أكدت عضوة مجلس النواب عن مدينة ترهونة، صباح جمعة، أن المجلس سيعقد جلسته القادمة، المقررة يوم الإثنين المقبل، في مدينة الزنتان غرب ليبيا، وذلك «بالتنسيق مع المكونات الاجتماعية»، معتبرة أنها «جلسة أخلاقية ورمزية للغاية، وتأتي في إطار التزام البرلمان بالمصالحة الوطنية».

وقالت، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية «نوفا» نُشرت اليوم الجمعة، إن مجلس النواب «قرر بالتنسيق مع المكونات الاجتماعية عقد جلسة في مدينة الزنتان غرب ليبيا، الإثنين»، موضحة: «الهدف من الجلسة هو أن تُظهر للمجتمع الدولي أن الشعب الليبي واحد وموحد، ولا توجد حواجز أو معوقات أمام اللقاء داخل أي مدينة ليبية، لا شرقا ولا غربا ولا جنوبا. إنها جلسة أخلاقية ورمزية للغاية».

مجلس النواب يخطط لعقد جلسة أخرى في الجنوب
وأضافت جمعة أن مجلس النواب يخطط، بعد عقد اجتماعه في المنطقة الغربية، لـ«عقد جلسة في المنطقة الجنوبية، ورسالتنا إلى الليبيين والخارج هي أن البرلمان ملتزم جديا بعملية المصالحة. لقد حان الوقت لتوحيد الصفوف، والمضي قدما في بناء الدولة».

وأكدت أن المصالحة بين كل مكونات الشعب الليبي «أصبحت أولوية»، مشيدة بـ«خبرة وتوجيهات» المشايخ والأعيان من كل القبائل والمناطق «في تحقيق مصالحة حقيقية على الأرض».

المصالحة الوطنية ركيزة لبناء الدولة الليبية الحديثة
وقالت جمعة إن تحقيق المصالحة الوطنية «يمثل ركيزة أساسية لبناء الدولة الليبية الحديثة»، لافتة إلى أن الشيوخ والحكماء والأعيان من مختلف أنحاء ليبيا يعملون «بلا كلل من أجل تحقيق هذا الهدف، وإزالة التشرذم والانقسام الذي أصاب نسيجنا الاجتماعي».

- مجلس النواب يقرر عقد جلسته المقبلة في الزنتان
- النائبة صباح جمعة: اجتماع الغردقة يتوصل إلى «خارطة طريق» دستورية
- المنفي يبحث مع وفد من الزنتان ملفات المصالحة والانتخابات والمنطقة الغربية

وشددت عضوة مجلس النواب عن ترهونة على ضرورة عدم إهمال «العدالة وتعويض المتضررين من الحروب والصراعات البسيطة المتوالية دون أي مسؤولية»، معربة عن ثقتها في القضاء الليبي، بوصفه هيئة محايدة لضمان العدالة للضحايا، وفقا للقوانين الليبية، بعيدا عن أي شكل من أشكال الانتقام.

وفي هذا الصدد، ذكرت جمعة بتضامن الليبيين تجاه كارثة درنة في سبتمبر الماضي، التي اجتاحتها العاصفة «دانيال». وأكدت أن هذه المأساة «حطمت أي خلافات أو حواجز سياسية. لقد وصل الليبيون إلى درنة والمنطقة التي ضربتها الفيضانات من جميع أنحاء البلاد، لتقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية بروح حقيقية من الأخوة والمحبة لوطنهم».

الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة
وفيما يتعلق بالحوار الذي دعا إليه الممثل الخاص للأمين العام الأمم المتحدة رئيس بعثتها للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي، قالت جمعة إن مجلس النواب «على وشك تشكيل حكومة جديدة»، مشيرة إلى أنهم عقدوا «عدة اجتماعات مع باتيلي، لمناقشة موضوع المائدة المستديرة بين الأحزاب السياسية».

وأكدت أنهم «اتفقوا على أن يكون لكل مؤسسة أو قوة سياسية في ليبيا ممثلون في هذا الحوار الذي يهدف إلى مناقشة آلية اختيار وحدة حكومية جديدة موحدة للجميع، وتأخذ في الاعتبار مصالح جميع الليبيين، لإيصال البلاد إلى الانتخابات، والخروج من المأزق الذي طال أمده».

وأوضحت جمعة أن المرحلية الحالية في ليبيا «مهمة وحاسمة في عملية بناء البلد»، مشددة على ضرورة «إنشاء السلطة التنفيذية الجديدة بموجب الاتفاق بين المجلسين، مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، واعتباره الهيئة التشريعية في ليبيا، حيث إن البرلمان هو الذي سيمنحه الثقة».

دعم المشاركة السياسية للمرأة
وفي معرض حديثها عن مشاركة المرأة، أعربت عضوة مجلس النواب عن ترهونة عن رضاها عن خدمة بلدها، وشجعت النساء الأخريات على أن يحذون حذوها. وأضافت: «على الرغم من كل التحديات، فإن العمل السياسي زاد فينا الوطنية والحماس وحب ليبيا وحب العمل السياسي، لتحقيق الأمن والاستقرار».

ولفتت جمعة إلى أنها تولت عضوية مجلس النواب «منذ العام 2014 في ظروف صعبة، بين الحرب على البرلمان، وانقسام كل المؤسسات السيادية والمؤسسة العسكرية. ومن خلال عملي وعمل زملائي في مجلس النواب، تمكنا من تغيير العقلية من خلال إظهار أن المرأة الليبية القادرة، والتي تتمتع بشخصية قوية، يمكن أن يكون لها دور نشط وإيجابي في عملية صنع القرار».

وتابعت: «لم أدخل السياسة فحسب، بل تمكنت من إسماع صوتي وفرض رؤيتي وأفكاري. اليوم المرأة الليبية وصلت إلى الوعي والنضج. نحن نمثل واقعا ونموذجا يحتذى به داخل الوطن وخارجه». مؤكدة دعمها المرأة الليبية، وتشجيعها «على التقدم لأي منصب قيادي، لأنها قوية وشجاعة وقادرة».