضحة»، ولكنه يضيف: «إنَّ الأمر المؤكد مع ذلك هو أنَّ الهجوم يثبت، إذا كنا لا نزال بحاجة إلى إثبات، أنَّ الذين يسيطرون على طرابلس غير قادرين على تأمينها».
تعليقات