تحدث مسؤولون ونقابيون عن تداعيات إغلاق الموانئ والمنشآت النفطية منذ أبريل الماضي، محذرين من حدوث تسريب أو تهدم متوقع في أية لحظة لجميع خزانات ميناء الزويتينة.

وفي بيان السبت، ناشدت المؤسسة الوطنية للنفط، «كل من يهمه الأمر السماح لها بتشغيل ميناء الزويتينة فورًا لتخفيف المخزون والحصول على سعات تخزينية»، محذرة من «حدوث وشيك لكارثة بيئية بميناء الزويتينة». وعبر وزير النفط والغاز محمد عون عن أسفه لهذه «الإغلاقات المؤثرة على البنية التحتية للنفط، خصوصًا خطوط الأنابيب».

من جانبه، قال رئيس اتحاد عمال النفط في ميناء الزويتينة، مرعي بريدان، في تصريحات، نقلها المركز الإعلامي لوزارات وهيئات ومؤسسات دولة ليبيا، إن نحو 80 ألف برميل من خام أبو الطفل الشمعي لا تزال موجودة في الخط الواصل بين الحقل 103 وميناء الزويتينة الذي يسع 1.48 مليون برميل، مشيرًا إلى أن هذه الكمية «تحتاج إلى درجة حرارة معينة وتحريك مستمر»، وأوضح أن «باقي الخط معبأ بخام الزويتينة، إضافة إلى خام آمن غير شمعي ويتحمل فترة معينة في الخط دون درجة حرارة».

- مؤسسة النفط تعلن حالة «القوة القاهرة» في حقل الشرارة
- مؤسسة النفط تعلن القوة القاهرة في ميناء الزويتينة.. وتحذر من موجة إغلاقات «مؤلمة»
-اضطراب الإمدادات في ليبيا يلهب أسعار النفط في العالم

ونبه مرعي بريدان إلى أن خزانات ميناء الزويتينة قديمة ومتآكلة ولم تخضع للصيانة منذ مدة طويلة، موضحًا أن حدوث تسريب في أكبر خزانات الميناء اضطر العاملين إلى إنقاص الكمية المخزنة فيه.

إغلاقات قسرية للمنشآت النفطية
ومنذ منتصف أبريل، يواجه إنتاج النفط موجة من الإغلاقات القسرية لعدد من المنشآت النفطية، ما دفع مؤسسة النفط الحكومية إلى إعلان «القوة القاهرة» مع استمرار إغلاق ستة حقول في جنوب وشرق البلاد. ونتيجة لذلك «انخفض الإنتاج نحو 600 ألف برميل يوميًا»، أو نصف الإنتاج اليومي من أصل 1.2 مليون برميل يوميًا، كما يؤكد عون من مكتبه في طرابلس.

وتكررت عمليات إغلاق الحقول والموانئ النفطية طيلة السنوات الماضية بسبب احتجاجات عمالية أو تهديدات أمنية أو حتى خلافات سياسية، وتسببت في خسائر تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار، بحسب المصرف المركزي.

بدوره، ذكر الاتحاد العام لعمال شركة الزويتينة للنفط، أن الأمر بلغ النقطة الحرجة، التي يمكن عندها انهيار النظام والمنظومة بالكامل. وحسب الصفحة الرسمية للاتحاد بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فقد بلغت السعة التخزينية بالميناء كميات كبيرة من النفط الخام، وارتفع منسوب الزيت بالخزانات إلى قياسات عالية جدًا غير مسبوقة وتقلص الفراغ إلى حد متدنٍ يصعب من خلاله استقبال ما تبقى من خام حقل أبو الطفل (الخام الشمعي).

وناشد الاتحاد «الخيرين من أبناء الوطن والمشايخ والأعيان وأبناء القبائل ورؤساء الحكومتين تحمُّل المسؤولية، والعمل مع الجميع وبالجميع للسماح بشحن البواخر لإيجاد مساحة تخزينية بخزانات الميناء، للحد من المخاطر التي لا يحمد عقباها».