تحدثت جريدة «اكاثيمريني» اليومية اليونانية عن مسار جديد تتخذه قوارب الهجرة غير النظامية التي تنطلق من ليبيا صوب أوروبا، حيث يتجه المهاجرون إلى الجزر اليونانية بدلا من إيطاليا.

ولفتت إلى زيادة أعداد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى جزيرتي كريت وغافدوس اليونانيتين، انطلاقا من مدينة طبرق شرق ليبيا، من 30 مهاجرا وصلوا إلى الجزيرتين في سبتمبر الماضي إلى 397 مهاجرا في ديسمبر، و1100 مهاجر في الأشهر الأولى من العام الجاري.

واعتبرت «اكاثيمريني» أن تلك القفزة في أعداد المهاجرين المغادرين لسواحل ليبيا والباحثين عن مسار جديد للوصول إلى أوروبا تضع تحديات جديدة أمام السلطات اليونانية.

وفي بيان الأسبوع الماضي، تحدثت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) عن انخفاض في عمليات العبور غير النظامية بمسار وسط البحر المتوسط، وهو المسار بين ليبيا وإيطاليا بنسبة 70%، مقابل زيادة 117% في التدفقات بشرق البحر الأبيض المتوسط.

شبكات التهريب تبحث عن مسارات جديدة
وفسرت الجريدة اليونانية، في تقرير نشرته أمس الإثنين، تلك الظاهرة برغبة شبكات تهريب المهاجرين في البحث عن مسارات جديدة للوصول إلى أوروبا، ولا سيما بعد تعزيز الدوريات البحرية بكل من اليونان وتركيا منذ بداية العام في أعقاب اتفاق بين البلدين.

غير أن الأرقام الرسمية تُظهر أن جزر شرق بحر إيجة استقبلت نحو ثمانية آلاف طالب لجوء منذ بداية العام الجاري، مقارنة بنحو ثلاثة آلاف فقط في الفترة نفسها من العام 2023، وهو ما يمثل زيادة قدرها 166% تقريبا.

وقال التقرير: «تلك الأرقام تؤكد أن مسار الهجرة غير النظامية من شرق البحر المتوسط ليس مغلقا على الإطلاق».

اتصالات بين روما وحفتر بشأن الهجرة
كما تحدث التقرير عن تفسير آخر لصعود أعداد المهاجرين الواصلين إلى الجزر اليونانية، وهو سلسلة الاتصالات التي جرت خلال الأشهر القليلة الماضية بين الحكومة الإيطالية وقائد «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، الذي تسيطر قواته على ميناء طبرق، نقطة الانطلاق الرئيسية لقوارب الهجرة التي تصل جنوب بحر إيجة.

- 67 % انخفاضًا في عدد المهاجرين إلى إيطاليا من السواحل الليبية 
- بيانات أممية: 1075 مهاجرا انطلقوا من ليبيا إلى جزر يونانية منذ يناير
- «أوشن فايكينغ» تنقذ 25 مهاجرا قبالة ليبيا

وذكَّر باللقاء الذي جمع رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، ووزير الخارجية أنطونيو تاياني، والمشير حفتر، في روما العام الماضي، لمناقشة تدفقات الهجرة إلى إيطاليا، مع وصول 16 ألفا و600 مهاجر إلى شواطئ إيطاليا الجنوبية خلال الفترة بين يناير إلى مايو العام 2023. وقال: «يبدو أن المحادثات التي جرت في روما أتت بثمارها، حيث بدأت مجموعة من زوارق الدورية السريعة التي تديرها كتيبة طارق بن زياد في تعقب قوارب الهجرة التي تنطلق من ليبيا إلى إيطاليا».

ووفق التقارير، عمدت زوارق «كتيبة طارق بن زياد» إلى سحب قوارب الهجرة مجددا إلى ليبيا، بينما تكررت اتهامات منظمات الإغاثة الدولية لخفر السواحل الليبي بالتدخل في عمليات الإنقاذ، وتعريض حياة المهاجرين للخطر في البحر.