كلف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم الخميس، محمد مصطفى بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة، وهو واحد من أكبر رجال الأعمال الفلسطينيين وحليف نادر لعباس شهد إعادة إعمار غزة خلال إدارة حركة حماس للقطاع، بحسب وكالة «رويترز».

من هو محمد مصطفى؟
وأدار مصطفى، وهو اقتصادي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، في السابق مجموعة الاتصالات الفلسطينية «بالتل» وكذلك صندوق الاستثمار الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية بأصول تبلغ نحو مليار دولار لتمويل مشروعات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.

وعُين قبل عشر سنوات للمساعدة في قيادة جهود إعادة الإعمار في غزة بعد حرب سابقة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر.

- محمود عباس يكلف الاقتصادي محمد مصطفى لرئاسة الحكومة

ويأمل القادة الفلسطينيون في أن يظهر محمد مصطفى الآن كشخصية لتوحيد الفصائل في ظل استعداده لإعادة إعمار القطاع بعد مرور خمسة أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023.

السلطة الفلسطينية تتطلع للعودة إلى غزة
وأشارت «رويترز» إلى أن السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا، وتمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية المحتلة وليس غزة بعدما فقدت السيطرة عليها لصالح حماس في عام 2007، تهدف إلى إعادة توحيد حكم الأراضي الفلسطينية بعد وقف العدوان على غزة.

واستقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، وهو عضو حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس، هذا الأسبوع لتمهيد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة محمد مصطفى.

وتوقعت «رويترز» أن تجتمع فتح وحماس في موسكو هذا الأسبوع لمناقشة طريق المستقبل، مشيرة إلى أن مصطفى القريب من عباس «قد يكون أقل إثارة للجدل» كونه ليس عضوا في فتح.

وسيواجه مصطفى مهمة إدارية ودبلوماسية ضخمة بعد تحول مساحات كبيرة من غزة الآن إلى ركام ونزوح معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة واحتياجهم إلى المساعدات. وتشهد الضفة الغربية أيضا أسوأ أعمال عنف منذ عقود.

وبالإضافة إلى مهمة الإشراف على مساعدات دولية متوقعة بمليارات الدولارات، سيحتاج مصطفى إلى التأييد السياسي من حماس وأنصارها والتعاون من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تريد القضاء على الحركة.

إصلاحات جذرية في السلطة الفلسطينية
ودعت الولايات المتحدة إلى إجراء إصلاحات جذرية في طريقة الإدارة داخل السلطة الفلسطينية. وتريد واشنطن أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا قياديا في حكم القطاع بعد الحرب، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبوجياب «الجميع في أزمة، فتح في الضفة الغربية في أزمة، وبكل وضوح أيضا حماس في أزمة في قطاع غزة». وأضاف أن مصطفى (69 عاما) يمكن أن يمثل «المخرج» لكليهما.