تشهد صالات العملاء بجميع مصارف سبها، هذه الأيام، ازدحامًا شديدًا رغم قلة السيولة النقدية قبيل عيد الأضحى المبارك، واشتكى عدد من المواطنين استمرار هذه الأزمة منذ أشهر وعدم قيام الدولة بحلها مما ترتب عليه غلاء في الأسعار وتدني معيشة المواطنين.

ورصدت «بوابة الوسط»، اليوم الخميس، ازدحام المواطنين في صالة المصرف التجاري بسبها، الذي يعتبر من أعرق وأقدم المصارف في المدينة والجنوب الليبي، وله 7 فروع على مستوى المنطقة الجنوبية.

مسؤولية المصرف المركزي
وتحدثت «بوابة الوسط» إلى مصدر من إدارة المصرف، رفض ذكر اسمه، حول سبب أزمة نقص سيولة، نافيًّا مسؤولية إدارة المصرف عن الأزمة، وحمَّلها إلى مصرف ليبيا المركزي الذي قال إنه «لا يقوم بتسييل الأموال اللازمة لتغطية مرتبات المواطنين»، منبهًا إلى أن المصرف التجاري في سبها يعتمد على «إيداعات العملاء».

وأوضح المصدر أن المصرف التجاري في سبها لديه «44 ألف حساب جاري متحرك، ولو أن كل صاحب حساب منه يسحب 1000 دينار على الأقل شهريًّا، فإن إجمالي ما سيحتاجه المصرف 44 مليون دينار شهريًّا على الأقل»، مشيرًا إلى أن فرع مصرف ليبيا المركزي في سبها «لا توجد لديه هذه الأموال للمصرف التجاري فرع سبها في الشهر الواحد».

وأضاف المصدر أن المصرف التجاري يقوم بصرف «500 دينار فقط هذه الأيام لإرضاء جميع العملاء»، لافتًا إلى أن أغلب أصحاب الحسابات بالمصرف هم من «المتقاعدين وأصحاب المعاشات الأساسية من الضمان الاجتماعي أو التضامن وهم يمثلون فئة كبيرة في المجتمع».

وذكر المصدر أن مرتب الشخص الواحد من هؤلاء «لا يتجاوز 500 دينار شهريًّا»، مؤكدًا أن صالة المصرف التجاري في سبها تعمل يوميًّا من الساعة العاشرة صباحًا إلى الثامنة مساءً بواقع 9 صرافين؛ لمواجهة العملاء المترددين على المصرف.

البيع عبر البطاقات
ولفت المصدر إلى أن موظف الخزينة يتحمل كثيرًا من المعاملات السيئة لبعض المتعاملين مع المصرف رغم أن دوره تقديم الخدمة لهم فقط ولا علاقة له بنقص السيولة أو عدم توزيع حوافظ المرتبات.

وقال: «لقد فتحتنا قبل شهرين نقاط البيع عبر البطاقات في سبها ولكنها للأسف لم يكن لها حتى الآن أية رواج»، معللاً ذلك «بعدم وجود ثقافة البيع بالبطاقة عند الناس» وأن التجار في سبها «يحبذون البيع تقدًا مع الزبائن»، مشيرًا إلى أن إدارة المصرف تنتظر النتائج المرجوة من نقاط البيع بعد أن يتفهم العملاء والتجار فائدتها في التعامل.

من جهة أخرى أوضح أحد رجال الأمن العاملين في المصرف لـ«بوابة الوسط» أنهم يتحملون «شتائم بعض المتعاملين مع المصرف رغم قسوتها»، مؤكدًا أنهم كرجال أمن يتعاملون مع عملاء المصرف «بكل حكمة حتى لا تحدث مشكلة أو كارثة داخل المصرف».

وعبر عدد من المواطنين والمواطنات لـ«بوابة الوسط» عن استيائهم الكبير لما وصلوا إليه جراء نقص السيولة وعدم توفرها في المصارف، مشيرين إلى أنهم قادمون على عيد الأضحى المبارك الذي تليه أيضًا بداية العام الدراسي الجديد، حيث يواجهون مصاريف الدراسة ومستلزماتها في ظل غلاء الأسعار.