أظهر التقرير الأخير لمؤشر إدراك الديمقراطية للعام 2024 تراجع شعبية الولايات المتحدة كقوة دولية في جميع أنحاء العالم، خصوصًا في البلدان المسلمة، وذلك بسبب موقف الإدارة الأميركية من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وبينت نتائج المؤشر، الذي أجرته شركة «لاتانا» الإحصائية و«تحالف الديمقراطيات» وشمل 63 ألف مشترك في 53 دولة، تضاؤل شعبية الولايات المتحدة، في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن ترميم صورتها سواء داخليًا أو خارجيًا، كما أوردت جريدة «بوليتيكو» الأميركية اليوم الأربعاء.

وأظهرت النتائج أن سمعة الولايات المتحدة تلقت ضربة قوية منذ بداية العام 2023، لا سيما في الدول ذات الأغلبية المسلمة، بسبب الدعم اللامتناهي الذي أظهرته إدارة الرئيس جو بايدن للاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب على غزة. ولا يقتصر الأمر على البلدان المسلمة، بل امتد التصور نفسه إلى الدول الأوروبية، التي أظهرت نتائجها كذلك تراجعًا في صورة وشعبية الولايات المتحدة.

- بينها أوكسفورد وكامبريدج.. التظاهرات الداعمة لغزة تمتد إلى خمس جامعات بريطانية
- شرطة أمستردام تفرق اعتصاماً طلابياً للتضامن مع غزة

تغير التصور الأوروبي للولايات المتحدة
وتعليقًا على نتائج التقرير، قال كبير الباحثين في شركة المسح «لاتانا»، فريدريك ديفو: «للمرة الأولى منذ بداية إدارة بايدن، عادت العديد من دول أوروبا الغربية إلى التصورات السلبية تجاه الولايات المتحدة».

وأضاف: «تلك الزيادة والنقصان في المواقف السلبية إلى الإيجابية، والعودة من جديد إلى المواقف السلبية، كان صارخًا بشكل خاص في ألمانيا والنمسا وأيرلندا، فضلا عن التغيرات في أيرلندا وبلجيكا وسويسرا».

زيادة شعبية الصين
في مقابل تدهور شعبية الولايات المتحدة، أظهر المؤشر تنامي شعبية الصين في آسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، ما يجعل التصور العالمي لبكين «إيجابيا صافيا»، بحسب المؤشر.

كما يبدو أن روسيا على الطريق لإعادة بناء صورتها في غالبية البلدان التي شملها استطلاع الرأي، باستثناء أوروبا، على الرغم من التصورات السلبية التي طالتها في جميع أنحاء العالم في أعقاب حربها على جارتها أوكرانيا بالعام 2022.

وقال التقرير: «شعبية الولايات المتحدة المتدهورة، بالتزامن مع تحسن موقف روسيا والصين، يعني تصورًا مماثلًا للدول الثلاث  في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول آسيا التي شملها الاستطلاع».