كشفت وسائل إعلام فرنسية عن مساعي الرئيس ايمانويل ماكرون في ترتيب لقاء في باريس مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان يكون محوره ليبيا وسورية.

وذكرت جريدة «لو جورنال دو ديمانش» الأسبوعية أن المحادثات قد تجري في الأيام المقبلة، دون الخوض في تفاصيل. وبحث الرئيس التركي قبيل زيارته العاصمة الروسية موسكو الخميس الماضي أبرز ملفات التوتر الإقليمي مع نظيره الفرنسي.

وأكدت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أن إردوغان أجرى مكالمة هاتفية مع ماكرون تناولت تطورات الأحداث في إدلب السورية وقضية اللاجئين. زيارة إردوغان المرتقبة تأتي وسط تطورات في الملفين الليبي والسوري، إذ تنتقد فرنسا التجاوزات التركية في عدة قضايا بعدما قررت انقرة ترسيم المناطق البحرية بما يتعارض مع قانون البحار فضلا عن انتقادات لتدخلها المتزايد عبر إرسال مرتزقة إلى ليبيا.

اقرأ أيضا: الأزمة الليبية في مباحثات ميركل وماكرون وإردوغان

وتعارض باريس تصاعد التوتر في شرق البحر المتوسط مع إبرام اتفاق مثير للجدل في أواخر نوفمبر بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني الذي يسمح لتركيا بتأكيد حقوقها في المناطق البحرية الغنية بالنفط مما آثار غضب اليونان ومصر وقبرص. كما تعرض أردوغان لانتقادات لتشجيعه آلاف المهاجرين على اقتحام الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي بعد أن قال إن الطريق إلى أوروبا مفتوح.

واتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان تركيا باستغلال المهاجرين لابتزاز أوروبا قائلا إن على أنقرة احترام اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين على أراضيها. وقال لودريان أمام أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي «غير مقبول أن تستخدم تركيا قضية المهاجرين للضغط على أوروبا».

وأضاف أن أوروبا احترمت على مدى السنوات الأربع الماضية الاتفاق الذي أُبرم في مارس 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، بما يشمل التزامات مالية كبرى، وأن على أنقرة القيام بالمثل.

وتصاعدت أزمة اللاجئين على الحدود التركية اليونانية على خلفية تصعيد التوتر حول إدلب السورية حيث تدهورت الأوضاع إلى حد اندلاع مواجهة مفتوحة بين الجيش التركي وقوات الحكومة السورية أدت إلى سقوط خسائر بشرية من كلا الطرفين.

و في 5 مارس الماضي وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإردوغان على تجديد وقف إطلاق النار في المنطقة السورية لمساعدة المهاجرين على العودة إلى ديارهم. وعلقت الرئاسة الفرنسيّة على الاتفاق بين بوتين وإردوغان قائلة انه يتضمّن «عدداً من النقاط الغامضة، ومسائل يصعب التعامل معها، خصوصاً بشأن الانسحاب من الطرق الدوليّة أم-4 و أم-5 وحديثا عن دعم سياسيّ وإنساني... لا وضوح بشأن ترتيباته».