كشف التلفزيون الهولندي «أر تي إل» اليوم الخميس، عن فتح النيابة العامة في البلاد تحقيقًا جنائيًا بشأن تورط شركة شحن هولندية في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا جرى توقيفها ومصادرة حمولتها من المركبات المدرعة قبل أشهر، بالتزامن مع خروج دعوات من بروكسل تنادي بالتبرع بالمركبات المدرعة المحجوزة لصالح أوكرانيا.

وحاولت سفينة شحن تابعة لشركة هولندية نقل 41 مركبة مدرعة قادمة من مصنع في الإمارات متجهة إلى مدينة بنغازي قبل أن يجري مصادرتها من قبل المهمة العسكرية البحرية «إيريني» وفق ما نقل التلفزيون الهولندي.

نقل المدرعات المحجوزة إلى مرسيليا
وقال المصدر عبر موقعه الإلكتروني، إن مفتشي «إيريني» أحالوا السفينة إلى مدينة مرسيليا الساحلية الفرنسية وتفريغ المحجوزات المضبوطة نظرًا لانتهاكها العقوبات المفروضة إلا أنه سمح في الأخير للسفينة بمواصلة الإبحار.

وتظهر صور السفينة بوضوح أنها محملة بمركبات مدرعة صالحة لجميع التضاريس ومحملة مع بضائع أخرى.

- الاتحاد الأوروبي يخطط لتوسيع مهمة «إيريني» خارج ليبيا
- منذ انطلاقها.. «إيريني» اعترضت 150 مدرعة عسكرية متجهة إلى ليبيا
- «إيريني» تصادر شحنة أسلحة «غير مشروعة» على متن سفينة تجارية متجهة إلى ليبيا

وردت شركة الشحن الهولندية أنها «تصرفت بما يتماشى تمامًا مع اللوائح المعمول بها»، وأضافت أنها كانت بحوزتها جميع التصاريح والوثائق اللازمة، مؤكدة أنها ستتعاون مع التحقيق الذي سيجريه مفتشو «إيريني». ورفضت بدورها النيابة العامة طلبًا للتعليق على التحقيق.

وذكرت عملية «إيريني» في أكتوبر الماضي أن هذه ثاني عملية مصادرة خلال ثلاثة أشهر لمواد محظورة مرسلة إلى ليبيا، فعلى متن سفينة نقل أخرى اعترضتها «إيريني» في صيف العام 2022، عثر على أكثر من 100 مركبة «تويوتا» مزودة بأسلحة ودروع.

نقل المدرعات المحجوزة إلى أوكرانيا
واقترح سياسي هولندي التبرع بالمركبات لأوكرانيا، وقال عضو البرلمان الأوروبي بارت جروثويس، إن الولايات المتحدة صادرت مؤخرًا آلاف الأسلحة وملايين خراطيش الرصاص في طريقها إلى الحرب الأهلية في اليمن وتبرعت بها لأوكرانيا، ويقول جروثويس «إن على أوروبا أن تفعل الشيء نفسه».

وتابع البرلماني الذي يتلقى دعمًا من أعضاء البرلمان الأوروبي المؤثرين «تمثل المركبات المصادرة مكسبًا كبيرًا لمهمة إيريني، ومن العدل والضروري أن نتبرع بهذه المعدات لأوكرانيا في أسرع وقت ممكن». واعتبر «أن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى حرب استنزاف، والتبرع بنحو 150 مركبة سيكون بمثابة إشارة واضحة للغاية لروسيا بأن أوروبا تريد أن تفعل كل ما في وسعها».

ويؤكد الناطق باسم بعثة «إيريني» أنه من الممكن قانونًا التبرع بالمركبات المضبوطة إلى حليف مثل أوكرانيا، والأمر متروك في نهاية المطاف للمجلس الأوروبي لقادة الحكومات لاتخاذ قرار نهائي بشأن هذا الأمر.

وفي مارس مدد مجلس الاتحاد الأوروبي مهمة البعثة العسكرية في البحر الأبيض المتوسط «إيريني» الخاصة بمكافحة الأسلحة والمخدرات إلى 31 مارس 2025. وانطلقت المهمة في 31 مارس 2020 بغرض التأكد من تطبيق قرار الأمم المتحدة الصادر في 2011 بشأن حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

المدرعات المحجوزة على متن سفينة الشحن الهولندية المستهدفة بالنقل إلى أوكرانيا. (أرشيفية: إيريني)