كشفت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية تورُّط وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» في قتل القائد العسكري بـ«حزب الله» اللبناني، عماد مغنية، العام 2008 بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي.

وأوضحت الجريدة أنَّ تورُّط «سي آي إيه» في مثل تلك القضية يكشف ما سمَّته «حرب الظل» مع الجماعة اللبنانية، بما قد يؤدي إلى هجمات انتقامية ضد المصالح الأميركية في عدد من الدول حول العالم.

ونقلت الجريدة عن مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، لم تذكر اسمه، قوله: «إنَّ القنبلة التي استهدفت مغنية من صنع الولايات المتحدة، وإنَّ واشطن قامت بتجربتها عدة مرات في مبنى تابع لـ(سي آي إيه) في ولاية نورث كارولينا للتأكد من حجم الانفجار والأضرار الناتجة عنه، وفجَّرها عن بُعد عملاء بجهاز الموساد من تل أبيب كانوا على تواصل مستمر مع أميركيين في دمشق، بالإضافة إلى التعاون بين الجهازين في مراقبة مغنية أشهرًا عدة لتحديد أفضل المواقع لزرع القنبلة».

وأضاف المصدر: «لقد قمنا بتجربة 25 قنبلة للتأكد من العملية».

وذكرت الجريدة الأميركية أنَّ التعاون بين الموساد وواشنطن في تلك العملية يؤكد أهمية الهدف، الذي تتهمه السلطات الأميركية بالتورُّط في هجمات استهدفت السفارة الأميركية في بيروت العام 1983 واستهداف السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين.

وأوضحت الجريدة الأميركية أنَّ تنفيذ عملية بتلك الحجم يحتاج إلى موافقة رئاسية من قبل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وأنَّ عددًا من المسؤولين بينهم النائب العام ورئيس جهاز الاستخبارات الأميركية ووزير العدل وقَّعوا على الأمر أيضًا.

وأفاد المصدر الأميركي بأنَّ قتل مغنية احتاج إلى موافقات كثيرة، مضيفًا: « كان علينا التأكيد باستمرار أنَّه خطرٌ على الولايات المتحدة والتأكيد أنَّ القرار جاء من منطلق الدفاع عن النفس».

وأشارت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية، إلى رفض جهاز «سي آي إيه» التعليق على الأمر. ونقلت عن الناطق باسم رئاسة الوزراء الإسرائيلي، مارك ريجيف، قوله: «لا يوجد ما نضيفه الآن حول تلك القضية».

وذكر مصدر استخباراتي للجريدة أنَّ الإدارة الأميركية ناقشت طرق القبض على مغنية أو التخلص منه لعدة سنوات، وأصبحت تلك القضية من الأولويات عقب أحداث 11 سبتمبر، مضيفًا أنَّ اغتيال مغنية تمت مناقشته في اجتماع مع الاستخبارات الإسرائيلية.

وأفادت الجريدة بأنَّ عملية التخلُّص من مغنية جاءت في وقت تَقَارَبَ فيه جهاز الموساد و«سي آي إيه» للقضاء على الطموح النووي في سورية وإيران، وساعدت المخابرات الأميركية، جهاز الموساد في تحديد عدد من السوريين الذين يعملون في بناء مفاعل نووي سوري، الذي أدى إلى الهجوم الإسرائيلي عليه العام 2007.