Atwasat

مسؤولون أميركيون: ليبيا مركز رئيسي في استراتيجية واشنطن لمنع الصراع

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الجمعة 07 يوليو 2023, 09:45 صباحا
WTV_Frequency

كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لعمليات الصراع وتحقيق الاستقرار آن ويتكوسكي، أن «استراتيجية منع الصراع وتعزيز الاستقرار»، استراتيجية تتبعها الولايات المتحدة في أربع مناطق محددة للنزاع هي ليبيا وهايتي وموزمبيق وبابوا غينيا الجديدة، إضافة إلى إقليم واحد وهو ساحل غرب أفريقيا، الذي يضم بنين وكوت ديفوار وتوغو.

وقالت ويتكوسكي في جلسة حوارية نظمها «مركز ستيمسون» و«مبادرة شمال أفريقيا بجامعة جونز هوبكنز» الأميركية، الجمعة، إن الولايات المتحدة تهدف من خلال هذه الاستراتيجية إلى تعزيز المرونة العالمية، ورعاية التجديد الديمقراطي، وتعزيز دول سلمية لتصبح شركاء أقوياء للولايات المتحدة اقتصادياً وأمنياً.

أضافت المسؤولة الأميركية: «استراتيجية منع الصراع وتعزيز الاستقرار مبادرة ذات مفهوم موسع، تحدد كيف تتعامل الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار في مناطق الصراع. وتمتد خطط تنفيذ تلك الاستراتيجية على مدار سنوات».

آن أكدت أن ليبيا تعد مركزاً رئيسياً لاختبار استراتيجية منع الصراع وتحقيق الاستقرار، وأرجعت ذلك إلى تحول الصراع في ليبيا إلى نزاع سياسي، حيث تشير كافة المؤشرات إلى حاجة الانتقال السياسي والتوافق الاجتماعي في ليبيا إلى نهج طويل الأجل. وتتبع الولايات المتحدة في ليبيا نهج مرن، يستند إلى برامج على المستوى المحلي، يمكن تطويرها حينما تسنح الفرص. 

موضحة: «الخطة الأميركية في ليبيا تقوم على تحقيق الأولوية الأهم وهي انتخاب حكومة وطنية قادرة على الحكم والحفاظ على الأمن في أنحاء البلاد».
أضافت: «تأتي تلك الجهود في توقيت مهم بالنسبة إلى ليبيا بالنظر إلى حالة الجمود السياسي والانتخابات المرتقبة.. قد يكون من المغري بالنسبة لنا الانتظار لحين انتهاء الأطراف الفاعلة في ليبيا من تشكيل الحكومة والمضي قدماً». وتابعت: «مع ذلك، رأينا من أوقات مماثلة كهذه في الماضي أن علينا تعميق انخراطنا حيث يتعرض الاستقرار السياسي والأمني للتهديد من قبل منافسين ليس فقط في ليبيا لكن أيضاً في الإقليم ككل».

وحسب ويتكوسكي تتشكل الاستراتيجية الأميركية، من جهود لتقوية القدرات المحلية وتعزيز بناء التوافق السياسي وأنشطة التنمية الاقتصادية ومشاريع لتقليل العنف، تهدف إلى إعادة بناء المحاسبة والمسؤولية.

منطقة جنوب ليبيا.. نقطة ارتكاز 
وكشفت المسؤولة الأميركية أن نقطة التركيز في الاستراتيجية الأميركية ستكون منطقة جنوب ليبيا، حيث تتعاون واشنطن مع وكالات وهيئات الأمم المتحدة والشركاء، مثل الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية الأوروبية، لتهيئة الأوضاع من أجل تغيير إيجابي.

وقالت، في الندوة التي أدارها المدير التنفيذي لـ«مبادرة شمال أفريقيا بجامعة جونز هوبكنز»، حافظ الغويل: «يركز النهج الأميركي على جنوب ليبيا لسببين اثنين، أولا: التهميش الذي عانت منه المنطقة في تاريخها. وثانيا: الفراغ الأمني وانعدام الاستقرار الذي كان له تأثير مضاعف على منطقة الساحل ووفّر بيئة ملائمة للأطراف المتشددة».

وتكشف بيانات مؤشر الإرهاب العالمي أن %43 من الوفيات جراء الإرهاب في العالم وقعت في منطقة جنوب الصحراء، وهي نسبة أعلى من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجمعة.

وتستثمر الولايات المتحدة، حسب المسؤولة الأميركية، في تحضير جنوب ليبيا لعملية فعالة لنزع السلاح وتعبئة ودمج الجهود على المستوى المحلي، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، لخلق الظروف الملائمة لتنفيذ ناجح لأهداف الاستراتيجية الأميركية. وأكدت ويتكوسكي التزام واشنطن بدعم مساعي تحقيق على المستوى المحلي والوطني، والجهود التي يضطلع بها المجلس الرئاسي وبعثة الأمم المتحدة للدعم، وكذلك الاتحاد الأفريقي. وتابعت: «يرى الشركاء أن قانون الهشاشة العالمية يهدف في ليبيا إلى منع بعض الجهات الخبيثة، مثل روسيا، من الاستفادة من الفراغ القائم».

