Atwasat

أحداث غريان.. صراع النفوذ المسلح يرسِّخ «هشاشة الدولة»

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 03 نوفمبر 2023, 10:23 صباحا
WTV_Frequency

عاد الهدوء إلى مدينة غريان الواجهة الاستراتيجية للعاصمة الليبية طرابلس، بعد اشتباكات مسلحة شهدتها المدينة، صباح الأحد، بين مسلحين يتبعون «جهاز دعم الاستقرار» و«القوة الأمنية المشتركة»، وكلاهما يتبعان حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، لكن هذه الأحداث الدامية وفق متابعين للشأن الليبي لم تكن سوى ترسيخ لـ«هشاشة الدولة»، التي تتنازع فيها سلطتان تنفيذيتان إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب، وبينهما مجموعات مسلحة محلية وأجنبية تتصارع هي الأخرى على النفوذ والمكاسب.

أسباب الاشتباكات المسلحة في غريان
مصادر محلية موثوقة أرجعت لـ«الوسط» أسباب ما جرى إلى صراع نفوذ في المدينة بين جهاز «دعم الاستقرار» التابع لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة بإمرة عبدالغني الككلي المعروف بـ«غنيوة»، وبين «القوة الأمنية المشتركة» بإمرة عبدالخالق الدائخ، بعد أن شعر الأخير بتزايد قوة الأول وفرض سيطرته على المدينة، ما اضطر قوته إلى الاستعانة بعناصر مسلحة من داخل المدينة تتبع المدعو عادل دعاب الذي دخلت قوته مدينة غريان، وسيطرت عليها لتفتح الطريق أمام القوات التابعة للقيادة العامة، في بداية ما عُرف بحرب العاصمة العام 2019، قبل إخراجه منها من قبل قوات حكومة الوفاق الوطني، وفراره شرق البلاد.

وقالت إن «القوة الأمنية المشتركة» تمكنت من السيطرة على المراكز الحكومية في غريان، وبينها مبنى البلدية، ومقر جهاز الدعم والاستقرار، ولواء غريان، فيما انسحبت القوة الأخرى خارج المدينة، بعد اشتباكات أسفرت عن سقوط جرحى وقتلى.

وكشفت المصادر وجود اتصالات مكثفة بين الشخصيات الفاعلة في المدينة من أجل استعادة المقار الحكومية، واحتواء الوضع، تخوفاً من أي تصعيد مسلح، خصوصاً مع ورود معلومات بخروج أرتال مسلحة من العاصمة في طريقها إلى غريان، وفق المصادر نفسها.

إبعاد غريان عن الصراعات المسلحة
من جهته دعا عضو المجلس الأعلى للدولة عن مدينة غريان وحيد برشان «أهالي وقيادات غريان» إلى التهدئة، و«المحافظة على سلامة ووحدة الوطن، واستقرار وسلامة المدينة وأهلها».

برشان طالب في اتصال مع «الوسط» بإبعاد غريان عن الصراعات المسلحة، والحفاظ عليها مدينة آمنة مستقرة عبر التحلي بالعقل والحكمة وقفل المجال أمام أي طرف سياسي، أو جهوي يحاول استغلال ما جرى لخدمة أجندته، وفق تعبيره.

اندلاع الاشتباكات مسلحة ومقتل اثنين
وفجر الأحد الماضي أفادت وكالة الأنباء الليبية (وال) بوقوع اشتباكات مسلحة بين الكتيبة «111» و«جهاز الدعم والاستقرار»، داخل مدينة غريان بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ونشرت الوكالة مقطع فيديو يظهر نيراناً مشتعلة وأدخنة تتصاعد من مواقع الاشتباكات.

وسارع مستشفى غريان المركزي التعليمي إلى استدعاء جميع العاملين والعناصر الطبية والطبية المساعدة إلى الحضور، في ظل الاشتباكات التي شهدها وسط المدينة. والثلاثاء أعلن مستشفى غريان المركزي التعليمي استئناف العمل في جميع أقسامه بعد توقف إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة.

المستشفى دعا عناصره الطبية والطبية المساعدة إلى العودة لممارسة أعمالهم وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين، حسب بيان على صفحته في موقع «فيسبوك».

وتقدمت إدارة المستشفى بالاعتذار للحالات التي كان من المقرر أن تجري عمليات جراحية على مستوى استبدال المفاصل، على أن يبلغوا بالموعد الجديد لإجراء العمليات في وقت لاحق. ووقعت اشتباكات فجر الأحد في مدينة غريان بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أربعة بجروح، وفق وكالة الأنباء الليبية.

من جهتها، دعت إدارة جامعة غريان جميع منتسبيها إلى عدم الوجود في مقار الجامعة، وإيقاف الامتحانات والعمل حتى توقف الاشتباكات.

وأوضح ناشطون وصفحات تغطي أخبار مدينة غريان على مواقع التواصل الاجتماعي أن «الاشتباكات اندلعت عقب محاولة قائد مجموعة (فجر ليبيا) عادل دعاب، السيطرة على المدينة بعد عودته إليها».

- للاطلاع على العدد 415 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

«اللواء 111» ينتشر في غريان بعد الاشتباكات
وأفاد مقطع مصور متداول على موقع «فيسبوك» بانتشار «اللواء 111» بقيادة عبدالسلام الزوبي في شوارع مدينة غريان، بعد اشتباكات مسلحة شهدتها المدينة صباح الأحد بين مسلحين يتبعون جهاز دعم الاستقرار والقوة الأمنية المشتركة، وكلاهما يتبعان حكومة الوحدة الموقتة.

