تناولت الصحافة العربية الصادرة اليوم، السبت الشأن الليبي في شقه الأمني والسياسي مركزة على ما شهدته مدينة سرت من اشتباكات بين الجيش ومسلحي «شروق ليبيا» في منطقة الهلال النفطي، إلى جانب غياب الدور الأمني في البلاد وما أسفر عن ذلك من تهديد لحياة المواطنين والأجانب في البلاد.

غارات على مواقع «فجر ليبيا»
ركزت جريدة «المصري اليوم» في تناولها الشأن الليبي على غارات مقاتلات سلاح الجو الليبي الجديدة على مواقع تابعة لقوات «فجر ليبيا» في منطقة بن جواد، وعلى قاعدة القرضابية والميناء في مدينة سرت، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بمنطقة رأس لانوف بين حرس المنشآت النفطية ومقاتلي ما يُعرف بـ«عملية الشروق» التابعة لـ«فجر ليبيا»، بعد مقتل العشرات من قوات الجيش في هجمات ومعارك بمنطقة الهلال النفطي، في الوقت الذي حذر فيه رئيس الحكومة عبدالله الثني من مخاطر انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

ووفق الجريدة قُتل أكثر من ٤٦ شخصًا ما بين جنود ومسلحين إسلاميين ومدنيين في سرت وبنغازي في غارات للجيش على مواقع المسلحين غرب طرابلس، وأعلنت مصادر عسكرية مقتل ٢٢ جنديًا في سرت والسدرة إثر هجمات لميليشيات «فجر ليبيا» الإسلامية، تسببت في احتراق أول خزانات النفط الخام في مرفأ السدرة، أكبر المرافئ النفطية في ليبيا. وتحاول هذه الميليشيات التي بدأت هجماتها على ما يُعرف بمنطقة «الهلال النفطي» منذ نحو أسبوعين السيطرة على هذه المنطقة التي تعد أغنى مناطق البلاد بالنفط.

استهداف ميناء السدرة
أما جريدة «الخبر» الجزائرية فنقلت عن مسؤولين ليبيين، أمس إن الحريق الذي اندلع، الخميس في صهاريج النفط انتقل ظهر أمس إلى صهريجين آخرين في السدرة، وقُتل 24 شخصًا، بينهم 23 جنديًا، حسب ما نقلته عنهم وكالة «رويترز».
الحكومة تطالب بمذكرات اعتقال دولية للإرهابيين
ونقلت «الشرق الأوسط» عن الحكومة الموقتة دعوتها المجتمع الدولي خاصة بعثة الأمم المتحدة ورئيسها برناردينو ليون ومجلس الأمن إلى ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات على مستوى مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية لمنع سيطرة الجماعات الإرهابية على الموارد النفطية للشعب الليبي.

وطالبت الحكومة التي يترأسها عبدالله الثني، في بيان أصدرته أمس بإصدار مذكرات اعتقال دولية بحق قادة هذه المجموعات ومموليها وداعميها عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا لردعهم عن مثل هذه الأعمال التي تهدد الأمن والسلم العالميين، كما طالبت الحكومة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2174 بشأن ملاحقة الأفراد والكيانات التي تهدد الأمن والاستقرار والسلام في ليبيا وتعرقل نجاح التحول السياسي وتهاجم المرافق والمؤسسات الحكومية الليبية.

وقالت الحكومة، التي تتخذ من مدينة البيضاء شرق البلاد مقرًا موقتًا لها إنها تطالب أيضًا بضرورة دعم وزارة الدفاع الليبية في تسريع إجراءات الموافقة على مشتريات الأسلحة والمعدات العسكرية الضرورية لضمان تسليح الجيش حتى يتمكن من اجتثاث الإرهاب.

واعتبرت الحكومة أن الهجوم الذي تشنه منذ أيام ميليشيات ما يسمى بعملية «فجر ليبيا» للسيطرة على منطقة الهلال النفطي يمثل تطورًا خطيرًا في طبيعة الصراع في ليبيا، مؤكدة أنه يهدد الوحدة الوطنية وقد يقود البلاد إلى حرب أهلية.

وعلى الطرف الآخر، قال المكتب الإعلامي لـ «عملية فجر ليبيا»، وفق جريدة «الخبر»: «إن عصابات السارق جضران ومرتزقته قامت ظهر الخميس باستهداف أحد خزانات النفط الخام، استهدافًا مباشرًا بقذيفة آر بي جي وحرقه، عندما تقدمت قواتنا الباسلة في اتجاه ميناء السدرة في الساعات الأولى من صباح الخميس».

وأشار المكتب الإعلامي لـ «فجر ليبيا»: «أن هذا الخزان يقع في الجهة الشمالية الشرقية للميناء، التي ما زالت عصابات جضران تسيطر عليها، وهي تتوعد بحرق الخزانات واستهدافها».
مصير ابنة الطبيب المصري قتيل سرت
وفي متابعة «الأهرام» المصرية لمصير ابنة طبيب مصري خطفت بعد مقتل والديها في سرت، نقلت الجريدة عن مصدر طبي في مستشفى ابن سينا التعليمي بمدينة سرت عثور مواطنين ليبيين ليلة الخميس على جثة كاثرين (١٣ عامًا)، التي خُطفت بعد مقتل والديها الطبيبين المصريين المسيحيين مجدي صبحي توفيق وزوجته سحر في مقر إقامتهما بمركز جارف الصحي بسرت، على أيدي مسلحين مجهولين الثلاثاء الماضي.

وقال المصدر، وفق الجريدة إنه تم العثور على جثة «كاثرين» في منطقة الكيلو ١٧ غرب سرت.

وكان يوسف طبيقة رئيس مجلس تسيير شؤون منطقة جارف في مدينة سرت صرح الثلاثاء الماضي بأن مسلحين مجهولين قتلوا الطبيب المصري وزوجته واقتادوا «كاثرين» إلى مكان مجهول، بينما تركوا الطفلتين الأخريين في المنزل الذي كان مسرحًا للجريمة.

مئات القتلى من المدنيين
ونقلاً عن تقرير الأمم المتحدة، نقلت جريدة «الرياض» السعودية، إن مئات المدنيين قتلوا في اشتباكات تشهدها ليبيا منذ أواخر أغسطس، محذرةً قادة الجماعات المسلحة من أنهم قد يواجهون ملاحقة قضائية لاحتمال ارتكابهم جرائم حرب منها عمليات اعدام وتعذيب.

وقال تقرير مشترك صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الذي وثق أيضًا قصف مناطق مدنية إن النزاع المسلح أدى إلى نزوح 120 ألف شخص على الأقل من منازلهم وتسبب في أزمة إنسانية.

وأشار التقرير إلى أن الخسائر البشرية تشمل نحو مئة شخص لاقوا حتفهم و500 أصيبوا في القتال بين الجماعات المسلحة المتصارعة في ورشفانة وهي منطقة على مقربة من العاصمة طرابلس «يعتقد أنها تأوي الكثير من أنصار القذافي وأيضًا مجرمين عاديين» في الفترة بين أواخر أغسطس وأوائل أكتوبر. وقتل 170 شخصًا آخرين وأصيب المئات في القتال في جبال نفوسة الواقعة في جنوب غرب البلاد.

وقتل 450 شخصًا تقريبًا في بنغازي منذ تفاقم النزاع في منتصف أكتوبر. وأشار التقرير إلى أن مستشفيات المدينة إما تعرضت للقصف وإما للاحتلال من جانب الجماعات المسلحة.

وقال التقرير إن كثيرًا من الانتهاكات ربما يقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في الوضع في ليبيا.