مبادرات أميركية ناجحة في جنوب ليبيا
وفي السياق ذاته، تحدثت المسؤولة الأميركية عن بعض المبادرات الناجحة التي نفذتها واشنطن في جنوب ليبيا، وبينها تحقيق التوافق في مدينة مرزق، بعد أن شهدت أعمال عنف مميتة في العام 2019، أجبرت الآلاف على النزوح من المدينة. وساهمت واشنطن في إنهاء القتال في المدينة ووضع خارطة طريق للسلام والتوافق.

ساهمت واشنطن أيضا في مبادرة حوار الشباب والطاقة، الذي ركز على حلول مجتمعية مستدامة في جنوب ليبيا، بمشاركة أفراد من المجتمعات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني، وممثلين عن القطاع النفطي لمناقشة القضايا المتعلقة بالموارد والثروة النفطية. وتسعى واشنطن في الوقت نفسه للتعامل مع أسباب وتداعيات التهميش والاقتصاد غير الشرعي في منطقة الجنوب، وتعزيز فرص بديلة للشباب والمرأة، ودعم أنشطة وحملات التوعية ضد نشاط الميليشيات المسلحة.

وفي الجلسة نفسها قال المبعوث الأميركي الخاص سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، إن ليبيا تحمل إمكانية كبيرة لتحقيق الاستقرار والتحول إلى قصة نجاح في المنطقة، مشيراً إلى أن البلاد انتقلت من مرحلة المواجهة العسكرية إلى مرحلة سياسية هشة، تحت رعاية الأمم المتحدة ومبعوثها عبدالله باتيلي. نورلاند، قال إن هناك حاجة لإعادة توحيد المؤسسات الليبية وإضفاء الشرعية عليها، مشدداً على أن الانتخابات هي مفتاح تحقيق ذلك، والجميع يدرك هذه الحقيقة في ليبيا.

الانتخابات مفتاح تحقيق الاستقرار في ليبيا
واستهل نورلاند كلمته بالإشارة إلى أن ليبيا تحمل مقومات التحول إلى قصة نجاح استثنائية في المنطقة، لا سيما مع تراجع شهية الأطراف الفاعلة للحرب، وتوقف الأعمال القتالية في معظم أرجاء البلاد، والالتزام الدولي بالتوصل إلى حل مستدام في البلاد. وبينما أكد نورلاند أن إجراء الانتخابات هو السبيل لإرساء الاستقرار، لفت إلى صعوبة حمل الأطراف السياسية على الموافقة على إجراء الانتخابات «بالنظر إلى انعدام الثقة بينها».

المبعوث الأميركي عاد ودعا الأطراف الليبية الفاعلة إلى استغلال الفرصة السانحة لتحقيق التوافق مع توقف القتال والتزام الأمم المتحدة بشكل كبير بقيادة عملية سياسية شاملة، وكذلك استمرار تدفق العائدات المالية إلى داخل البلاد. 

للاطلاع على العدد 398 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وقال : «ما تعلمناه من المحاولات الفاشلة لإجراء انتخابات بالعام 2021 أن تحديد موعد للانتخابات ليس كافياً.. ما يتطلع إليه الجميع هو انتخابات ناجحة، حيث تتفق الأطراف الفاعلة على شكل الحكومة التي ستحظى بالثقة لقيادة البلاد بعد انتخابات نزيهة، ومن سيكون مسموح له بالترشح للانتخابات، والأهم من ذلك، من سيقبل بالنتائج». 

أضاف: «هذا تحدٍ كبير لكن يجب الوفاء به في غضون الأسابيع والأشهر المقبلة.. الوضع الراهن غير مستدام، وأعتقد أنه من الواضح أن الانقسامات داخل ليبيا ستزداد إذا لم يجرِ حلها قبل الانتخابات »، وتابع: «الانتخابات السيئة قد تكون مزعزعة للاستقرار لكن كذلك الحال إذا لم يجرِ إجراء أي انتخابات على الإطلاق».

دور الولايات المتحدة في حل أزمة ليبيا
وفي سياق آخر، تطرق السفير الأميركي في كلمته إلى مساعي الولايات المتحدة لحل الأزمة في ليبيا، مؤكداً الالتزام بدعم الجهود الدولية في هذا السياق، والانضمام إلى جهود المبعوث الأممي عبدالله باتيلي لتسهيل الاتفاق على خارطة طريق ذات مصداقية تقود إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن.

