في مساء الأحد الماضي التقى فريقا الإسماعيلي والأهلي في مباراة ودية بملعب شهداء بنينا بمناسبة مرور مئة عام علي تأسيس نادي «الدراويش» وبرازيل الكرة العربية، وأول نادٍ عربي أفريقي يفوز ببطولة أفريقيا في أواخر الستينيات، وكذلك بمناسبة تكريم واعتزال نجم الأهلي والفريق الوطني ونيس خير «الشري» الموهبة التي لا تتكرر كثيراً في ملاعب الكرة الليبية.

إقبال كبير على حضور تكريم ونيس خير
ونيس خير هو إنسان خلوق ومتواضع، بالرغم من شهرته يتعامل مع الآخرين بكل ود واحترام، لهذا جاءت النجوم الكروية من عدة مدن للمشاركة في يوم اعتزاله، وكذلك الجماهير الغفيرة التي عشقت الأسطورة وإبداعاته الكروية، وغصت المدرجات بالجماهير العاشقة قبل المباراة بساعات.

ويتميز ونيس خير بأنه صاحب قلب كبير ونوايا طيبة، كما أنه عزيز النفس، ولهذا أكرمه الله بأن سخر له مثل هذه الاحتفالية الرائعة.. فونيس خير ظاهرة كروية بشهادة كافة نجوم الكرة الذين عاصروه أو الذين قبله أو بعده.

دخل ونيس في بدلته الأنيقة مع ابنه وابنته إلى وسط الملعب ولعب ضربة البداية برجله اليسرى مع صيحات جماهير المدرجات ثم صافح اللاعبين واتجه نحو الجماهير الكروية التي عشقت إبداعاته في الملاعب وهتفت له من القلوب وسط دموعه وتأثره بالاستقبال الحار المفعم بالوفاء والود، ثم لعبت المباراة التي انتهت بفوز الأهلي 2-0، وعقب المباراة قدمت للنجم المعتزل سيارة جديدة عرفاناً بما قدمه للأهلي والفريق الوطني، وهكذا يكون التكريم الفعلي وليس بالشهادات والدروع التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

فالشكر والتقدير والاحترام لكل من ساهم في هذا العرس الأهلاوي الكبير الذي جسد معنى الوفاء والاحترام للنجم الكبير، الذي لو أتيحت له فرصة الاحتراف لأصبح أحد نجوم الكرة الأوروبية، خاصة في وجود حياة الاحتراف والإشراف الطبي والتغذية السليمة والاستعداد البدني اليومي.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: احتفالية ملعب طرابلس الدولي
- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: لاعب من الزمن الجميل

وهنا لا أريد سرد حياة ونيس الكروية وتاريخه الحافل بالأمجاد مع الأهلي والفريق الوطني، لأنه سبق وأن أجريت معه مقابلة بالصور في صحيفة «المشوار الطويل» نشرتها أخيراً بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكثير لم يعرفوا أن لونيس خير فضلاً كبيراً في تحقيق آخر بطولة للأهلي في الدوري رغم جهود اللاعبين والمدرب وجماهير النادي، حيث سجل هدف الفوز في أصعب المباريات في مرمى فريق الصقور بطبرق 2-1 بالرغم من إصابته في تلك المباراة وعودته للعب مسجلاً الهدف الثاني، وكذلك في بطولة الكأس التي سميت ظلما سلطة الشعب سجل هدف الفوز في مرمى فريق الترسانة في طرابلس بمجهود فردي خارق للعادة ليتحصل الأهلي على بطولة الكأس.

عموماً وفي غمرة أعراس الوفاء لا ننسى توجيه الشكر للسيد فتحي بوشعراية رئيس النادي الأهلي السابق الذي عندما تعرض اللاعب ونيس خير لإصابة بليغة وتقرر له إجراء عملية جراحية في بنغازي سارع للسفر به إلي إيطاليا وعلى حسابه الخاص وأجريت له عملية ناجحة لدى أفضل دكاترة العظام، عاد بعدها للملاعب بنفس نجوميته سليماً معافى.

أخيراً أتمنى لمرعب المدافعين وحراس المرمى حياة كريمة مع أسرته وأصدقائه، وأن يستمر عطاؤه في المجالات الرياضية الأخرى وفق القيم والمبادئ الرياضية السامية