Atwasat

«نيويورك تايمز» تثير أزمة المهاجرين قرب الحدود التونسية - الليبية.. وتتحدث عن «مكافأة أوروبية»

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأحد 23 يوليو 2023, 11:03 صباحا
WTV_Frequency

أثارت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية أزمة المهاجرين قرب الحدود التونسية - الليبية، متهمة الرئيس التونسي قيس سعيد بتحويل هؤلاء الوافدين الأفارقة إلى «كبش فداء» مقابل مكافأة من الاتحاد الأوروبي على ذلك، وفق تعبيرها.

ونقلت الجريدة، في تقرير أمس السبت، شهادات المهاجرين من ميناء صفاقس والموانى التونسية الأخرى في أعقاب طرد المهاجرين الأفارقة إلى منطقة عازلة على الحدود مع ليبيا، ودون ماء أو طعام، وتركهم تحت رحمة الشمس الحارقة ينتظرون الموت، بينما وقّعت تونس في المقابل اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، وافقت بموجبها على تعزيز الرقابة على حدودها.

واستنادا إلى التقرير، فإنه على مدى ثلاثة أسابيع تقريبا يحاول أكثر من ألف رجل وامرأة وطفل البقاء على قيد الحياة في منطقة عازلة على الحدود التونسية، بينما تمنحهم عدة أشجار متناثرة نوعا من الظل غير الدائم، حسبما كشفت أشرطة الفيديو التي التقطها المهاجرون وحرس الحدود من ليبيا المجاورة وعمال الإغاثة التونسيون الذين يوصلون المياه وبعض الخبز، وغير هذا لا شيء.

قلق أوروبي من طرق شمال أفريقيا
أوضحت الجريدة الأميركية أن طرق شمال أفريقيا تمثّل مصدر قلق للدول الأوروبية، مع زيادة المخاوف من المهاجرين عبر البحر المتوسط، وتكرار ما حدث في عامي 2015 - 2016، وسط مشاهد بشعة، بعدما حرّف خفر السواحل في هذه الدول مسار عبّارات، وتركوا قوارب تغرق في البحر.

تشارك فيه ليبيا.. ميلوني تحدد أهداف مؤتمر روما حول الهجرة 
«الداخلية»: تسليم 81 مهاجرا طردتهم تونس إلى منظمة الهجرة
مهاجرون يشكرون حرس الحدود الليبي على إنقاذهم بعد طردهم من تونس (فيديو)

ووجه المصدر اتهامات للساسة في شمال أفريقيا بإثارة المشاعر المعادية للمهاجرين من دول الساحل والصحراء، حيث أصبحت تونس منطقة انطلاق المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، بعدما حلت محل ليبيا التي ظلت المكان المفضل للفارين من النزاعات في سورية وإثيوبيا وإرتيريا، ومن دول الساحل والصحراء.

وقعت المفوضية الأوروبية، الأحد الماضي، اتفاقية مع تونس يقدم بموجبها الاتحاد الأوروبي مليار دولار، لتقوية اقتصاد البلد المترهل، وتشديد الرقابة على حدوده. وفي شهادة كيلفن، مهاجر نيجيري عالق بين الحدود التونسية - الليبية، إلى «نيويورك تايمز»، صرح: «سمعنا جميعا أن رئيسة وزراء إيطاليا دفعت للرئيس التونسي مالا كثيرا، لمنع المهاجرين الأفارقة من بلدها».

دخول تونس دون تأشيرة
كيلفن يشبه حاله بقية المهاجرين الذين يستطيعون دخول تونس دون تأشيرة، حيث قضى أشهرا وهو ينظف البيوت ويعمل في مواقع البناء في ميناء صفاقس، لكي يجمع ما يكفي من المال لتمويل رحلة البحر، ودفعه للمهربين، حتى يعبر إلى أوروبا، قبل مجيء تونسيين دون زي رسمي إلى محل سكنه، ووضعوه في حافلة رمته في الصحراء. وذكّرت الجريدة بنقل تونس عددا من المهاجرين من الصحراء، ومنحهم ملجأ، بعد موجة انتقادات واسعة، حيث سمحت للهلال الأحمر التونسي بتقديم بعض المساعدة لهم، بينما بقي المئات عالقين دون ملجأ أو طعام.

لكن رفض الرئيس سعيد الاتهامات بأن تونس عاملت المهاجرين في صفاقس بطريقة فظة، مؤكدا أنهم جرت معاملتهم بإنسانية، مع أن شهادات المهاجرين ومقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية تناقض كلامه. وبينما سارعت الدول الأوروبية لتحديث معدات خفر السواحل التونسي، يعتقد مراقبون أن كل شيك يكتبه الاتحاد الأوروبي لتونس يعني تخليه عن الديمقراطية الناشئة التي دعمها مرة.

سيناتور أميركي يدعو إلى تخفيض دعم تونس
قال السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي: «لو كنا منسجمين في تأكيد أننا لن ندعم القمع السياسي في المنطقة، فلربما تصرف القادة بطريقة مختلفة». ودعا ميرفي وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ إلى تخفيض دعم تونس. وتابعت الجريدة أن إدارة بايدن قطعت بعض الدعم عن تونس، إلا أنها ظلت مترددة في اتخاذ مزيد من القرارات، خوفا من وقوع تونس تحت تأثير الصين وروسيا. وبيّن تقرير الجريدة أن الاتحاد الأوروبي يؤكد أن العمل القريب مع السلطات التونسية سيجعله في وضع جيد، للحد من الانتهاكات ضد المهاجرين.

في المقابل، أوردت الجريدة حديث دبلوماسيين في العاصمة تونس، يؤكدون فيه أنه ليس جيدا حجب الدعم عن الشعب التونسي الذي يعاني نقص المواد الأساسية والدواء، بينما يرى بعض المراقبين أن تونس رهان سيئ للعب دور «شرطي الحدود»، وقد تدفع السلطات الناس نحو أوروبا بدلا من إعادتهم لتونس.

حاليا، أصبحت تونس محطة العبور الأولى لأوروبا، بحسب بيانات الاتحاد الأوروبي، التي كشفت أن تونس هي أكبر مساهم في خطوط الهجرة الرئيسية لأوروبا، حيث تضاعفت القوارب القادمة منها، لاعتقاد المهاجرين أن تونس أكثر سلامة من ليبيا للعبور إلى أوروبا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أعضاء بـ«تنسيقية الأحزاب الليبية» يلتقون وفدا أمميا في نيويورك
أعضاء بـ«تنسيقية الأحزاب الليبية» يلتقون وفدا أمميا في نيويورك
«نيوزويك»: مخاوف من فوضى عارمة بعد نشر 1800 جندي روسي في ليبيا
«نيوزويك»: مخاوف من فوضى عارمة بعد نشر 1800 جندي روسي في ليبيا
ضبط شاحنة تحوي أسماكا فاسدة في طرابلس
ضبط شاحنة تحوي أسماكا فاسدة في طرابلس
إرجاع الكهرباء إلى منطقة المرقب
إرجاع الكهرباء إلى منطقة المرقب
حالة الطقس في ليبيا (السبت 11 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (السبت 11 مايو 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم