Atwasat

انتفاضة الطلبة في الولايات المتحدة .. حركة احتجاج رافضة لحرب الإبادة على غزة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 26 أبريل 2024, 12:57 مساء
القاهرة - بوابة الوسط

فرضت تظاهرات الطلبة في الولايات المتحدة الأميركية، التي تحولت إلى حركة احتجاج كبيرة نفسها على مشهد الإعلام الأميركي بعد التدخل الأمني لقمعها، في مشهد يهدد الصورة الديمقراطية لواشنطن وشعاراتها المتعلقة بحرية التعبير والتجمع السلمي.

وتشهد الجامعات الأميركية انتفاضة طلابية واسعة مطالبة بوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث تستمر آلية الحرب الإسرائيلية في استباحة دماء المدنيين الفلسطينيين لليوم الـ 203 بتسليح ودعم كامل، من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بحسب وكالة «سند» الفلسطينية.

ومن لوس أنغلوس، إلى نيويورك، مروراً بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتّسع حركة الطلاب الأميركيين المؤيدين لفلسطين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالمياً مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.

ومنذ أيام، يتكرر المشهد في أنحاء مختلف من البلاد حيث يقوم طلاب بنصب خيام في جامعاتهم للتنديد بالدعم العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة لـ«إسرائيل»، والوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة، ثمّ تقوم شرطة مكافحة الشغب في كثير من الأحيان بإخلائهم، بناء على طلب إدارة الجامعة.

وأعادت هذه التظاهرات إلى الأذهان موجة المظاهرات العارمة التي شهدتها الولايات المتحدة، خلال القرن الماضي رفضا للحرب في فيتنام.

- شاهد: تضامن واسع مع اعتصام جامعة كولومبيا الأميركية دعمًا لغزة
- اعتقال 93 طالبا من مظاهرة داعمة لغزة في جامعة أميركية

وتحول حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن من مكان يجتمع فيه الطلاب للدراسة، أو تناول بعض المشروبات، إلى نقطة تجمع للمتظاهرين الرافضين للعدوان الصهيوني على غزة، مع إدراك يتعاظم في العالم بأن إدارة بايدن هي الوحيدة القادرة على وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين كونها الراعي والداعم الأكبر لها.

واستدعت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق، الشرطة لدخول الحرم الجامعي لتفريق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، فيما اعتقلت شرطة مكافحة الشغب أكثر من مئة طالب نصبوا خياما في الحرم الجامعي في إطار احتجاجهم على العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.

وفي رسالة عبر البريد إلكتروني، قالت نعمات إنها قررت اتخاذ خطوة استدعاء الشرطة «غير العادية لأن الظروف الراهنة استثنائية»، وفق زعمها.

ونقلت نيويورك تايمز عن مصادر أن رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق اعترفت في اجتماع مجلس حكماء الجامعة، بأن استدعاءها الشرطة للتعامل مع الطلاب الداعمين لفلسطين أدى لتفاقم المشكلة.

وقالت المصادر إن رئيسة جامعة كولومبيا اجتمعت بمجلس حكماء الجامعة، لتبرير قرار استدعاء الشرطة للطلاب.

بيل ونيويورك
وامتدت التظاهرات للعديد من الجامعات الأميركية ليتكرر فيها سيناريو الاعتقال والقمع، فيما يظهر انكشافا لازدواجية المعايير الأميركية.

ونصب طلبة خياما في جامعتي ييل ونيويورك، لكن إدارة الجامعتين طالبت الجميع بالمغادرة وقالت إن الأمر بات غير منظم، ما يفرض استدعاء الشرطة التي قامت باعتقال بعض الطلاب.

لوس أنغلوس
واعتقلت الشرطة الأميركية الخميس، 93 شخصا خلال مظاهرة بجامعة في لوس أنغلوس.

وقالت وكالة «رويترز»، نقلا عن الشرطة الأميركية إنه جرى توقيف 93 شخصا خلال مظاهرة في جامعة في لوس أنغلوس.

