في احتفالية الجمعة الماضي لمناسبة إعادة الحياة لملعب طرابلس الدولي بكل مرافقه، واستضافة نجوم فريق ميلان القدامى والبعض من نجوم أفريقيا والعرب، الذين لعبوا مباراتين وديتين أمام قدامى لاعبي الفريق الوطني، كان الحفل رائعا ونقلة حضارية في مجال الرياضة والإعلام والتنظيم في ليبيا.

إبداع في حفل افتتاح ملعب طرابلس الدولي
والشكر لمن وجه دعوة الحضور لي، واعتذاري عنها لظروفي الصحية التي لا تسمح لي بالوجود ساعات طويلة، لكنني تابعت إبداعات الحفل من خلال القنوات الفضائية. وفي الحقيقة كان برنامج الحفل المتطور قد أذهل الكثيرين في الداخل والخارج، وجسد الوجه الحقيقي الذي يجب أن تكون عليه بلادنا، وهذا هو الرزق الحلال الذي يوضع في المكان الصحيح خدمة للوطن، ولمصلحة الشباب والرياضة، بغض النظر عما يقال من استفادة البعض من موازنة هذه المناسبة.

إن هذا الصرح الرياضي العصري، الذي جرى تجديده بعد سنوات طويلة من الإهمال، كانت بداية التعاقد علي إنشائه في سنة 1967 مع ملعب المدينة الرياضية والمجمع الرياضي في مدينة بنغازي أيام الحكم الملكي، الذي استمر 18 عاما. بينما عصر الجماهير، الذي استمر 42 عاما، لم يقدم للشباب والرياضة إلا ملعب النهر الصناعي، الذي هو في الأساس حلبة للدراجات، وملعب بنينا المتواضع جدا.

ولدي مع ملعب طرابلس ذكريات عدة عندما كنت رياضيا أو إداري فريق أو إعلاميا، ولعل أبرزها عندما حقق فريق الأهلى الفوز للمرة الأولى ببطولة ليبيا في نهاية موسم 69-70 علي فريق الأهلي طرابلس تحت إشراف المدرب المصري المرحوم محمد عبده صالح الوحش، والمرة الأخرى عندما زار النجم العالمي بيليه ليبيا في منتصف السبعينات، وكنت مع الزميل المرحوم منصور صبرة في وفد المستقبلين، وفي اليوم التالي التقينا بيليه في الملعب، وقدم حصة تدريبية للصغار، مع شرح كيفية التعامل مع الكرة. كما حضر الشوط الأول من مباراة الأهلي والمدينة، التي أعطى فيها حكم المباراة ثلاث ركلات جزاء لفريق المدينة، لتنتهي المباراة 3-3. وعقب المباراة، قلت للحكم إنك قد أعطيت فكرة سيئة عن التحكيم الليبي أمام النجم العالمي، فرد عليّ بأن بيليه قد خرج بعد نهاية الشوط الأول فيما كانت ركلات الجزاء في الشوط الثاني.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: لاعب من الزمن الجميل
- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: حلم تنظيم البطولة الأفريقية

وكذلك تابعت عن كثب بطولات الجلاء والبطولة الأفريقية سنة 1982 باعتباري عضوا في لجنة الإعلام، وزيارة المنتخب المصري للمرة الأولى هذا الملعب، وعاصرت كل الأجيال والنجوم التي برزت علي مستوى ليبيا من خلال هذا الملعب.

أخيرا.. أتمنى أن تكون هناك ملاعب دولية في غالبية المدن الكبيرة في بلادنا، حتي نستطيع أن نواكب روح العصر، وننافس الآخرين بكل جدارة، ونضمن نجاح مسابقاتنا الرياضية، ويكون هناك أمان للاعبين والحكام والجماهير الرياضية، وأن نرى الاهتمام الحقيقي بالرياضة كمشروع حضاري يجرى من خلاله بناء الإنسان، وليس في المناسبات فقط، حتي نستطيع أن ننظم البطولات العربية والأفريقية، وأن يكون لنا شأن في عالم كرة القدم دوليا.