قتل نحو 22 شخصًا وأصيب العشرات، اليوم الأربعاء، في اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها الأسلحة النارية بولاية غرداية الصحراوية بالجزائر (600 كيلومتر جنوب الجزائر)، فى مواجهات مذهبية تعد الأعنف منذ اندلاع المصادمات نهاية 2013.
وأكدت مصادر محلية لـ«بوابة الوسط» سقوط 22 قتيلاً خلال الـ48 ساعة الأخيرة، لكن الحصيلة الأكبر سجلت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء سقوط 15شخصًا متأثرين بإصاباتهم خلال المصادمات بين مجموعات من الشباب بمنطقتي القرارة وسهل وادي ميزاب.
وقالت مصادر طبية جزائرية لـ«بوابة الوسط» إن 14 جريحًا لقوا مصرعهم متأثرين بجروحهم؛ إثر تعرضهم لإطلاق نار بمدينة القرارة (120 كلم شمال شرق عاصمة الولاية غرداية)، فيما قتلت الضحية الخامسة عشرة بمدينة غرداية متأثرًا بجروحه، فيما تعرض طفل آخر للحرق.
الجيش يتدخل
ووصل إلى مدينة القرارة مسرح أعنف المواجهات وزير الداخلية نورالدين بدوي، اليوم الأربعاء، وكذلك تدخلت قوات من الصاعقة التابعة لجهاز الدرك الوطني الذي يتبع وزارة الدفاع لاحتواء الموقف.
وأفادت وزارة الدفاع الجزائرية أمس الثلاثاء في بيان أن «الجيش قرر التدخل في محاولة لإنهاء النزاع المذهبي في غرداية، موضحة أن قائد الناحية العسكرية الرابعة (التقسيم العسكري الذي يضم غرداية ومناطق مجاورة أخرى)، اللواء الشريف عبدالرزاق انتقل إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد.
وأشار إلى أن عبدالرازق عقد اجتماعًا لضبط الخطة الأمنية ولتنسيق الجهود، بهدف تفادي تكرار مثل تلك التجاوزات واستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية، كما التقى كافة الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بالمنطقة.
وفي العاصمة الجزائرية جاب المئات من سكان بني ميزاب بغرداية شوارع البلاد، احتجاجًا على سقوط عدة قتلى وجرحى في تجدد المواجهات الدامية خلال اليومين الماضيين.
حرب أهلية
وحمل سياسيون جزائريون الحكومة مسؤولية الفشل في إخماد الأزمة رغم مرور 19 شهرًا عليها. ودعا رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري السلطات الرسمية إلى التحرك من أجل نجدة مدينة غرداية من خلال العمل على وقف الحرب المندلعة في المنطقة.
وقال الناطق باسم «حزب طلائع الحريات المعارض» الدكتور أحمد عظيمي: «ألا يكفي هذا العدد من القتلى والجرحى ليتنقل الرئيس إلى هناك ويبقى هناك حتى يجد الحل؟». وخاطب عظيمي الحكومة قائلاً: «استمرار الوضع سيؤدي، في القريب العاجل إلى التدخل الدولي، فهل هذا ما تريدون يا من تحكموننا؟».
تعليقات