هذا الانتشار جاء بعد تداول قرار منسوب لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة يقضي بتشكيل غرفة أمنية وعسكرية مشتركة «للدفاع عن المنطقة الغربية والجنوب الغربي»، تضم عناصر 22 تشكيلاً مسلحاً بينها «اللواء 111، واللواء 444، والكتيبة 166 للحماية والحراسة».

اللواء 111 مجحفل
و«اللواء 111 مجحفل» كان يعرف في السابق باسم «الكتيبة 301 مشاة» أو «لواء الحلبوص»، ومعظم عناصره ينتمون إلى مدينة مصراتة، ويرأسه عبدالسلام زوبي. وأسس هذا اللواء رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة بصفته وزيراً للدفاع في العام 2022، ويتبع رئاسة الأركان العامة، بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة.

والثلاثاء اجتمع المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش مع رئيس الأركان العامة التابع لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، الفريق محمد الحداد، وآمري المناطق العسكرية في طرابلس والوسطى والساحل الغربي.

وقال المجلس الرئاسي في بيان إن الاجتماع الذي حضره رئيس المجلس محمد المنفي وعضو المجلس عبدالله اللافي، بحث «تنظيم مختلف الوحدات العسكرية، وسير العمل في مختلف المناطق، واستعراض الموقف العسكري بمدينة غريان إثر الأحداث التي شهدتها المدينة أخيرا».

بحضور المنفي والدبيبة.. مجلس الدفاع يبحث الوضع في غريان
وبحث مجلس الدفاع وبسط الأمن، الإثنين، الوضع الأمني بالمنطقة الغربية ومدينة غريان خاصة. الاجتماع حضره رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وعضو المجلس عبدالله اللافي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة وزير الدفاع عبدالحميد الدبيبة، ورئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة محمد الحداد، ورئيس جهاز المخابرات العامة، ورئيس جهاز الأمن الداخلي، حسب بيان المكتب الإعلامي المجلس الرئاسي على صفحته بموقع «فيسبوك».
وأكد الاجتماع ضرورة التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن واستقرار وسلامة المواطنين.

ماذا حدث في غريان؟
وصباح الأحد، اندلعت اشتباكات بين مسلحين يتبعون «جهاز دعم الاستقرار» و«القوة الأمنية المشتركة» وكلاهما يتبعان حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، في صراع على النفوذ بالمدينة، حسب ما كشفته مصادر محلية.
في المقابل اعتبر عدد من القادة الميدانيين في غريان أن «ما حدث في المدينة شأن داخلي»، معلنين في بيان تضمنه مقطع فيديو جرى بثه، أنهم لن يسمحوا بـ«تدخل أي أطراف خارجية فيه».

«اللواء 444 قتال» يضبط «مرتزقة» في كمين جنوب غريان
والإثنين، وفي سياق متصل أعلن اللواء 444 قتال التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، أن المفارز التابعة له تمكنت من ضبط «مجموعةٍ من المرتزقة التشادية فجراً»، وذلك «في كمين محكم بمدينة غريان» وفق ما نشره عبر صفحته على «فيسبوك». ونشر اللواء 444 قتال عبر صفحته على «فيسبوك» تسجيلاً مصوراً يسأل فيه أحد المتحدثين العناصر الموقوفة عن البلد الذي ينتمون إليه.

أيضاً أعلن اللواء 444 قتال، مساء الإثنين، أن مفارزه تمكنت «من غنم عشرات الآليات والذّخائر والأسلحة والمعدات في أحد الوديان جنوب مدينة غريان»، وذلك «في عملية التفاف وتطويق قامت بها مفارز اللواء 444 قِتال، من ضمن عمل غرفة العمليات المشتركة». هذه العملية جاءت بعد يوم من اشتباكات عنيفة وقعت الأحد وسط مدينة غريان بين مسلحين تابعين لجهاز دعم الاستقرار والغرفة الأمنية المشتركة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

اجتماع مجلس الدفاع بحضور المنفي واللافي والدبيبة، 30 أكتوبر 2023. (المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي)
اجتماع مجلس الدفاع بحضور المنفي واللافي والدبيبة، 30 أكتوبر 2023. (المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي)
عدد من القادة الميدانيين في غريان أثناء تلاوة بيان بشأن الأحداث، 29 أكتوبر 2023. (لقطة مثبتة من فيديو)
عدد من القادة الميدانيين في غريان أثناء تلاوة بيان بشأن الأحداث، 29 أكتوبر 2023. (لقطة مثبتة من فيديو)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط وافد متلبسًا بسرقة أغراض مسجد في بنغازي
ضبط وافد متلبسًا بسرقة أغراض مسجد في بنغازي
«وسط الخبر» يناقش الملف: أكاديميو ليبيا.. تجاهل حكومي ونضال حقوقي مستمر
«وسط الخبر» يناقش الملف: أكاديميو ليبيا.. تجاهل حكومي ونضال حقوقي...
«النيل للطيران» تدشن رحلاتها بين القاهرة وسبها الأسبوع الجاري
«النيل للطيران» تدشن رحلاتها بين القاهرة وسبها الأسبوع الجاري
أحكام بسجن 6 مسؤولين سابقين بمصرف الجمهورية في طرابلس
أحكام بسجن 6 مسؤولين سابقين بمصرف الجمهورية في طرابلس
وقفة احتجاجية أمام حقل الطهارة لرفض إسناده لشركات أجنبية
وقفة احتجاجية أمام حقل الطهارة لرفض إسناده لشركات أجنبية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم