ظهر يوم الجمعة، 18 فبراير من العام 2011، تم اعتقال الصحفي الليبي عاطف الأطرش، وفي 22 أغسطس من العام نفسه، تم تحريره في العاصمة طرابلس.. هذا ما حدث مع الأطرش الذي تحول إلى شاهد عيان على ثورة «17 فبراير»، التي أطاحت حكم العقيد معمر القذافي.

«الوسط» حاورت الأطرش في مدينة بنغازي عن ثورة فبراير، وما آلت إليه أمور البلاد والعباد في ليبيا حالياً، وإلى التفاصيل..

• ما الوصف الموضوعي لما حدث في ليبيا منذ 17 فبراير 2011؟
انتفاضة مشروعة المطالب، قوبلت بعنف مفرط أدى إلى اشتعال ثورة شعبية عارمة، ونتيجة لاستغلال النظام السابق نفوذه في بعض القبائل والمدن الليبية التي أظهرت ولاءها له، قام بتحويلها إلى حرب أهلية أدت إلى تدخل غربي رآها فرصة مناسبة لتصفية حسابات قديمة معه.

• بعد كل هذه السنوات.. ماذا بقي من ثورة فبراير في الشارع الليبي؟
لم يتبقَ منها سوى الذكريات، وبعض الآمال بتحسن الأوضاع المعيشية من خلال تحقيق تغيير سياسي شامل للسلطات الحاكمة في البلاد.

• ما سبب الانتكاسة بعد نجاح انتخابات 7 - 7 - 2012 التي استبشر بها الجميع خيراً؟
هناك عدة أسباب للانتكاسات التي حدثت، أهمها انتشار السلاح والتدخل الخارجي والمماطلة في تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.. أيضاً تقديم النخب السياسية مصالحها الشخصية على المصلحة العامة.

• هل ترى أن ما آلت له الأوضاع في ليبيا الآن كان متوقعاً.. أم أنه كان خارج التوقعات؟
متوقع جداً، فالتركة كانت ثقيلة... مجتمع يفتقر إلى مقومات الحياة الديمقراطية، وانتشار مرعب للتشكيلات المسلحة، واستسهال انتظار الحلول من الخارج... كل ذلك أدى لما وصلنا إليه الآن!

• من بيده الحل؟
الحل كما يقوله الجميع، بيد الليبيين في حال توافرت الإرادة الحقيقية للوصول إلى تسوية شاملة... غير ذلك مجرد مضيعة للوقت.

• اليوم ليبيا دولة شبه منهارة.. ما الطريقة التي يمكن بها استعادة الدولة الليبية؟
تحقيق عدالة انتقالية تحفظ حقوق وكرامة الجميع، ومن ثم تنفيذ رؤية الليبيين نحو انتخابات نزيهة تبدأ بانتخابات برلمانية مروراً باستفتاء على الدستور، ومن ثم انتخابات رئاسية.

• ماذا يريد المجتمع الدولي من ليبيا خاصة الولايات المتحدة الأميركية؟
الكل لديه مصالح مع ليبيا، ولكن الأولوية هي تحقيق الاستقرار بها بأي شكل من الأشكال، لكن الفاعل الحقيقي هم الليبيون، لكن عليهم أن يثقوا بقدرتهم على تحقيق ذلك.

للاطلاع على العدد 326 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

• هناك صراع أوروبي واضح في ليبيا بين إيطاليا وفرنسا.. كيف سينتهي هذا الصراع؟
انتهاء هذا الصراع بيد الليبيين أولاً، فمتى تخلص الشعب من نخبه السياسية التي انحنت لتدخلات الخارج حينها سيتوقف كل هذا.

• ما تقييمك لتقارب الخصوم الإقليميين في ليبيا «مصر - الإمارات وتركيا – قطر».. وما تأثيره على الوضع في ليبيا؟
لا يوجد صديق دائم أو عدو دائم، ولكن هناك مصالح مشتركة، وينبغي على الليبيين إدراك ذلك وتقديم مصلحة البلاد من خلال شراكات متكافئة مع الآخرين.. أما الانبطاح فإننا نرى نتائجه دون الحاجة إلى شرح ذلك.

• من يتحمل مسؤولية الوضع الذي وصلنا إليه في ليبيا اليوم.. هل «المجلس الانتقالي» أم «المؤتمر الوطني» أم «مجلس النواب» أم «مجلس الدولة»؟
الكل قصر في واجباته، وللأسف الكثير ممن تحمل مسؤولية اتخاذ القرار في كل المراحل التي عشناها لم يكونوا على المستوى المطلوب.

• ما توقعاتك للصراع الحالي بين رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا؟
لا أتوقع حدوث صراع عنيف بينهما، فالمنتصر فيهما سيكون خاسراً.

• ماذا عن الانتخابات.. هل هناك أمل في إجرائها؟
الانتخابات لا مفر منها، وما يحدث لا يتعدى مسألة شراء الوقت، لكن على كل أطراف الصراع إدراك أنه كلما طال الوقت المهدر سيدفعون ثمنه باهظاً.