أكد المبعوث الخاص الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، أنه «لا يمكن إعلان حكومة جديدة في ليبيا إلا بعد إجراء انتخابات وبإرادة الشعب»، وذلك وسط مأزق سياسي يهدد بجر الدولة الواقعة في شمال أفريقيا إلى الصراع المسلح.

وقال كوبيش في مقابلة خاصة لجريدة «ديلي صباح»، اليوم الأحد: «من وجهة نظري، هناك حكومة واحدة فقط في ليبيا، وهي الحكومة التي يقودها السيد الدبيبة». مشددًا على أن «هذه هي الحكومة المعترف بها دوليًا والتي شاركت في العديد من الأحداث والاجتماعات الدولية والتي تمت المصادقة عليها وإلزامها بفعل شيء للبلاد في مختلف المؤتمرات بما في ذلك مؤتمر باريس».

المسار الذي اتخذه مؤتمر باريس حول ليبيا
وذكر كوبيش أن «جميع المشاركين في مؤتمر باريس كانوا واضحين للغاية - ستأتي حكومة جديدة بعد الانتخابات في البلاد وستكون نتيجة لعملية شرعية». موضحًا أن «هذا هو المسار الذي اتخذه، كما أيده المجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الدول الرائدة بما في ذلك تركيا، التي كانت هناك».

وأكد مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، الذي عُقِد في نوفمبر 2021، على الحاجة إلى إجراء «انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية» مع التأكيد على استمرار الالتزام بالعمل مع حكومة الوحدة الوطنية.

- نص رسالة وداع كوبيش قبل الرحيل عن البعثة الأممية في ليبيا
- كوبيش في رسالة الوداع: أسباب مهنية وشخصية وراء رحيلي عن البعثة الأممية في ليبيا

لكن في فبراير الماضي، عين مجلس النواب فتحي باشاغا رئيسًا جديدًا للوزراء لقيادة حكومة موقتة جديدة خلفًا لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، التي رأى المجلس أن ولايتها انتهت عندما تعذر إجراء الانتخابات التي كانت مقررة يوم 24 ديسمبر 2021. لكن الدبيبة تحدى استبدال حكومته وأعلن رفضه تسليم السلطة قبل إجراء الانتخابات.

وجود حكومتين يعني الصراع والفوضى في ليبيا
واعتبر كوبيش أن وجود «حكومتين يعني الصراع والفوضى والعمل ضد مصالح ليبيا والعمل ضد مصالح إجراء الانتخابات باعتبارها السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله تشكيل حكومة من خلال عملية شرعية تقوم على أصوات الشعب، ويتم تمكينها من قبل الشعب».

وأكد كوبيش عى أن «مؤتمر باريس الذي مثل إجماع المجتمع الدولي على الأقل في ذلك الوقت - وأعتقد أنه لا يزال ساريًا - كان واضحًا للغاية - فقط بعد الانتخابات ستكون هناك حكومة جديدة»، لافتًا إلى أن «كل الحجج والتكهنات الأخرى لا فائدة منها سوى إحداث الفوضى والمواجهة ولن تقود لحل».

الانتخابات أمر لا بد منه
وقال المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا إن «حكومة موقتة بعد حكومة موقتة، هكذا عاشت ليبيا، وعانت من ذلك». مشددًا على أن «الوقت قد حان لوقف هذا».

ورأى كوبيش أنه لا تزال هناك بعض المناقشات حول كيفية تحسين الأساس القانوني والدستوري قبل إجراء الانتخابات، وقال «إن الانتخابات أمر لا بُد منه ولا ينبغي تأجيلها أكثر من ذلك».

وأضاف «أحيانًا يكون الأفضل هو عدو الجيد. فمن الأفضل إجراء الانتخابات حتى لو كانت غير مثالية من عدم إجراء الانتخابات والانتظار إلى ما لا نهاية لأفضل حل خارق ممكن».