أوصى مؤتمر الاستثمار والتسويق الرياضي، بإلغاء تبعية الأندية الرياضية الليبية إلى المؤسسات الحكومية، وإتاحة فرص التملك والاستثمار للقطاع الخاص، سواء أفراد أو مؤسسات، بتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية المتعلقة بالاستثمار والتسويق الرياضي، بما يتوافق ويتماشى مع متطلبات العصر.

وحث المؤتمر، الذي عقد في مجمع ذات العماد بطرابلس، الأندية الرياضية على البحث عن مصادر تمويل متنوعة، وضرورة إقناع وإشراك رجال الأعمال في الاستثمار بالأنشطة الرياضية، ووضع آليات استثمارية تضمن توافر تمويل تلك الأندية الرياضية من خلال مشاريع استثمارية رياضية تؤهل كوادرها في مجال الاستثمار والتسويق الرياضي.

دور القطاعين الحكومي والخاص في الترويج للسياحة الرياضية
وناقش المؤتمر الذي نظمته كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بجامعة طرابلس وشركة «مناف» للتسويق والاستثمار الرياضي، عديد المحاور، خصوصا الإطار التشريعي المنظم له، ودور القطاعين الحكومي والخاص في نشر الوعي بأهمية الاستثمار، ودور التمويل والترويج للسياحة الرياضية في تعزيز برامج التنمية في مجال الاستثمار والشراكة بين القطاعين.

- للاطلاع على العدد 390 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
- مؤتمر الرياضة الليبية الثاني بالخمس 
- المشري لـ«بوابة الوسط»: الصليبي والغضروف أكثر الإصابات انتشارا في الرياضة الليبية

واستهدف المؤتمر إبراز دور البحث العلمي والتخطيط من أجل توحيد وجهات نظر الخبراء والباحثين وتبادل المعارف والخبرات ومعرفة التطورات في مجالات علوم الرياضة والاقتصاد وإسهاماتها في التنمية الشاملة والتطوير لبرامج الاستثمار والتسويق الرياضي.

أوراق بحثية عن الأهمية الاقتصادية للأندية ومعوقات تمويلها
واستعرض المؤتمر خلال جلساته على مدى يومين ورقات بحثية، منها معوقات التمويل والاستثمار في الأندية الليبية للدكتور أحمد التواتي، فيما قدمت الدكتورة أمل الشريف في جامعة بنغازي ورقة عن الأهمية الاقتصادية للرياضة في الاقتصاد الليبي وتسويق الخدمات الرياضية للمرأة، وأهم الفرص والتحديات، وورقة ثالثة للدكتور بختي رزقي عن تفعيل الاستثمار الرياضي في المؤسسات الرياضية، وأخرى رابعة للدكتور صالح اليسير، بعنوان الأهمية الاقتصادية للأندية الرياضية في الاقتصاد الوطني (الاتحاد الأوروبي نموذجا)، وخامسة للدكتور معز شفتر، تناولت مدى إدراك القائمين على أندية الدوري أهمية التسويق الرياضي، وكذلك ناقش المؤتمر دور الطب الرياضي في التسويق والاستثمار الرياضي في بحث قدمه الدكتور عصام الدفاع.

مشاركة واسعة من خبراء ومسؤولين رياضة
شارك في جلسات المؤتمر وكيل وزارة الرياضة جمال أبونوارة، كما حضر مدير إدارة شؤون الرياضة بالوزارة الدكتور عبدالرزاق الفلوس، والمستشار بوزارة الرياضة محمد أبودبرة، وممثل اللجنة الأولمبية الليبية محمد قريميدة، ورئيس الاتحاد الأفريقي لرفع الأثقال خالد مهلهل، ورؤساء اتحادت السباحة والريشة الطائرة والتجديف والتايكوندو والدراجات والهابكيدو، وعملاء كليات التربية البدنية في طرابلس وبنغازي ومصراتة ونالوت وكاباو، وعملاء كليات الاقتصاد في طرابلس وبنغازي والجبل الغربي.

الاستثمار الرياضي لدى أندية الدرجة الأولى
وخلال فعاليات المؤتمر ناقش الدكتور على ضو ورقة بحثية عن واقع الاستثمار الرياضي لدى أندية الدرجة الأولى في الجنوب الليبي، فيما قدم الدكتور إسماعيل السويسي وصالح القمودي ورقة عن الخصخصة والاستثمار في القطاع الرياضي بليبيا، وكذلك الدكتور عبدالعزيز امديقش وعلي النويصري، اللذين قدما دراسة تحليلية تقويمية للواقع الرياضي الحالي بمفهوم ومكانة التسويق الرياضي في بعض الأندية الرياضية، وورقة للدكتور فرج المقطف، بعنوان «أثر الإعلانات الإلكترونية على التسويق الرياضي»، وأخرى عن مقترح للتأجير التمويلي كمصدر من مصادر الاستثمار للدكتور عبدالرزاق ملوس.

وتفاعل الحاضرون مع القضايا التي طرحت خلال فعاليات المؤتمر، الذي شهد مداخلات لعديد الباحثين الليبيين والعرب، من بينهم الدكتور مقبل بن جديع من جامعة الرياض ومستشار التسويق الرياضي لعدد من الأندية السعودية، والدكتور محمد زرمبة من جامعة كولون الألمانية، والدكتور بختي رزقي، من جامعة الجزائر، ومن النقاد والصحف الرياضية العراقي إكرام زين العابدين.

حوكمة المؤسسات الرياضية والاستفادة من نماذج التأجير التمويلي
ومن بين التوصيات التي خرج بها المشاركون، العمل على وضع استراتيجية وطنية للرياضة، بمشاركة كل الأطراف ذات العلاقة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة خلال الأمد الطويل، تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة، والاستفادة من التجارب والمنظمات الدولية والإقليمية، مع الأخذ في الاعتبار خصائص البيئة الليبية، والإسراع في تطبيق نظام مُحكم لحوكمة المؤسسات الرياضية يكون داعما للرقابة والإشراف خلال الفترة الحالية وفترة التحول وما بعدها.

كما دعا المشاركون إلى الاستفادة من نماذج التمويل المطبقة دوليا، مثل الخصخصة والمشاركة بين القطاع العام والخاص في بناء وتطوير وإدارة وتشغيل المرافق والمنشآت الرياضية، وكذلك نماذج التأجير التمويلي، مثل (نظام البناء والتمويل والتحول «BOT»)، وطالبوا بخلق بيئة مناسبة تؤمن استقرار المدربين واللاعبين في الأندية الرياضية للمحافظة على أموالها، ووضوح وتنفيذ آليات الاستثمار بها، وكذلك العمل على تحسين الخدمات الرياضية النسائية، بالاستعانة بخبراء فى مجال التسويق، وتقديم الدعم الكافي للمدربات فى تخصصهم.

من المشاركين في مؤتمر الاستثمار والتسويق الرياضي في العاصمة طرابلس. (بوابة الوسط)