عمدت ألمانيا إلى توجيه دعوات مبكرة لكل من المغرب وتونس للمشاركة في مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا قبل نحو ثلاثة أسابيع عن الموعد، في مسعى لتجاوز فتور سابق في العلاقات الدبلوماسية خلفه تجاهل دعوتهما خلال مؤتمر برلين الأول مطلع 2020.
وأكدت وزارة الخارجية الألمانية أهمية الدور المغربي في الأزمة الليبية، حيث يعد المغرب عضوا فاعلا في لجنة المتابعة الدولية للأزمة الليبية. في وقت قال فيه موقع «360» الإخباري المغربي إن الرباط تسلمت دعوة من الحكومة الألمانية، «لكنها لم تؤكد بعد مشاركتها».
وتعد دعوة ألمانيا للمغرب لحضور مؤتمر برلين الثاني المقرر في 23 يونيو الجاري تطورا إيجابيا في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي توترت بعدما قررت الرباط قطع علاقاتها مع برلين، بسبب إقصاء المملكة من مؤتمر برلين الأول. وخلال العام الماضي، أعرب المغرب عن استغرابه لإقصائه من المؤتمر حول ليبيا، في 19 يناير 2020.
سبب توتر العلاقات بين المغرب وألمانيا
وفي 6 مايو الماضي، استدعت الرباط سفيرتها لدى برلين، زهور العلوي، على خلفية ما وصف بـ«موقف ألمانيا السلبي» من قضية الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو إلى جانب اتهامها بمحاولة استبعاد المغرب من الاجتماعات المتعلقة بحل الأزمة الليبية وعلقت الخارجية المغربية، في بيان، إن «ألمانيا راكمت المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة».
وكانت المغرب أعلنت مطلع مارس قطع علاقاتها مع السفارة الألمانية في الرباط؛ جراء ما سمته «خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية»، فيما لم يعلن عن عودة العلاقات حتى اليوم.
بالموازاة، أعلنت السفارة الألمانية بتونس الأربعاء الماضي في بيان لها أن كلا من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وجها الدعوة إلى تونس لحضور مؤتمر برلين الثاني.
وكانت ألمانيا دعت تونس إلى حضور مؤتمر برلين الأول حول ليبيا قبل يومين فقط من انعقاده لتعتذر تونس عن الحضور بسبب عدم مشاركتها في المسار التحضيري للمؤتمر الذي انطلق منذ شهر سبتمبر الماضي.
تحسن في العلاقات بين تونس وألمانيا
وأشار وزير الخارجية الألماني خلال لقاء سابق جمعه بالرئيس التونسي قيس سعيد إلى المكانة المهمة التي تحظى بها تونس لدى ألمانيا، معبرا عن «أسف بلاده لعدم دعوة تونس إلى مؤتمر برلين الخاص بليبيا في الوقت المناسب».
وشدد ماس عن التزام ألمانيا بمشاركة تونس في مختلف المحطات المقبلة المتعلقة بالملف الليبي ومنها متابعة تنفيذ مخرجات هذا المؤتمر، مشيرا إلى دور تونس في تحقيق الاستقرار الدائم في ليبيا.
ويبحث المؤتمر المقبل سبل استقرار ليبيا، ومناقشة التحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل، وخروج الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، وفق الخارجية الألمانية.
دور مغاربي في القضية الليبية
وبرز دور المغرب وتونس اللافت في تسوية سياسية للأزمة الليبية منذ احتضانهما جولات محادثات بين مجلسي النواب والدولة في مدن مغربية ومشاورات أعضاء ملتقى الحوار السياسي بتونس التي مهدت لتشكيل سلطة تنفيذية جديدة.
وفي المغرب يوجد حاليا رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح دون أن يجمعهما لقاء مشترك بهدف تجاوز الانسداد في ملف الترشح للمناصب السيادية.
وتشمل المحادثات بين الطرفين ايجاد آلية دولية لاختيار مناصب حاكم المصرف المركزي، والمدعي العام، ورؤساء هيئة الرقابة الإدارية، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، والمفوضية العليا للانتخابات، والمحكمة العليا.
تعليقات