وصلت إيرادات النفط الليبي إلى مستويات قياسية خلال شهر مايو الماضي، إذ سجلت مليارا و322 مليونا من النفط الخام، و53 مليون دولار من الغاز والمكثفات، وفق إعلام المؤسسة الوطنية للنفط التي أوضحت أن صافي ايرادات شهر مايو من مبيعات النفط الخام والغاز والمكثفات والمنتجات النفطية والبتروكيماويات وصل إلى مستويات قياسية مدفوعا بطلب قوي وزيادة في الأسعار العالمية.

وبلغت إيرادات المنتجات النفطية 13 مليارا و925 مليون دولار، وعوائد البتروكيماويات 584 مليونا و405 آلاف دولار «إضافة إلى 5 ملايين و824 ألف يورو».
ونبهت المؤسسة أن إجمالي الإيراد الصافي من المبيعات النفطية بالدولار قد وصل إلى مليار و389 مليون دولار، و5.824 ملايين يورو؛ فيما شدد رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله على ضرورة الحفاظ على استقرار معدلات الإنتاج وزيادتها.

  لمطالعة العدد 293 من جريدة الوسط انقر هنا 

وقال: «نحن متفائلون بالاتجاه العام لأسعار النفط ونتوقع تحقيق فائض في الإيرادات مع نهاية العام الجاري»، مشيرا إلى مباشرة شركة رأس لانوف بدء إجراءات تصريف الإنتاج من البولي إيثلين في السوق المحلية بعد تشغيل مصنع البولي إيثلين.

تخفيف أعباء الاستيراد
وأضاف صنع الله: «هذا الأمر سيترتب عليه المساهمة في تخفيف أعباء استيراد هذه المواد بالعملة الصعبة، علما بأن مادة البولي متاحة بأسهل الإجراءات للقطاع الخاص المتخصص في الصناعات البلاستيكية».
كما نوهت المؤسسة أن إيرادات مايو لا تتضمن الإتاوات والضرائب، كما أن هناك 194 ملايين دولار من إيرادات الشهر سيتم إظهارها في تحصيلات شهر يونيو نتيجة أن تاريخ استحقاقها تزامن مع عطلة في بداية شهر يونيو، الأمر الذي يستوجب توثيقها في تاريخ تحصيلها.
إلى ذلك، أعلنت المؤسسة عن إعادة تشغيل مصفاة الزاوية بكامل طاقتها الإنتاجية للوحدتين وبطاقة تكريرية يومية تتجاوز الـ100 ألف برميل.
تشغيل المصفاة يخفف العبء على استيراد المحروقات، وفق البيان الذي أشار إلى أنه تحويل شحنات من النفط الخام إلى محطة أوباري الكهربائية ليتم تحمليها على الشركة العامة للكهرباء بقيمة 18 مليون دولار خلال شهر مايو.
كما تزويد شركة مليتة بكميات من النفط الخام لغرض توليد الطاقه الكهربائية بقيمة مليوني دولار، وتم تحمليها على الشركة لتتم تسويتها لاحقا. كما أكدت أنها مستمرة في الكشف عن «عائدات النفط بكل شفافية، تماشيا مع مبادئ الإفصاح والشفافية المتبع منذ يناير 2018».

  لمطالعة العدد 293 من جريدة الوسط انقر هنا 

تصريح مثير للجدل
وكانت المؤسسة قد لاقت إشادة بعملها من السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، الذي التقى صنع الله، الجمعة الماضي، وأثنى على «الكفاءة الفنية» للمؤسسة؛ واعتبرها «أحد المكاسب المهمة» لليبيا؛ غير أن هذ الأمر لم يرضِ وزارة النفط والغاز التي استنكرت تلك التصريحات.
ورأت الوزارة أن هذه التصريحات تعد من «قبيل التدخل العلني» في الشؤون الداخلية للدولة الليبية، و«تمس صميم عمل وزارة النفط والغاز التي ترأس هذا القطاع المهم للدولة الليبية وللشعب الليبي».
وأضافت: «هذا التدخل غير مقبول، ويمس السيادة الوطنية فيما يتعلق بإدارة موارد الدولة وثرواتها الوطنية؛ فليبيا الآن لها حكومة وحدة وطنية، متوافق عليها من جميع الليبيين، وتم منحها الثقة من قِبل مجلس النواب الليبي، وهي المسؤولة أمام جميع الليبيين باستخدام موارد الدولة لصالح جميع الليبيين».
كما اعتبرت الوزارة نفسها «الأداة الحكومية المسؤولة عن قطاع النفط، وأن المؤسسة الوطنية للنفط إحدى الجهات التي تتبع هذه الوزارة»، مضيفة أن ما صدر من تصريح يعتبر «تدخلا غير مقبول على نحو يفهم منه محاولة لتقويض جهود حكومة الوحدة الوطنية لإبعاد شبح الانقسام المؤسسي».