Atwasat

انتخابات رئاسية في ليتوانيا يهيمن عليها «التهديد الروسي»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 12 مايو 2024, 11:59 صباحا
WTV_Frequency

يتوجه الناخبون في ليتوانيا، الأحد، إلى مراكز الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى لانتخابات رئاسية هيمنت على حملات المرشحين لها قضايا الدفاع، في ظل سعي البلد العضو في حلف شمال الأطلسي إلى تعزيز أمنه في مواجهة «تهديد» روسيا المجاورة.

وتخشى الجمهورية السوفيتية السابقة في البلطيق، التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة، وتضم جيب كالينينغراد الروسي حيث الوجود العسكري الكبير، أن تكون الهدف المقبل لموسكو في حال خرجت منتصرة من حربها في أوكرانيا.

وقال مدير مركز دراسات أوروبا الشرقية في فيلنيوس، ليناس كويالا: «فهم ليتوانيا التهديد الروسي هو موضع إجماع، ولا جدال حوله، ويتوافق المرشحون الرئيسيون بشأنه».

وتمنح استطلاعات الرأي الرئيس المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا، وهو مصرفي سابق في التاسعة والخمسين من العمر، تقدماً على سبعة مرشحين آخرين، من بينهم رئيسة الوزراء إينغريد سيمونيت، والمحامي إينياس فيغيلي.

ويتوقع المراقبون فوز نوسيدا بالدورة الثانية المقررة أواخر مايو.

وفي الدورة الأولى، يتوقع أن ينال نوسيدا أكثر من 35% من الأصوات، وفق آخر استطلاعات الرأي التي منحت فيغيلي 12% وسيمونيت 10%.

ويتشارك الرئيس مع الحكومة وضع السياسة الخارجية للبلاد، ويمثّلها في قمم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. لكن يتوجّب عليه أن يتشاور مع الحكومة والبرلمان في تعيين الموظفين الكبار في الدولة.

وفي حين تتشابه مواقف المرشحين الثلاثة الرئيسيين بشأن قضايا الدفاع، تختلف وجهات نظرهم بشأن قضايا أخرى في السياسة الخارجية مثل العلاقة مع الصين، التي تشهد توترا منذ أعوام على خلفية العلاقات مع تايوان.

إنفاق دفاعي قياسي
واكتسب فيغيلي، المحامي البالغ 48 عاماً، شهرته خلال فترة الجائحة نظرا لمعارضته حملة التلقيح الإلزامية، وهو يقدّم نفسه على أنه خيار بديل في مواجهة الأسماء السياسية التقليدية، ويعد بتشكيل حكومة «أكثر شفافية».

أما سيمونيت (49 عاماً) فتعرف بمواقفها المحافظة اقتصاديا والليبرالية اجتماعيا، وهي تدعم على وجه الخصوص الارتباط بين أشخاص من الجنس نفسه، وهي مسألة لا تزال تثير حساسية في البلاد، حيث غالبية السكان من المسيحيين الكاثوليك.

وتخوض سيمونيت الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، بعدما خسرت أمام نوسيدا في الدورة الثانية العام 2019.

- الإجراءات الجديدة عند حدود بيلاروس تثير حفيظة الليتوانيين

وقال الباحث في جامعة فيلنيوس، راموناس فيلبساوكاس: «سيمونيت تحظى بدعم ناخبي الحزب المحافظ والليبراليين، في حين أن نوسيدا هو مرشح اليسار فيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية».

وأضاف: «أما فيغيلي فسينال تأييد من يرغبون في التغيير ببساطة».

ليتوانيا هي من الداعمين الأساسيين لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. كما تعرف فيلنيوس بإنفاقها الدفاعي الذي يشكّل 2.75% من إجمالي الناتح المحلي، وترغب سيمونيت في رفعه إلى 3%.

وتعتزم ليتوانيا استخدام مواردها في شراء دبابات وأنظمة دفاع جوي إضافية، واستضافة كتيبة ألمانية من خمسة آلاف جندي، تعتزم برلين نشرها على أراضيها بحلول العام 2027.

ولم يعلن أي من المرشحين الرئيسيين عزمه إعادة النظر في هذه المشاريع.

ردّ فعل بكين
إلا أن هذا الإجماع لا ينعكس على العلاقات مع الصين، المتوترة منذ 2021 عندما أجازت فيلنيوس لتايوان فتح ممثلية دبلوماسية تحمل اسم الجزيرة عوضاً عن الإجراء المعتمد تقليديا باستخدام اسم العاصمة تايبيه، لتجنّب إثارة غضب بكين.

وتعتبر الصين تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتتعهد بإعادتها إلى كنفها بالقوة إن لزم الأمر. وردّاً على إجراء فيلنيوس، خفّضت الصين مستوى العلاقة الدبلوماسية مع ليتوانيا، وأوقفت صادراتها.

وأعلن نوسيدا خلال حملته الانتخابية أن ثمة «حاجة إلى تغيير اسم المكتب التمثيلي لتايوان».

من جهتها، أبدت سيمونيت معارضتها هذه الخطوة، بينما اتخذ فيغيلي موقفا مشابها لموقف الرئيس المنتهية ولايته، واعتبر أن «فتح مكتب تمثيلي يحمل هذا الاسم (تايوان) كان قراراً غير مدروس».

ورأى المحلل كويالا أن «ردّ فعل الصين على فتح المكتب كان أشد من المتوقع»، متحدثاً عن آثار سلبية لحقت بالشركات المحلية جراء تراجع العلاقات مع بكين.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
زيلينسكي يزور خط الجبهة شرق أوكرانيا
زيلينسكي يزور خط الجبهة شرق أوكرانيا
تعيين أمين جديد لـ«ناتو»
تعيين أمين جديد لـ«ناتو»
سول: فشل تجربة كورية شمالية لإطلاق صاروخ فرط صوتي
سول: فشل تجربة كورية شمالية لإطلاق صاروخ فرط صوتي
مع بدء محاكمته في روسيا.. واشنطن تجدد دعوتها لإطلاق الصحفي الأميركي غيرشكوفيتش
مع بدء محاكمته في روسيا.. واشنطن تجدد دعوتها لإطلاق الصحفي ...
أسانغ يصل أستراليا بعد نيل حريته
أسانغ يصل أستراليا بعد نيل حريته
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم