نشبت في السجن المدني بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أزمة غير مسبوقة في البلاد، وذلك بعد احتجاز سجناء سلفيين عنصري أمن، مهددين بقتلهما ما لم تفرج السلطات عن زملاء لهم أنهوا فترة سجنهم.
وبدأت الأزمة، مساء الجمعة، بعد محالة السلطات الموريتانية فض اعتصام نظّمه العشرات من المُدانين السلفيين بالسجن المدني احتجاجًا على استمرار سجن 4 من زملائهم، وفق ما نقل موقع «صحراء ميديا» الموريتاني.
وأسفرت المواجهات التي استمرت لساعات عن أسر جنديين موريتانيين، فيما أصيب عدد من السجناء بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى مستشفى عسكري في العاصمة نواكشوط.
وتقول مصادر صحفية إن السجناء هدّدوا بذبح الجنديين ما لم تستجب السلطات لمطالبهم، وهو ما استدعى تدخلاً من هيئة المحامين، كبرى الهيئات المدنية المستقلة في موريتانيا، كوسيط في الأزمة.
وعلى الفور شكّلت الحكومة الموريتانية وفدًا وزاريًا ضمّ وزير الداخلية ووزير العدل وكبار القادة الأمنيين لبحث الموقف، في وقت كانت الشوارع المؤدية إلى السجن المدني من كل الجهات تشهد حشودًا شعبية متزايدة لمتابعة الحدث.
ومع ساعات الفجر الأولى استجابت السلطات الموريتانية لمطالب السجناء السلفيين وأطلقت على الفور السجناء الأربعة المنتهية فترة حبسهم القانونية، فيما أفرج السجناء عن عنصري الأمن.
وتُعدّ هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في موريتانيا، ولاقت صدى كبيرًا لدى الرأي العام، وتؤكّد مصادر صحفية أن سجناء محكوم عليهم بالإعدام شاركوا في العملية، من بينهم الخديم ولد السمان، الذي سبق أن بويع من طرف زملائه كأمير لما يعرف بـ«جماعة جندالله في بلاد المرابطين».
تعليقات