وفي معرض حديثه عن «قانون الهشاشة العالمية» الذي أقره الكونغرس الأميركي بالعام 2019، والاستراتيجية الأميركية لتحقيق الاستقرار، أوضح نورلاند أن الهدف في ليبيا هو توفير إطار يسمح بمشاركة أكثر دقة لكل الأطراف وعلى كافة المستويات للمضي صوب الانتخابات.

وأشار إلى تركيز كبير ينصب على المنطقة الجنوبية في ليبيا خصوصاً فزان وتحقيق التوافق، كما حدث في مرزق، والاستفادة من دور الجنوب لحل الخلافات بين الفصيلين السياسيين الأقوى هناك، على أن يوفر ذلك نموذجاً لما يجب فعله في باقي ليبيا. وواصل نورلاند حديثه عن الدور الأميركي في ليبيا، وأكد الحاجة إلى وجود دبلوماسي أكبر على الأرض لكي نكون فاعلين بشكل كامل في تنفيذ الاستراتيجية، على أن يفضي هذا التفاعل بالنهاية إلى إعادة فتح السفارة الأميركية في بنغازي في أقرب وقت ممكن. وقال: «في الوقت الحالي، السفارة الأميركية في ليبيا متمركزة في تونس لأسباب أمنية، والتمثيل الدبلوماسي يجري تحقيقه عبر رحلات طيران دورية من تونس». أضاف: «ندرك أن هناك عدداً من الدول تعيد فتح سفاراتها في طرابلس، ويجب علينا تحديث الموقف الخاص بالسفارة الأميركية.. علينا أن نقبل بعض المخاطر التي ترتبط بزيادة التمثيل الدبلوماسي لنا في ليبيا، بالنظر إلى ما حدث في المجمع الأميركي في بنغازي بالعام 2013».

وفي الوقت نفسه شدد على أهمية التواجد الأميركي على الأرض، والتفاعل مع الأطراف الليبية بشكل يومي بطريقة تضمن عدم تكرار الكارثة التي حدثت في السابق (في إشارة إلى أحداث المجمع الأميركي في بنغازي).

أهمية ليبيا بالنسبة إلى الولايات المتحدة
السفير الأميركي شرح خلال الجلسة الحوارية الأهمية التي تحملها ليبيا بالنسبة إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن ليبيا تقع على مفترق طرق استراتيجي بين الشرق الأوسط وأفريقيا والبحر المتوسط وهي قريبة من قناة السويس، ولديها احتياطات هائلة من النفط والغاز وكذلك قدرات هائلة فيما يتعلق بالطاقة الشمسية. وقال: «الشعب الليبي مستعد ويريد التخلص من إرث القذافي الدموي».

لكن نورلاند أثار الأزمة القائمة في الآونة الأخيرة بشأن توزيع العائدات النفطية على المناطق الليبية، موضحاً أن الولايات المتحدة تعمل مع الأطراف الليبية لوضع آلية شاملة لإدارة وتوزيع العائدات النفطية.

وقال: «توزيع الثروة النفطية من العوامل المحتملة المزعزعة للاستقرار، ونحن نركز على كيفية مساعدة الليبيين في الخروج بآلية لإدارة وتوزيع عائدات النفط على الأقل على المدى القصير لحين الاتفاق على حكومة موحدة».

وفي سياق آخر، اعتبر نورلاند أن العملية العسكرية التي شنها المشير خليفة حفتر، في العام 2019 على العاصمة طرابلس، عرقلت العملية السياسية في البلاد لمدة عامين على الأقل.

وقال: «لدينا المحاولة غير الموفقة لخليفة حفتر لشن عملية عسكرية ضد طرابلس بالعام 2019، والذي كلفت ليبيا عامين على الأقل في محاولة التوصل إلى اتفاق سياسي». وانتقد نورلاند كذلك قرار المشير حفتر الاستعانة بعناصر من مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يناقش: الحج على حساب الدولة.. بين الشرعية الدينية والشفافية المالية؟
«وسط الخبر» يناقش: الحج على حساب الدولة.. بين الشرعية الدينية ...
توضيحات جزائرية جديدة في هدف المبادرة الثلاثية مع ليبيا وتونس
توضيحات جزائرية جديدة في هدف المبادرة الثلاثية مع ليبيا وتونس
شاهد في «هذا المساء»: الرقابة الإدارية.. شرعية غائبة وإجراءات متصاعدة
شاهد في «هذا المساء»: الرقابة الإدارية.. شرعية غائبة وإجراءات ...
حصيلة هزيلة لـ«إيريني» وتهريب السلاح متواصل إلى ليبيا
حصيلة هزيلة لـ«إيريني» وتهريب السلاح متواصل إلى ليبيا
حكومة حماد تستورد شحنة بيض تركي لمجابهة الأسعار
حكومة حماد تستورد شحنة بيض تركي لمجابهة الأسعار
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم