قالت وكالة الأنباء الإيطالية «نوفا» إن «ليبيا تنتج غازًا أقل فأقل ويهدر الكثير منه بسبب عيوب البنية التحتية وحرق الغاز واحتراق الغاز الزائد»، مشيرة إلى انخفاض الغاز الطبيعي في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا بنسبة 8% بسبب الاستنفاد التدريجي للآبار الموجودة.

واستندت «نوفا» في ذلك إلى بيانات ديوان المحاسبة الليبي. وقالت إن إنتاج ليبيا من الغاز الطبيعي تراوح بين «861.96 مليار قدم مكعب في العام 2022 (24.40 مليار متر مكعب)، و79.73 مليار قدم مكعب (2.25 مليار متر مكعب)» وهو «أقل من الهدف المحدد البالغ 941.7 مليار قدم مكعب» بمعدل انخفاض قُدِّر بنحو «26,6%».

ولفتت الوكالة الإيطالية إلى أن صافي إنتاج العناصر الأخرى مثل حرق الغاز «الذي يطلق تلقائيًا في مرحلة الاستخراج، وهي ظاهرة شديدة التلوث منتشرة على نطاق واسع خاصة في شرق ليبيا» أقل بكثير، ويعادل حوالي 12 إلى 15 مليار متر مكعب من الغاز، مرجعة ذلك أيضًا إلى أوجه القصور في البنية التحتية ونقص الصيانة والانقسامات السياسية التي أصابت ليبيا.

إجمالي صادرات الغاز الإيطالية إلى ليبيا
ورأت «نوفا» أنه يمكن لليبيا «من الناحية النظرية، تصدير ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز إلى إيطاليا سنويًا»، إلا أن إجمالي صادراتها إلى إيطاليا في العام 2022 عبر خط أنابيب الغاز جرين ستريم «لم يتجاوز 2.48 مليار متر مكعب، أي ما يعادل 10% من إجمالي الإنتاج».

واعتبرت أنه يمكن زيادة تلك الصادرات من خلال «اكتشاف رواسب جديدة، والتركيز على إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة لتلبية الطلب الداخلي على الكهرباء الذي يعتمد حاليًا كليًا على الوقود الأحفوري وتقليل النفايات».

- هبوط إنتاج النفط والغاز في ليبيا خلال نوفمبر
- الولايات المتحدة تكثف دعمها لتنويع قطاع الطاقة في ليبيا
- بن قدارة يطلق مبادرة «نفكر بالغد» لتحقيق مستقبل أخضر ومستدام لليبيا

وفي هذا الصدد، أشارت «نوفا» إلى حصول شركة «Saipem» في الصيف الماضي على عقد بقيمة مليار دولار تقريبًا مع شركة «مليتة للنفط والغاز» وهو «كونسورتيوم» شكلته المؤسسة الوطنية للنفط وشركة «إيني» شمال أفريقيا، لتطوير مشروع استغلال غاز البوري (BGUP).

وذكرت الوكالة الإيطالية أن هذا العقد «يتضمن أعمال الهندسة والمشتريات والتصنيع والتركيب والتشغيل لوحدة استرداد الغاز التي تبلغ طاقتها حوالي طن (GRM) على الهيكل البحري الحالي DP5.000، إلى جانب تركيب 4 كيلومترات من خطوط الأنابيب التي تربط بين منصات DP28 وDP3 وصبراتة».

حرق الغاز الليبي
وتوقعت «نوفا» أن يُسهم إنجاز هذا المشروع بشكل كبير في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ليبيا، وذلك تماشيًا مع التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي الذي أكد عزم المؤسسة على الحد من حرق الغاز، وتسرب النفط.

ورأت «نوفا» أنه في ظل الوضع الراهن لقطاع الطاقة في البلاد «تبقى ليبيا اليوم بعيدة كل البعد عن هذا الهدف». ونقلت الوكالة الإيطالية عن «مصادر سرية» أن الآبار البرية في صحراء برقة «لا تزال مصممة ومبنية حتى اليوم، وتخصص مساحات كبيرة لحرق الغاز، وهو عكس ما يدعيه بن قدارة تماما».

ولفتت إلى أن هذه الممارسة يتعين على الأقل أن تكون محدودة في تصميم الآبار الجديدة كما تفعل شركة إيني في مواقع عملياتها قبالة سواحل طرابلس، وذلك بالرغم من أن احتراق الغاز لا يزال أقل تلويثًا بثماني مرات من إطلاق غاز الميثان في الغلاف الجوي.

إنتاج الطاقة من مصادر متجددة في ليبيا
وبشأن إنتاج الطاقة من مصادر متجددة في ليبيا، اعتبرت «نوفا» أن هذا الملف يستحق مناقشة منفصلة، مشيرة إلى إطلاق حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» برئاسة عبدالحميد الدبيبة رسميًا «الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة 2023-2035» في 11 ديسمبر الجاري.

وتتضمن تلك الاستراتيجية أربعة محاور: يتمثل الأول في تنويع الطاقة ورفع مساهمة الطاقة المتجددة من خلال تكنولوجيا الخلايا الشمسية وطاقة الرياح ومراكز الطاقة الشمسية بهدف إنتاج 4 آلاف ميغاوات. ويركز المحور الثاني على الاستثمار في الطاقة المتجددة من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ويعمل المحور الثالث على تعزيز كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك. ويتعلق المحور الرابع للاستراتيجية بمبادرات تعتمد على الإضاءة الموفرة للطاقة وتسخين المياه باستخدام الطاقة الشمسية.

وفي الوقت الحالي، لا تُسهم ليبيا بأي نسبة من الطاقة المنتجة من المصادر النظيفة في مزيج الطاقة لديها، ولم يجر تتنفيذ مشاريع الإنتاج المتعاقد عليها بعد، مثل العقد الموقع مع شركة «توتال إنيرجي» لبناء محطة بقدرة 500 ميغاوات.

تطوير إنتاج ليبيا من الطاقة المتجددة
ومع ذلك، قالت «نوفا» إذا قررت ليبيا تطوير هذا القطاع بشكل فعال، بالتعاون مع المستثمرين الأجانب، «فيمكنها حل، جزئيًا على الأقل، المشاكل الخطيرة المرتبطة بانقطاع التيار الكهربائي المتكرر الذي يؤثر على السكان الليبيين، خاصة خلال موسم الصيف».

وتوقعت أن يكون لزيادة إنتاج الطاقة الخضراء في البلاد «تأثير إيجابي على صادرات الغاز، مما يسمح بتخصيص كميات أكبر لهذا الغرض. ومن ثم يمكن لليبيا استغلال إمكانات جرين ستريم بالكامل، بسعة قصوى تبلغ 10 مليارات متر مكعب من الغاز، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 400% مقارنة بالواردات الحالية إلى إيطاليا».