وجه وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، انتقادات إلى تركيا بسبب إرسالها مقاتلين سوريين إلى ليبيا، رافضا «ابتزاز» الرئيس رجب طيب إردوغان أوروبا بورقة المهاجرين.

وحدد لودريان في إفادة له بمجلس الشيوخ الفرنسي (الغرفة الثانية بالبرلمان)، السبت، أربعة ملفات غامضة يجب على تركيا أن توضح موقفها منها، خصوصا تجاه حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وهذه الملفات هي: علاقاتها مع روسيا، وتدخلها ضد الأكراد السوريين في أكتوبر 2019، وصراعات ترسيم حدود المناطق في شرق البحر الأبيض المتوسط، و«الابتزاز» عن طريق ورقة المهاجرين.

اقرأ أيضا: إردوغان يؤكد وجود مقاتلين سوريين موالين لتركيا في ليبيا

وأشار لودريان الى «جملة من التجاوزات التركية حين قررت أنقرة ترسيم المناطق البحرية بما يتعارض مع قانون البحار، بالإضافة إلى إجرائها مناورات عسكرية ضد بلد آخر عضو في نفس التحالف وهو اليونان».

وكان الوزير الفرنسي يشير إلى تصاعد التوتر في شرق البحر المتوسط، مع إبرام اتفاق مثير للجدل في أواخر نوفمبر بين أنقرة وحكومة الوفاق، وهو الاتفاق الذي يسمح لتركيا بتأكيد حقوقها في المناطق البحرية الغنية بالنفط، مما أثار غضب اليونان ومصر وقبرص.

كما لفت جان إيف لودريان إلى إرسال أنقرة مقاتلين سوريين إلى ليبيا في دعمها لحكومة الوفاق في حرب طرابلس.

ورقة الهجرة
وبخصوص قضية المهاجرين أكد الوزير الفرنسي أن أوروبا «لن تستسلم للابتزاز الذي تمارسه تركيا، وستبقى حدودها مغلقة أمام المهاجرين الذين ترسلهم هذه الدولة».

وقال ممثل الدبلوماسية الفرنسية إن «ضغط الهجرة الذي يقع اليوم على أبواب أوروبا -من اليونان، ومن بلغاريا، وقبرص قليلاً- ينظمه نظام الرئيس رجب طيب إردوغان لتشكيل عنصر ابتزاز تجاه الاتحاد الأوروبي».

كان إردوغان صرح، الأربعاء الماضي، أن حل أزمة الهجرة يتطلب دعمًا أوروبيًّا لأنقرة بعدما اندلعت اشتباكات جديدة بين اللاجئين والشرطة على الحدود اليونانية.

كارثة
ونبه الوزير الفرنسي بأن الأزمة الحالية في شمال سورية دراماتيكية، «فنحن نتجه إلى كارثة حقيقية»، مشيرًا إلى مسؤولية نظام دمشق عن هذا الوضع، الذي يشكل جرائم حرب محتملة.

وشدد على أن حلف الناتو عليه الحصول على تفسير صريح من تركيا لمعرفة الجانب الذي يميل إليه هذا الحليف، الذي اقترب أكثر من موسكو في الصراع السوري.

وقدم حلف الناتو تضامنًا ودعمًا لأنقرة، لكنه لم يقدم أي التزامات ملموسة جديدة لمساعدة تركيا، التي تدعو إلى إنشاء منطقة حظر طيران في شمال غرب سورية لمنع طائرات النظام السوري وحليفه الروسي لتنفيذ الضربات.