قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إنّ مسار الانتخابات في ليبيا بحاجة أيضا إلى مسار المصالحة الوطنية، مؤكدا وفاء بلاده لسياستها ولموقفها من الأزمة التي تهدد أمن واستقرار ووحدة الجارة الشرقية.
وجاءت تصريحات عطاف لدى استقباله الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر اليوم الإثنين للتشاور والتنسيق حول المستجدات على الساحة الليبية.
دعم الجزائر للمسارين الأممي والأفريقي في ليبيا
وأوضح الدبلوماسي أن الجزائر ستواصل دعمها التام وانخراطها الكامل في الجهود المبذولة سواء من قبل منظمة الأمم المتحدة أو من قبل الاتحاد الأفريقي.
وأضاف أنّ «السياق الدولي والإقليمي المثقل بالصراعات والأزمات والاضطرابات لا يُمكن ولا يَجب أن ينسينا أن الشعب الليبي الشقيق مازال بحاجة ماسة إلى دعم المجموعة الدولية وهو يحاول رفع التحديات التي تفرضها المرحلة الراهنة، ويسعى جاهدا لتضميد جراحه، ولتوحيد صفوفه، ولوضع حد نهائي للأزمة التي ألمت به وابتلته شر البلية».
- باتيلي يكشف تفاصيل مبادرة «الخماسية».. والموقف الأممي من حكومة «النواب»
- باتيلي: غالبية الجهات الفاعلة في ليبيا لا تريد تنظيم الانتخابات
- باتيلي: المسؤولون الليبيون يتحججون بالتدخلات الأجنبية أحيانًا لإخفاء فشلهم
ولفت عطاف إلى كون المسارين الأممي والأفريقي مترابطين في المسعى، ومتكاملين في المقصد، وأنهما يدعمان بعضهما البعض في تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في إنهاء الأزمة وطي صفحة الانشقاقات، وإعادة اللحمة بين بنات وأبناء ليبيا الواحدة والموحدة، وطنا ودولة وشعبا.
الانتخابات بحاجة إلى المصالحة
وفي موضوع الاستحقاقات المنتظرة، جدّد وزير الخارجية قوله إنّ «مسار الانتخابات الذي تسعى الأمم المتحدة لتوفير الشروط القانونية والسياسية لنجاحه كحل دائم ومستدام للأزمة في ليبيا، بحاجة أيضا إلى مسار المصالحة الوطنية الذي يساهم الاتحاد الأفريقي في ترقيته كأرضية توافقية تجمع بين بنات وأبناء ليبيا الشقيقة في إطار مشروع وطني شامل وجامع بعيد كل البُعد عن منطق التجاذبات والانقسامات، وعن منطق الغالب والمغلوب».
كما عبر عطاف عن موقف الجزائر الرافض لأيّ تدخل أجنبي في ليبيا، داعيا إلى إنهاء جميع أشكالها وأساليبها وصورها في المشهد الليبي، سياسيةً كانت أو عسكرية.
وتابع موضحا أن الأزمة الليبية «ما كانت لتكون لولا التدخل العسكري الأجنبي، والأزمة الليبية ما كانت لتدوم لولا التدخلات الخارجية المتواصلة التي ساهمت في تغذية الانقسام بين الأشقاء الليبيين، وفي تعقيد المساعي الرامية لمرافقتهم نحو صياغة التوافقات السياسية الضرورية لرأب النزاع وصدعه».
تعليقات