توافد متظاهرون في طرابلس على ميدان القدس لإحياء ذكرى أحداث غرغور التي وقعت قبل عام وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وقال شهود عيان إنَّ المتظاهرين انطلقوا من مناطق فشلوم والظهرة وشارع الزاوية وسيدي خليفة باتجاه ميدان القدس في قلب العاصمة طرابلس، وهو المكان الذي بدأت منه أحداث غرغور.

ويأتي خروج المتظاهرين رغم الإجراءات الأمنية المشددة من قبل جهات أمنية تابعة لما يسمى بـ«حكومة الإنقاذ الوطني». ومنعت تلك الجهات رابطة أهالي ضحايا أحداث غرغور من إقامة تظاهرة سلمية بميدان الشهداء، لإحياء الذكرى الأولى لتلك الأحداث التي وُصفت حينها بـ«مجزرة غرور»، بعدما تمت الموافقة على طلب رئيس تجمع أسر ضحايا غرور الدكتور أبوبكر الوداني وحدد ميدان الجزائر مكانًا للتظاهرة كما حدد وقتها بساعتين فقط.

وأبلغت جهة أمنية تابعة لما يسمى بـ«حكومة الإنقاذ» الوداني بالسماح لإحياء الذكرى داخل قاعة أفراح «علاء الدين» الواقعة بمنطقة النوفليين بباب تاجوراء ولمدة ثلاث ساعات فقط، لكن مواطنين أبلغوا «بوابة الوسط» بأنهم ذهبوا إلى القاعة المذكورة ولم يجدوا أي تظاهرة.

وتحيي العاصمة الليبية طرابلس اليوم السبت الذكرى الأولى لأحداث غرغور التي راح ضحيتها 47 قتيلاً ومئات الجرحى، عندما فتحت تشكيلات مسلّحة من مصراتة كانت تتخذ من بعض (فيلات) حي غرغور الراقي مقرًا لها، نيرانها على متظاهرين عُزّل من مدينة طرابلس كانوا يطالبون برحيل كافة التشكيلات المسلّحة عن مدينتهم.

ولاحظ سكان العاصمة تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف انتشار بوابات الاستيقاف في مختلف أحياء المدينة؛ تحسبًا لتطورات الموقف في العاصمة، فيما تداولت صفحات نشطاء ليبيين على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) معلومات عن حملة اعتقالات استهدفت من يعلنون مواقفهم المعارضة لما يسمى بـ"فجر ليبيا" والمؤيدة في الوقت نفسه لما يُعرف بـ«عملية الكرامة» التي يقودها اللواء خليفة حفتر.

في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) السبت، عن شاهد عيان ليبي قوله إنّ معبر رأس جدير الحدودي مع تونس يشهد تدفق أعداد كبيرة من العائلات الليبية خشية تكرار أحداث العنف، وأشار إلى أنّ عدد الوافدين إلى المعبر تجاوز خلال الـ24 ساعة الماضية خمسة آلاف شخص تقريبًا، لافتًا إلى أن العدد مرشح للارتفاع في ظل زيادة موجة الاحتقان في العاصمة طرابلس.

يذكر أنه في يوم 15 نوفمبر 2013 انطلقت تظاهرة مرخص لها من وزارة داخلية بحكومة على زيدان آنذاك، يقودها رئيس المجلس المحلي بطرابلس السادات البدري، للمطالبة بتطبيق قراري المؤتمر الوطني السابق رقمي 27 و53 بشأن إخلاء العاصمة من السلاح والتشكيلات المسلّحة.

وتوجّه المتظاهرون إلى مقر تشكيل مسلّح محسوب على مدينة مصراتة بحي غرغور من أجل إظهار عدم رغبة أهالي المدنية في وجود أي تشكيلات مسلّحة داخل العاصمة.

وقالت تقارير نشرت حينها إنَّ المتظاهرين تعرّضوا لإطلاق نار كثيف ومفرط، من قبل التشكيل المسلح؛ مما أدى إلى سقوط 4 قتيلاً وحوالي 400 جريح، مما أثار موجة من الاستياء والغضب والاستنكار المحلي والإقليمي والدولي، أدى إلى انسحاب المسلّحين وعودتهم إلى مدينتهم مصراتة.

وفتحت الحكومة الموقّتة يومها تحقيقًا في الأحداث المؤلمة، غير أن نتائج التحقيق لم يكشف عنها حتى اليوم، رغم مطالبة أهالي الضحايا ومنظمات حقوقية بالمكاشفة.

وأصدرت حكومة الثني بيانًا قبل يومين أعربت فيه عن خشيتها من تعرض مجموعات مسلّحة تابعة لما يُعرف بقوات فجر ليبيا، والتي تفرض سيطرتها على العاصمة بقوة السلاح، إلى الحراك السلمي المدني الذي دعا إلى إحياء الذكرى عشية اليوم، مؤكدة أنها تراقب ما قد يحدث.