أثار تعليق نواب المنطقة الجنوبية عضويتهم في مجلس النواب، جدلاً في الأوساط السياسية والشعبية، إذ رأى البعض أنها ستشكل ضغطاً على المسؤولين للتدخل من أجل إيجاد حل للأزمة المعيشية في المنطقة، بينما اعتبرها آخرون تخلياً من النواب عن دورهم في نقل مطالب المواطنين للجهات التنفيذية، جريدة الوسط في عددها رقم رقم 60 سلطت الضوء على العتمة التي يعيشها الجنوب من خلال عدة تقارير رصدت أراء السياسيين والمختصين في مجال الكهرباء والطاقة وفي هذا التقرير ترصد جريدة الوسط أراء بعض أعضاء مجلس النواب عن مدن وقرى الجنوب والناشطين بالمجتمع المدني.

حيث رأى الناشط في اتحاد المجتمع المدني وادي الشاطئ، حامد سويسي، أن تعليق أعضاء الجنوب عضويتهم في البرلمان، خطوة تدعو إلى التفاؤل بحل الأزمة.

وقال: «نعتبرها خطوة جريئة وشجاعة للفت النظر للوضع المأساوي الذي يعيشه الجنوب»، وأضاف: «متفائلون بأن هذه الخطوة سيكون لها أثرها الإيجابي لتحسين الوضع في المنطقة، خاصة أن الجهات التشريعية والتنفيذية ومن هم في سدنة الحكم لا يصلهم الوضع الحقيقي الذي يعانيه الجنوب». وقال: «لابد أن نعترف بأن التقصير والسلبية الموجودة لدى عمداء البلديات والمواطنين على السواء أسهمت في تفاقم الأزمات الموجودة حالياً، ومنها على سبيل المثال لا الحصر انقطاع الكهرباء المتواصل على بعض المناطق، بالإضافة لانقطاع الوقود عن كافة محطات البنزين بسبب إيقاف وصول البنزين وباقي المحروقات للمستودع الرئيسي في الجنوب بعد قطع الإمدادات عنه بقرار من (القوة الثالثة) بدعوى أنها منطقة عسكرية ومنطقة اشتباكات». وذكر سويسي: «إن المستشفيات لا تعمل لعدم توافر أي مواد طبية بها، في حين أن بعض العيادات الخاصة لا تستقبل إلا حالات الطوارئ البسيطة»، مضيفاً: «تم تسجيل عدة وفيات في مناطق متفرقة من الجنوب لأسباب مختلفة منها ذبحات صدرية وجلطات بسبب انخفاض درجة الحرارة وعدم وجود تدفئة، بالإضافة لحالات وفيات عائلات بالكامل نتيجة لاختناق تسبب فيه غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من إشعال الفحم الطبيعي للتدفئة».

النائب الهادي الصغير: تعليق العضوية وسيلة ضغط لحل الأزمة.

وأوضح سويسي: «بعد المشكلة التي حصلت بين (القوة الثالثة) و (اللواء 12)، تم وقف الرحلات عن مطار تمنهنت بحجة أنه يقع داخل قاعدة عسكرية».

وحسب سويسي: «أدى انقطاع السيولة إلى اتفاق بين التجار والمواطنين على الشراء عن طريق الصكوك».

ذكر النائب عن الدائرة الثالثة سبها، الهادي الصغير، لـ «الوسط» أن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله تواصل معهم وأبدى استعداده التام لتوفير الوقود والغاز السائل للجنوب بداية من الثلاثاء.

وقال:«إن هذا التواصل، تم على خلفية البيان الذي أصدره نواب الجنوب وتعليق عضوياتهم بمجلس النواب».

وأضاف: «منطقة الجنوب تعاني انعداماً في مستوى الخدمات الحياتية المتمثلة في انقطاع الكهرباء والمحروقات والسلع التموينية والأدوية وتعطيل المطارات».

وتابع: «ترتب على ذلك انهيار في القطاع الصحي وتعطيل المستشفيات، الذي نتج عنه العديد من حالات الوفيات، خاصة بين الأطفال وحديثي الولادة وكبار السن».

ونوه الصغير إلى أن انقطاع الكهرباء على بعض مناطق الجنوب استمر لأكثر من 100 ساعة متواصلة، مضيفاً أنه «في حال استمرار الأزمة سيلجأ النواب لإجراءات تصعيدية، لكنه لم يوضح طبيعتها».