كلية إيمرسون
وأفادت شرطة بوسطن باعتقال أكثر من 108 طلاب خلال احتجاج في كلية إيمرسون، في بوسطن بولاية ماساشوستس، وسط استمرار تصاعد احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية المطالبة بوقف الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.

وفي مشهد غير مألوف انتشر الأمن الأميركي في العديد من الجامعات، لقمع الأصوات الطلابية الرافضة لقتل النساء والأطفال الفلسطينيين.

جامعة تكساس وجورج واشنطن
وأعلنت شرطة ولاية تكساس، أنها نشرت أعدادا إضافية من عناصرها في جامعة تكساس بأوامر مباشرة من حاكم الولاية، غريغ أبوت، إثر استمرار الاعتصامات الداعمة لقطاع غزة فيها.

وقال مشارك في الاحتجاجات الطلابية بجامعة جورج واشنطن الأميركية، إن إدارة الجامعة أمهلت المحتجين 6 ساعات قبل إزالة خيام الاحتجاج، مشيرا إلى أن الأمن هددهم بالاعتقال.

ودشن طلاب مؤيدون للقضية الفلسطينية في جامعة جورج واشنطن، مخيما بحرم جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية.

وقالت إدارة شرطة نيويورك، إن الضباط اعتقلوا 120 شخصا في جامعة نيويورك في وقت متأخر من يوم الإثنين الماضي، فيما قال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا وكانوا «يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا»، وفق زعمهم.

إغلاق ساحات جامعة هارفارد
وفي جامعة هارفارد بمدينة بوسطن، جرى إغلاق ساحتها الرئيسية أمام العامة، فيما لم يُسمح بدخول الخيام والطاولات إلا بعد الحصول على إذن مسبق.

وفي جامعة ييل بولاية كونيتيكت، أقدمت الشرطة على اعتقال أكثر من 60 متظاهرا الإثنين الماضي، بعد أن طالبتهم بالمغادرة لتجنب الاعتقال.

ودعا الطلاب المحتجون في الجامعات الأميركية، إلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة، وأيضا وقف الاستثمارات مع الشركات التي تدعم «إسرائيل».

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت، الحضور الشخصي حتى الأربعاء الماضي، بعد أن تحصن طلاب في مبنى إداري فيما قالت جامعة ميشيغان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج في أوائل مايو، لكنها ستوقف «التعطيل الكبير» للدراسة.

محاولة تبرير القمع
وفي محاولة لتبرير قمع الطلبة، زعم رئيس مجلس النواب الأميركي، أن «حماس تدعم الاحتجاجات بجامعة كولومبيا»، متجاهلا حالة الرفض الشعبي الأميركي للعدوان الصهيوني على غزة ومعه قمع الطلبة وتكميم أفواههم.

وكالعادة لجأت إدارة جامعة نيويورك إلى استخدام فزاعة «معاداة السامية»، زاعمة أنه جرى خلال المظاهرات «ترديد هتافات مرعبة مع رصد العديد من الحوادث المعادية للسامية»، متجاهلة أن الطلبة يتظاهرون احتجاجا على إبادة جماعية ترتكبها «إسرائيل» ضد 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، قتلت وجرحت أكثر من 110 آلاف منهم، وشردت البقية.

وينظر متابعون إلى التظاهرات كتعبير عن نبض الشباب الأميركي الرافض لسياسة الرئيس جو بايدن، تجاه دعم حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.

واعتصم طلاب الجامعات الأميركية، في أكثر من مرة ومناسبة، داخل الحرم الجامعي أو خرجوا إلى الشوارع رافعين شعارات الاحتجاج والغضب، رفضا لقضايا مختلفة، مثل حرب فيتنام ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أو للمطالبة بحقوق أخرى، مثل حركة الحقوق المدنية التي ساهمت بإنهاء التمييز ضد الأميركيين من أصل أفريقي، وفي أحيان أخرى حملوا مطالبات التغيير في قضايا ترتبط بسياسات جامعاتهم ونظامها التعليمي.