Atwasat

الرقم السحري ومعضلة المؤتمر الوطني

القاهرة - "بوابة الوسط" - المحرر السياسي الأحد 04 مايو 2014, 08:45 مساء
WTV_Frequency

يعتبر الرقم (120) رقمًا سحريًا في تاريخ المؤتمر الوطني العام، فمنذ البداية قرر المجلس الوطني الانتقالي أن يكون عدد المستقلين في المؤتمر (120) عضوًا، وعدد ممثلي الكيانات السياسية 80 عضوًا، وبالرغم من انخفاض عدد أعضاء المؤتمر سواء بالاستقالة أو الإقالة عن طريق الهيئة العليا لمعايير النزاهة والوطنية السابق، إلا أن الرقم السحري رفض الترجل عن صهوته، وظل صامدًا حتى أصبح مانعًا لتغيير رئيس الحكومة، أو انتخاب رئيس جديد.

رهان زيدان
أدرك رئيس الحكومة السابق علي زيدان ذلك جيدًا، رغم تدهور علاقته مع تحالف القوى الوطنية والإسلاميّين، حين راهن أن المؤتمر لن يستطيع الوصول إلى 120 صوتًا. وذكر في الأسابيع الأخيرة من ترأسه للحكومة أنه على استعداد لتسليم الحكومة إذا أقاله المؤتمر بـ120 صوتًا، ولكن المؤتمر لم يحتج إلى الرقم السحري، واكتفى بإقالته بـ47 صوتًا.

ويبدو أن زيدان ابن "شرفة ودان" ترك خلفه لعنة الرقم السحري، وها هو المؤتمر اليوم ينتخب رئيسًا جديدًا للحكومة، ولجأ بعض الأعضاء لمناشدة المتغيبين بضرورة حضور الجلسة، وبعد المناشدات حضر عضوان لم يحضرا جلستي التصويت، فأصبح عدد المؤيدين لأحمد معيتيق 115 صوتًا، وفي كواليس المؤتمر ناشد بعض الأعضاء عبر هواتفهم المحمولة بشكل محموم أعضاء آخرين لم يحضروا جلسات المؤتمر للقدوم على عجل والتصويت معهم لصالح معيتيق، بعد أن عجز عمر الحاسي عن تجاوز 34 صوتًا.

كما ضغط أعضاء آخرون للعودة إلى الإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي لاعتماد صيغة 50% زائد واحد، وهي الصيغة التي اعتمدت عند إقالة علي زيدان، وهنا تبرز أهم مثالب المؤتمر الوطني؛ إذ يختار الصيغة التي تراجع عنها عندما أجرى تعديلاً على الإعلان الدستوري، واعتمد النصاب القانوني بـ120 صوتًا، وكأنه يؤكّد أنه مؤتمر هوائي يغير مزاجه متى شاء.

أكبر المشاكل
أكبر المشاكل التي ستواجه المؤتمر والحكومة، حال الفشل في انتخاب رئيس جديد للحكومة، هي مشكلة الموازنة التي لا يخول القانون تركها لحكومة تسيير أعمال وإنما لحكومة منتخبة. والثني الذي قدم استقالته بعد أن هاجمت بيته إحدى المليشيات يريد أن "ينفد بريشه"، وأن ينثني إلى غدامس حيث راحة البال بعيدًا عن دوي القذائف، ولا أدري هل يشعر بعض أعضاء المؤتمر وخاصة من الإسلاميّين بالندم، لأنهم ضغطوا بشدة لإجبار الثني على تقديم استقالته، وخاصة بعد أن صدر إعلان غات بمحاربة الإرهاب، وبالرغم من أن الثني لم يكن وراء هذا الإعلان، إلا أن المتشددين الإسلاميّين في المؤتمر الذين حاولوا حماية حلفاءهم في التنظيمات المسلحة المتشددة، شعروا أن الثني أخطر عليهم من زيدان، الذي من غير المتوقع أن يتخذ مثل هذه الخطوة، لحرصه على عدم إثارة دبابير المؤتمر الوطني، وها هو الآن لا يترك فرصة إلا وندد فيها بالإسلاميّين من الإخوان المسلمين إلى تنظيم القاعدة.

العيش دون موازنة
سيظل الليبيون من دون موازنة حتى الانتخابات البرلمانية القادمة، وسيكرهون الرقم السحري الذي ظل عائقًا أمام إقالة رئيس الحكومة، أو انتخاب رئيس حكومة جديد، وأغلب الظن أن البرلمان القادم سيعتمد صيغة 50% زائد واحد، ليهرب من هذه اللعنة، لكن دون شك في البرلمان القادم ستختفي الدبابير مثلما اختفت تقريبًا من الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، ولكن قد يؤدي ذلك إلى تفجر الإرهاب على نطاق واسع، فعندما تجبر الدبابير على مغادرة عشها ستلسع الجميع.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد: قناة «الوسط» تناقش الليلة.. فرص القطاع المصرفي بتنمية الاقتصاد
شاهد: قناة «الوسط» تناقش الليلة.. فرص القطاع المصرفي بتنمية ...
«مراسلون بلا حدود»: ليبيا بؤرة سوداء على المستوى الإعلامي.. والصحفيون بين خيارين
«مراسلون بلا حدود»: ليبيا بؤرة سوداء على المستوى الإعلامي.. ...
باتيلي يودع السفير الروسي ويناقشان سبل تجاوز الانقسام في ليبيا
باتيلي يودع السفير الروسي ويناقشان سبل تجاوز الانقسام في ليبيا
في «اقتصاد بلس».. أسعار الخضراوات في طرابلس
في «اقتصاد بلس».. أسعار الخضراوات في طرابلس
للمرة الأولى.. السفير البريطاني يزور مدينة سبها
للمرة الأولى.. السفير البريطاني يزور مدينة سبها
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم