وصف رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان، وضع المؤسسات الحكومية في ليبيا بـ"الانهيار"، مرجعًا ذلك إلى عدم الحفاظ عليها إبان الثورة، على عكس ما حدث في مصر وتونس اللتين حافظتا على هيبة مؤسساتهما.

وأشار زيدان -خلال لقاء عقده بمقر "بوابة الوسط" في القاهرة- إلى أنه طالب قبل انتقال المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي من بنغازي إلى طرابلس، بأن يتم الإبقاء على مؤسسات النظام السابق، مؤكدًا أن هدمها ساعد في وصول ليبيا إلى الوضع الأمني الحالي.

وعن العلاقات المصرية - الليبية وما تنتظره طرابلس من شقيقتها القاهرة، قال زيدان إن ظروف مصر الحالية لا تسمح بتقديم مساعدات لليبيا أو لغيرها، فيما أضاف بالقول: "إن هناك إصرارًا بين البلدين على بقاء العمالة المصرية، والحفاظ عليها داخل الأراضي الليبية"، لافتًا إلى أن مصر بإمكانها أن تساعد في بناء المؤسسات الشرطية والقضائية بتبادل الخبرات والتدريب، بجانب التعاون في مجال أمن الحدود.

وعما تعرض له الأقباط المصريون في بنغازي، قال زيدان: "إن ما تعرض له المصريون في ليبيا من أعمال خطف وقتل أمرٌ جديدٌ على ليبيا لم تشهده منذ قبل"، وأضاف أن الوضع الأمني في ليبيا ساعد في انتشار مثل هذه الأعمال الطائفية بسبب غياب دور المحاكم.

وأضاف زيدان: "لمسنا من الإخوة في مصر حرصًا شديدًا على استمرار العلاقة مع ليبيا بأي كيفية وأي شكل، ما دفعنا إلى أن نبعد أي خلاف من شأنه أن يمس بعلاقات البلدين، لأن مصلحة ليبيا في التعاون مع مصر والعكس صحيح".

وعن التدخل الغربي في ليبيا، قال زيدان: "إن ليبيا خاضعة بالفعل للبند السابع لقرار مجلس الأمن الدولي، ما يفرض على ليبيا بعض الوصاية الدولية"، إلا أنه أكد أن أي تدخل خارجي لن يدوم طويلاً.

وعن المصالحة الوطنية، قال زيدان:" إن نزع السلاح من الجميع شرط أساسي ووحيد لإنجاح الحوار والمصالحة"، مضيفًا أن حتى الحوار مع القذاذفة أمر ضروري، ولكن على الجميع أن يتخلوا عن لغة التهديد والسلاح كما عليهم أن ينسوا العودة إلى نظام القذافي".

وأكد زيدان أنه في حال نزع السلاح من جميع الأطراف في ليبيا والبدء في بناء جيش وطني حقيقي، سيبدأ الوضع الأمني في التحسن والتحول إلى الأفضل، مضيفًا أن ليبيا أمامها ثلاثة أعوام حتى تتمكن من بناء جيش متكامل يدافع عن أمنها في الداخل والخارج.

وعن مدى تأثر ليبيا بالرئيس القادم للسلطة في مصر، قال زيدان: "إن العلاقات مع مصر لن تتأثر كثيرًا بوصول شخص بعينه إلى السلطة في مصر، إلا أنني قابلت المشير عبدالفتاح السيسي شخصيًّا ووجدته شخصًا دمث الخلق ذكيًّا متواضعًا يعطي انطباعًا بأنه صادق في توجهه، وكان لقائي به إيجابيًّا جدًّا".

وعن أزمة اختطاف الدبلوماسيين الأجانب خاصة قضية السفير الأردني فواز العيطان، وما أُثير عن محاولات إطلاقه مقابل تسليم الأردن معتقلاً ليبيًّا لديه، قال زيدان: "إن الأمر يفسره الوضع الحالي في البلاد وإن الجماعة خاطفة العيطان ليس لديها أية اعتبارات بشأن صورة ليبيا أمام العالم، وأن ما نقل إعلاميًّا عن تسليم ليبيا الدرسي ليس حقيقيًّا".

وعن "المؤتمر الوطني العام" قال زيدان: "الأفضل لليبيا الآن أن ينتهي عمل المؤتمر لأن إشكالية الوطن الآن في أداء المؤتمر، وبقاء الوضع بلا مؤتمر أفضل في الوقت الحالي".

وعن عودته إلى ليبيا، قال رئيس الوزراء السابق علي زيدان، سأعود قريبًا، مضيفًا أن قرار النائب العام منعه من السفر عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية الليبية، عقب سحب الثقة منه لن يؤثر في الأمر.

كما أكد زيدان أنه لن يترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، ولكنه قال إنه سيستمر في العمل السياسي، وسيساهم في إخراج ليبيا من أزمتها، ولكنه لا يتطلع إلى المناصب.