أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن ما يجري منذ ثلاثة أشهر في غزة مشهد للتضحيات والصمود والصلابة والشجاعة والقتال والتحدي وعدم الانكسار والاستسلام. وأوضح أن من نتائج عملية «طوفان الأقصى» إعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كادت تنسى وتصفى.

وأفاد نصر الله، في كلمة لمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني في الضاحية الجنوبية لبيروت، بأن «طوفان الأقصى» أثبت أن الشعب الفلسطيني وما لحقه من صمود دليل على أن الرهان الإسرائيلي على نسيان الشعب الفلسطيني قضيته والتخلي عن أرضه فشل.

نتائج عملية 7 أكتوبر 
وأكد أنه من نتائج عملية 7 أكتوبر ارتفاع مستوى تأييد الشعب الفلسطيني المقاومة وحركات المقاومة وحماس، بالإضافة إلى ظهور من الذي يتحدى إرادة المجتمع الدولي. كما أوضح أن من نتائج «طوفان الأقصى» انعدام الثقة في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية، وهذا «يمس جوهر وأساس بقاء إسرائيل».

وشدد نصر الله على أن «صورة إسرائيل في العالم، التي عمل عليها الإعلام الغربي والأميركي والرسمي العربي، سقطت». وتابع: «إسرائيل سقطت أخلاقيا وقانونيا وإنسانيا، وهي في نظر كل شعوب العالم قاتلة الأطفال والنساء ومهجرة الناس ومرعبة ومرهبة وصاحبة أكبر إبادة جماعية في القرن الحالي».

-  «نصر الله»: صالح العاروري أمضى شبابه وعمره في المقاومة والعمل والقتال والأسر والهجرة
-  نصر الله: كل الخيارات مفتوحة.. والتصعيد في جبهة جنوب لبنان مرهون بأمرين

وأكد نصر الله أن «صورة الردع الإستراتيجي الإسرائيلي، التي كان يجرى العمل على ترميمها، تهشمت». كما أكد في السياق نفسه أن عملية «طوفان الأقصى» وما بعدها وجهت ضربة قاصمة لمسار التطبيع.

«طوفان الأقصى» أضعفت إسرائيل وزلزلت كيانها 
وقال أمين عام حزب الله إن «طوفان الأقصى» أسقطت التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي، وإن ما جرى منذ 7 أكتوبر «أضعف إسرائيل وزلزل كيانها، ووضعها على طريق الزوال الذي سنشهده جميعا، ولن يحميها أحد». واستطرد: «سلاح الجو الإسرائيلي فشل في حسم المعركة. وبعد 3 أشهر من الحرب في غزة، لا يملك أحد صورة نصر حتى الآن».

كما لفت إلى أن «إسرائيل فقدت الأمن ولن تبقى، وشعبها لن يبقى فيها، لأن ارتباطهم بالأرض كاذب»، مؤكدا أن «إسرائيل كيان مصطنع، وصلتها بالأرض قائمة على الأمن وعندما يفتقد الأمن، فإن المشهد المقبل سيكون جمع الإسرائيليين شنطهم والمغادرة».

وأشار نصر الله أن «ما يجري في الضفة وغزة ولبنان واليمن سيسقط وأسقط مفهوم الملجأ الآمن في إسرائيل»، موضحا: «(طوفان الأقصى) كسرت صورة الدولة المقتدرة لإسرائيل، وباتت في موقع من يحتاج أن يحميها».

كما أكد أن «طوفان الأقصى» دمرت «الصورة الأميركية، وقدمتها بأبشع حقائقها، لأن من يقتل في غزة هو الأميركي والصاروخ الأميركي والقرار الأميركي، ومن يمنع وقف الحرب على غزة هو الأميركي».

نصر الله: لن يعترف بك العالم إن كنت ضعيفا
وصرح بأن «المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي والقانون الدولي ليست قادرة على حماية أي شعب»، مضيفا: «إن كنت ضعيفا فلن يعترف بك العالم، ولن يدافع عليك العالم، ولن يبكي عليك العالم، ومن يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان، وإن كنت قويا فافرض حضورك على العالم».

وأشار نصر الله إلى أن كل حركة مقاومة تتصرف بقرارها، وهي التي تفتح الجبهة أو تغلقها انسجاما مع الرؤية الإستراتيجية، ومواءمة مع الرؤية والملاحظات الوطنية. وبيّن أنه في «تجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد، ولا يوجد إلا القادة والسادة، والشهداء الذين يصنعون النصر للأمة».

وذكر نصر الله أنه «في محور المقاومة لا أحد يملي على أحد شيئا، وكل يتخذ القرار بما ينسجم مع الرؤية الإستراتيجية ومصلحة بلده»، مضيفا: «نستمع للنصائح، ونستفيد من تجارب بعضنا، وهذا ما يجري الآن في (طوفان الأقصى)».