منعت منظمات حقوقية غير حكومية عرض فيلم وثائقي عن «العبودية» في ليبيا، خلال مهرجان نابولي لحقوق الإنسان في إيطاليا.

وأوقف ممثلو هذه المنظمات، ومن بينها «أوبن آرمز» الإنسانية الإسبانية، عرض الفيلم الوثائقي «الصرخة»، حول مزاعم استعباد مهاجرين في ليبيا، والذي تمت دعوة مخرجه مايكل أنجلو سيفيرنيني لتقديمه في «مهرجان حقوق الإنسان» في نابولي وفق ما نقلت شبكة «فولتير» الفرنسية ذات التوجهات اليسارية الأربعاء.

وأوضحت الشبكة أنه بعد حوالي عشرين دقيقة من عرض الفيلم تدخل ممثلو المنظمات المعنية الذين وصفوا محتواه بغير المقبول، وأهانوا المخرج مرارًا وتكرارًا دون إعطائه الفرصة للرد. ولم تفسر الشبكة أسباب الاعتراض على الفيلم الوثائقي، لكن مايكل أنجلو سيفيرنيني قال إن هذه المنظمات غير الحكومية تريد إسكاته.

«الصرخة» عن أوضاع المهاجرين
وللإشارة «الصرخة» هو كتاب للكاتب الصحفي مايكل أنجلو سفرنيني، الذي تحوّل إلى فيلم يسرد ما تناوله من معاناة للمهاجرين المغادرين إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية، وكيف جرى استغلالهم من قبل المليشيات بالتعاون مع «مافيا» في أعمال الكسب غير المشروع مثل طلب دفع فدية من ذويهم بعد تصويرهم تحت التعذيب وإرسالها لغرض الابتزاز.

- معاملة المهاجرين في ليبيا تجر الاتحاد الأوروبي إلى «الجنائية الدولية»

ونظمت «حركة المستقبل الليبية» يوم 22 نوفمبر الجاري ندوة في بنغازي عن الهجرة غير القانونية بمشاركة وفد إيطالي، حيث شارك فيها صاحب الفيلم الوثائقي. وأفاد مؤلف كتاب «الصرخة» في تصريح لوكالة الأنباء الليبية أن «الفكرة جاءت بعد أكثر من أربع سنوات من البحث، سواء للكتاب أو الفيلم، الذي يتحدث عن الهجرة غير الشرعية وعن الناس التي تعاني، والصورة المعتمة التي لا نراها في إيطاليا أو أوروبا عما يحدث في الخفاء».

وأشار إلى تواصله شخصيًا مع مئات المهاجرين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي حتى وقف على حقيقة الأمر، ومن هنا خرجت فكرة «الصرخة» التي لا تعني فقط صرخة هؤلاء المهاجرين، وفق سفرنيني الذي قال: «هي صرختي أنا من الداخل، فعندما تواصلت معهم اكتشفت المزيد من الحقائق، من بينها رغبتهم الشديدة في العودة إلى بلدانهم، لأنهم اعتقدوا أن بتواجدهم في ليبيا سيحضون بالسفر إلى أوروبا، لكنهم اكتشفوا أنهم مثل العبيد في أيادي المليشيات، لذلك أنصح الليبيين أن يتحدوا وأن يحاربون هذه الظاهرة».