من جانبه، أوضح عضو مجلس النواب عن أوباري، عبد القادر حسن، أن قيام أعضاء الجنوب بتعليق عضوياتهم بمجلس النواب لا يعني توقفهم عن دعم أهالي الجنوب حتى يخرجوا من الأزمة التي يمرون بها.

وقال لـ«الوسط»: «على العكس، يعمل الأعضاء المقاطعون بشكل متواصل من أجل التوصل إلى حل»،لافتاً إلى أنهم «قاموا بالفعل بتشكيل لجان من أجل إعادة تشغيل المطارات والتواصل مع الحكومات وشركة الكهرباء للحصول على الوقود والمحروقات».

وتابع: «قمنا بتعليق عضوياتنا كورقة للضغط، وبالفعل آتت ثمارها، حيث اتصل بنا العديد من المسؤولين لإيجاد آلية لحل الأزمة».

وأضاف: «الوضع في الجنوب سيئ جداً. هناك عائلة مكونة من 9 أفراد لقوا حتفهم جميعاً بسبب استعمال الفحم للتدفئة لعدم وجود كهرباء»، مشيراً أيضاً إلى «معاناة المرضى بالمستشفيات خاصة مرضى الكلي وغيرهم».

وقال: «الوضع كارثي الآن، خاصة بعد دخول الأزمة أسبوعها الثاني (…) المنطقة تعود لما قبل التاريخ».

    رجب عمار لأعيان الزاوية: الأخطاء لا تحل بأخطاء وإغلاق الصمام سيؤدي إلى قتل الأبرياء.

ولفت عضو مجلس النواب عن وادي الشاطي، رجب عمار، إلى أن قرار تعليق العضوية جاء كوسيلة ضغط من أجل حل الأزمة التي يمر بها الجنوب، نتيجة لانعدام الخدمات الحياتية، المتمثلة في انقطاع التيار الكهربائي والمحروقات والسلع التموينية والأدوية وتعطيل المطارات.

وقال: «إن هذه الأوضاع أدت إلى انهيار القطاع الصحي وتعطيل المستشفيات، ما تسبب في العديد من الوفيات».

وأضاف: «إن انقسام الحكومات بين الشرق والغرب أدى إلى إهمال الجنوب»، منوهاً إلى أن ذلك دفعهم إلى 3مجموعات، أولاها ستتوجه إلى الغرب لمناقشة حكومة الوفاق، والثانية توجهت إلى مدينة البيضاء لمناقشة الحكومة الموقتة.

وتابع: «هناك مجموعة ثالثة ستتوجه إلى الزاوية للقاء الأعيان من أجل حل أزمة الصمام وإعادة فتحه ».

ووجه عمار نداءً إلى أعيان الزاوية بضرورة حل مشكلة الصمام «لأن الأخطاء لا تحل بالأخطاء وإغلاق الصمام سيؤدي إلى قتل العديد من الأبرياء بمستشفيات الجنوب من المرضى بسبب عدم توفر الكهرباء».

وقال: «إن المشكلة أيضاً تكمن في الوضع الأمني بالمنطقة، خاصة بعدما أكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أن المؤسسة على استعداد لتوفير الغاز والنفط لكن بعد تأمين الطرق».

ونوه إلى أن المؤسسة تود توصيل الشحنات ذاتياً لتفادي تلاعب الشركات التي تعمل معها، لكن المشكلة تكمن في الصراع بين «اللواء 12» و«القوة الثالثة» .

    صالح همه: الأطراف المتصارعة في ليبيا مسؤولة عن تردي الأوضاع الأمنية.

وفي سياق متصل، حمل عضو لجنة الحوار التابعة لمجلس النواب، صالح همه، الأطراف المتصارعة في ليبيا مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية في منطقة الجنوب.

وقال همه في تصريح إلى «الوسط»، من غات: «إن انقطاع الكهرباء في الجنوب تسبب في قتل الأطفال بسبب البرد، كما تسبب أيضاً في اختناق عائلات بسبب استعمال الفحم للتدفئة».

وأضاف: «ما يزيد الطين بلة إغلاق مطار تمنهنت بعد حادث خطف طائرة الخطوط الأفريقية أخيرًا، مما جعل منطقة الجنوب بكاملها تعتمد على مطار واحد في غات».