كشف تقرير بريطاني عن مخاوف من مخطط يعده الكرملين، الذي يملك نفوذًا في القارة الأفريقية لتكثيف جهود «إغراق» أوروبا بالمهاجرين مع حلول الربيع، حيث «تستخدم روسيا ميليشيات ليبية سابقة للسيطرة على تدفقات الهجرة».

وأوضحت جريدة «تلغراف» البريطانية أنها اطلعت على وثائق استخباراتية بالتفصيل تشير إلى «خطط عملاء روس لإنشاء قوة شرطة حدودية قوية قوامها 15 ألف شخص»، تضم «ميليشيات» سابقة في ليبيا، للسيطرة على تدفق المهاجرين إلى قارة أوروبا.

روسيا تخطط لإغراق أوروبا بالمهاجرين
ويقول الدكتور سيرجي سوكانكين، وهو زميل بارز في مؤسسة «جيمستاون» في واشنطن، إن المراقبين يميلون إلى التركيز على دور القوات شبه العسكرية الروسية في دعم الأنظمة الأفريقية، وليس على التأثير على الهجرة.

- مخطط «الأمن مقابل الموارد» لـ«فاغنر».. هل يقوض التحول الديمقراطي في ليبيا؟

وأضاف الباحث: «إذا ألقينا نظرة على خريطتهم، سترى أن جمهورية أفريقيا الوسطى تحتل مكانًا استراتيجيًا، مما يمنح القوات شبه العسكرية الروسية طرقًا إلى السودان، وهو لاعب رئيسي آخر، ومن ثم إلى طريق المهربين عبر ليبيا». وأردف: «لا يمكن فصل طرق الهجرة عن المناطق والأماكن التي تتواجد فيها مجموعة فاغنر وغيرها من القوات شبه العسكرية الروسية».

ووفق التقرير البريطاني، فإن موجات المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا قد تتزايد؛ لأن روسيا تخطط لإنشاء قوة عسكرية جديدة في جمهورية أفريقيا الوسطى. ويعتقد أن قدرتها تبلغ نحو 2000 شخص، لذا فإن «هذا سيعطي روسيا نفوذًا إضافيًا فيما يتعلق بإدارة تدفقات الهجرة من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى ليبيا ثم إلى الاتحاد الأوروبي».

روسيا تخطط للسيطرة على طرق المهاجرين إلى أوروبا
وقال مصدر أمني لجريدة «تلغراف»: «إذا تمكنت (موسكو) من السيطرة على طرق المهاجرين إلى أوروبا، فيمكنها التأثير بشكل فعال على الانتخابات هناك؛ لأنه يمكن تقييد منطقة معينة أو إغراقها بالمهاجرين، من أجل التأثير على الرأي العام في وقت حرج».

وتابعت «تلغراف» أن الكشف عن تلك الخطط الروسية، يأتي في الوقت الذي من المقرر أن تكون فيه الهجرة قضية رئيسية في الانتخابات العامة في بريطانيا.

ووفقا للجريدة، يُنظر بالفعل إلى الفشل في السيطرة على عدد المهاجرين القادمين إلى المملكة المتحدة على أنه «نقطة ضعف كبيرة» لرئيس الحكومة، ريشي سوناك، الذي يكافح من أجل المضي قدمًا في مخطط لإعادة المهاجرين غير النظاميين إلى رواندا، من أجل وقف تدفق القوارب الصغيرة عبر القنال الإنجليزي.

ويشير التقرير إلى أن ارتفاع أعداد المهاجرين إلى أوروبا هذا الشتاء بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يمكن أن يؤدي إلى زيادة في عدد القوارب الصغيرة التي تعبر الصيف المقبل، عندما يستغل مهربو البشر الطقس الأفضل لإرسال الأشخاص عبر القنال الإنجليزي، مما يضع سوناك تحت مزيد من الضغوط.

«فرونتكس»: «روسيا تستخدم الهجرة كأداة في لعبة أكبر من النفوذ»
وتعتقد «فرونتكس»، شرطة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، أن «روسيا تستخدم الهجرة كأداة في لعبة أكبر من النفوذ والضغط». ودقت الوكالة ناقوس الخطر من أن اختيار بوتين لنقل المهاجرين إلى عتبة أوروبا، سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في الجنوب، بما في ذلك في أفريقيا، «يشكل تهديدا كبيرا للأمن في عام 2024».

جاء ذلك في وقت تتزايد التوترات بين روسيا والغرب، حيث استخدم بوتين خطابه السنوي، الخميس، للتحذير من أنه سيستخدم الأسلحة النووية إذا أرسلت دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» قوات عسكرية إلى أوكرانيا.

بدورهم قال خبراء إن المرتزقة، بما في ذلك مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة، «يؤججون الهجرة إلى أوروبا، من خلال زيادة عدم الاستقرار والعنف في أجزاء من أفريقيا الخاضعة لسيطرتهم، وعبر نقل المهاجرين فعليًا إلى الحدود ودعم المهربين».

وصرح وزير الهجرة البريطاني السابق، روبرت جينريك، لجريدة تلغراف: «يستخدم خصوم المملكة المتحدة تدفق الناس في دول أوروبا القريبة كسلاح، كما شهدنا على الحدود بين بيلاروس وبولندا وليتوانيا عام 2021، مما يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في المغرب العربي ومنطقة الساحل».

في المقابل، قال نائب رئيس الوزراء الإيطالي، أنطونيو تاجاني، إن «روما لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن المرتزقة نشطون للغاية، وعلى اتصال مع عصابات الإتجار بالبشر والميليشيات المهتمة بتهريب المهاجرين».

وألقت حكومته باللوم في زيادة عدد المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط، على مجموعة «فاغنر»، التي تتهمها بشن «حرب هجينة».