تقف عشرات السيارات في طوابير يتعدى طول الواحد منها الكيلومتر أمام محطات الوقود في العاصمة طرابلس وضواحيها في انتظار دورها للتزود بالوقود جرَّاء أزمة البنزين التي يعانيها سكان المدينة منذ أسابيع.

وزاد غياب الإجرءات الأمنية من الفوضى وتكدس السيارات أمام المحطات وفي محيطها لساعات طوال؛ مما أدى إلى وقوع مشاجرات بين سائقي السيارات بلغت حد استخدام السلاح وسقوط ضحايا، بينما تسمع بين الحين والآخر أصوات إطلاق الرصاص، رغم محاولة الحكومة تأمين محطات الوقود بالتعاون مع عدد من التشكيلات المسلحة "الثوار".

ويشكو السكان من تعطل مصالحهم واضطرارهم للتغيب عن أعمالهم بسبب صعوبة التزود بالوقود، بينما أغقلت بعض المحطات أبوابها لعدم توافر الوقود أو الأمن والحماية، وتتراوح ساعات انتظار المواطن للتزود بالوقود من ساعة إلى أربع ساعات في حال توافر وسائل ضبط الأمن والنظام في محطات الوقود.
إجراءات حكومية.

وبحث رئيس الحكومة الموقتة عبدالله الثني مع وزير المواصلات ومدير شركة البريقة لتسويق النفط وعدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية بمدينة طرابلس الإجراءات التي تم اتخاذها لحل أزمة التزود بالوقود بالعاصمة، وكلفت قوات العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بالتعاون مع مديرية الأمن بطرابلس بتولي مهمة تأمين المحطات.

وأكد رئيس مديرية أمن طرابلس العقيد محمد سويسي أن المديرية نشرت عناصرها بشكل مُكثف لتأمين محطات الوقود في العاصمة. وأوضح سويسي في تصريح لـ"بوابة الوسط" أن قادة المديرية عقدوا اجتماعًا مطولاً مع الحكومة وقيادات الجيش والشرطة العسكرية لبحث فرض الأمن داخل وحول المحطات، نتيجة الفوضى التي سادت خلال الأيام الماضية وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

وانعكست أزمة الوقود على حركة المرور بالعاصمة؛ حيث قلَّ عدد السيارات عن النسبة المعروفة في الحالات الطبيعية وعمد أصحاب سيارات الأجرة إلى زيادة رسوم النقل جرَّاء ندرة الوقود.

وأعلنت الشركة العامة للكهرباء أن النقص الحاد في إمدادات الوقود لمحطتي مصراتة والسرير الغربي أدى إلى فقد ما قيمته 200 ميغاوات من محطة السرير الغربي. وأضافت أنها ستعمل على طرح الأحمال يدويًا، إلى حين توفر إمدادات الوقود؛ مما سبب بدوره انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي في العاصمة وضواحيها.