Atwasat

هل توقَّف الغرب عن التدخل في المنطقة؟

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 27 أغسطس 2014, 12:50 مساء
WTV_Frequency

قال الخبير السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: «في ضوء عدم تحرك الولايات المتحدة في سورية فإن الرسالة واضحة وهي أن عليكم أن تعنوا بشؤونكم»، مؤكدًا أنه لا يعرف على وجه اليقين إن كانت الإمارات قد شاركت أم لا في الغارات الجوية على ليبيا.

وقال ثيودور كاراسيك مدير الأبحاث في مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما) في دبي: «إذا كانت مصر والإمارات قد نفذتا الغارات حقا فإن ذلك سيفتح صفحة جديدة في العلاقات بين العرب».

وأضاف: «الشعور السائد هو أن أميركا لا تدافع عن قيمها وسياساتها في المنطقة»، مشيرًا إلى نظرة عربية شائعة بأن الإدارة الأميركية كانت مترددة في دعم المعارضة التي تقاتل لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

وتابع بقوله: «ومن ثم فإن هذه الدول ستحمل على عاتقها الآن عبء التحرك بنفسها، ومن المفارقات أن هذا ما تطلبه منها واشنطن بشكل عام: (حلوا مشاكلكم بأنفسكم)».

وما يتردد عن استخدام قوة عسكرية من الخارج في ليبيا مسَّ وترًا حساسًا في الغرب، الذي يدرك يقينًا أن تدخله هناك في فترة ما قبل سقوط القذافي ساهم في انحدار البلاد إلى الفوضى.

ومما يشير إلى حساسية المسألة أن إعلان هذه التأكيدات أعقبه خلال ساعات بيانٌ مشتركٌ أصدرته الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يحذِّر من التدخل الخارجي.

وجاء في البيان أن التدخل الخارجي سيعمِّق الانقسامات في ليبيا وسيبطئ من حدوث تقدُّم في مرحلة الانتقال السياسي.

وقد يكون على الغرب من جانب آخر أن يعتاد اتخاذ الشركاء موقفًا أنشط في صراع على النفوذ تقف فيه مصر، ومعظم دول الخليج العربية المحافظة، أمام قطر والسودان وتركيا وإيران التي تتعاطف مع الإسلاميين.

واستخدم عددٌ من القوى العربية مجموعة من الأدوات خلال السنوات الأربع الماضية، منها القوة المسلحة والمساعدات والتمويل والدبلوماسية لتوجيه الأحداث في مصر واليمن وسورية وليبيا على نحو يخدم مصالحها.

وقال كاراسيك: «النقطة المهمة هنا أن القوى الإقليمية تسلك طريقها صوب التفويض الداعم، وهذا لأن المنطقة تريد أن تضبط نفسها دون انتظار قرارات من خارجها».

وقال عبد الله: «إذا كانت الإمارات قد شاركت في الغارة، فإنه لا بد وأن يكون لديها أسباب قوية جدًّا لفعل ذلك».

وأضاف أنه إذا أصبحت ليبيا دولة فاشلة مُصدِّرة للمتطرفين فإن استقرار مصر المجاورة سيكون في خطر.

وتابع قائلاً: «إن العالم منشغلٌ بأزمات أخرى كثيرة، ومن ثم ربما يتطلب الأمر اتخاذ إجراء لمنع هيمنة المتطرفين».

ورغم أن الاختلافات في السياسة بين واشنطن وحلفائها العرب ليست بجديدة فإن ميل البعض للسير بمفرده من أجل تحقيق أهدافه أمرٌ لم يكن مألوفًا.

ومصر مثال واضح. فقد ثار غضب السعودية لدى إطاحة حسني مبارك العام 2011، وما أعقبه من تولي الإخوان المسلمين السلطة الذين لا تثق بهم الرياض، وساعدت قطر في تمويل الحكومة الإخوانية المنتخبة أثناء رئاسة محمد مرسي الذي عزله الجيش العام الماضي.

وتُقدِّم السعودية والإمارات منذ ذلك الحين المال لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد عملية عزل مرسي حين كان قائدًا عامًا للقوات المسلحة ووزيرًا للدفاع بعد قمع الإخوان.

وينظر المسؤولون الأميركيون باستنكار للأسلوب السياسي والأمني البالغ الصرامة الذي تتبعه أجهزة السيسي، الذي تعتقد أنه ساعد في انقسام المجتمع المصري.

ويخشى رجال السيسي الآن أن يضع الإسلاميون -إن ترك لهم العنان في ليبيا مع حالة الفوضى التي تكتنفها- الأساس لعودة الإخوان المسلمين في مصر يومًا ما.

ولدى معظم الدول العربية الخليجية شكوكٌ قوية إزاء الإخوان لأن فكرهم يتعارض مع مبدأ حكم الأسرة القائم منذ فترة طويلة في الخليج.

واستقرار مصر مسألة بالغة الأهمية بالنسبة للدول الخليجية العربية، إذ يرونها الحليف الرئيسي في المنطقة في المواجهة مع إيران الشيعية.

وترى الرياض الإدارة الإيرانية قوة توسعية تعكف على تصدير الثورة إلى العالم العربي وتتدخل في شؤون جيرانها الخليجيين. وتنفي طهران أي تدخل من هذا النوع.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
غدًا في ليبيا.. أكثر من 210 آلاف طالب يؤدون امتحانات «التعليم الأساسي»
غدًا في ليبيا.. أكثر من 210 آلاف طالب يؤدون امتحانات «التعليم ...
ضبط شخص يوزع المخدرات «ديلفري» في بنغازي
ضبط شخص يوزع المخدرات «ديلفري» في بنغازي
«الهلال الأحمر» تنتشل جثة بشاطئ صبراتة
«الهلال الأحمر» تنتشل جثة بشاطئ صبراتة
ضبط مروج بحوزته 537 قرصا مخدرا في نسمة
ضبط مروج بحوزته 537 قرصا مخدرا في نسمة
قبيلة الدرسة تطالب حفتر بالتدخل لإعادة النائب الدرسي
قبيلة الدرسة تطالب حفتر بالتدخل لإعادة النائب الدرسي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم