يبدأ حزب العمال البريطاني مؤتمره السنوي اليوم الأحد، بينما يسعى للعودة إلى السلطة في الانتخابات المتوقعة العام المقبل، بعد أكثر من عقد في المعارضة.

ويعقد الحزب، بزعامة كير ستارمر، الاجتماع، الذي سيستمر أربعة أيام في شمال غرب إنجلترا، مدفوعا إلى الأمام بفوز كبير حققه في الانتخابات المحلية، وتفوّقه على الحزب المحافظ الحاكم في استطلاعات الرأي، حسب وكالة «فرانس برس».

وسيسعى ستارمر (61 عاما) للمحافظة على الصدارة، بل تعزيزها، بعد المؤتمر المنعقد في ليفربول، علما بأن مؤتمر المحافظين، الذي عقد الأسبوع الماضي، شهد خلافات داخلية، وإلغاء جزء من مشروع سكك حديد للقطارات السريعة، واصفا الفوز الكبير الذي حققه العمال في انتخابات تكميلية في إسكتلندا، الخميس، بأنه «خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح» نحو التحوّل إلى أكبر حزب في البرلمان، وهو ما يمكن أن يقوده لرئاسة الوزراء.
وقال ستارمر الجمعة: «نحن حزب التغيير في بريطانيا. نحن حزب التغيير في مختلف أنحاء البلاد»، في ردّ واضح على مساعي رئيس الوزراء ريشي سوناك لتصوير المحافظين على أنهم وحدهم القادرون على إحداث التغيير، على الرغم من أنهم في السلطة منذ 13 عاما.

الاستطلاعات تشير إلى تقدم «العمال»
وتولى حزب العمال منصب رئاسة الوزراء آخر مرة العام 2010، عندما ترأسه غوردن براون، ويستعد اليوم للعودة إلى السلطة في أعقاب انتخابات عامة ينبغي أن تجري بحلول يناير 2025 كأقصى حد.

ومني حزب العمال في آخر انتخابات على مستوى البلاد العام 2019 بأسوأ هزيمة انتخابية منذ العام 1935 في عهد الزعيم اليساري المتشدد جيريمي كوربن. لكن أعاد ستارمر الدفع قدما بالحزب بعد الهزيمة الكبيرة أمام المحافظين، بزعامة بوريس جونسون حينذاك، وأشاد بالفوز «المزلزل» الذي حققه العمال على الحزب الوطني الإسكتلندي، الخميس، بمقعد روثرغلين وغرب هاملتون (جنوب شرق غلاسكو) مع 20% من الأصوات.

-السفير الليبي يشارك في المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني
خمسة مرشحين يتنافسون على زعامة حزب العمال البريطاني
وسيحتاج حزب العمال لاستعادة مجموعة كبيرة من المقاعد الأربعين التي خسرها في إسكتلندا العام 2015، لتكون لديه فرصة الإطاحة بحكومة سوناك المحافظة. وفي الاستطلاعات التى أجريت على مدى أشهر، تقدّم «العمال» بأرقام عشرية، بينما تعاني بريطانيا أزمة تكاليف معيشة وتشهد إضرابات. بينما أدت الخلافات الداخلية في صفوف المحافظين إلى استبدال ثلاثة رؤساء وزراء في غضون أكثر من عام بقليل.

ستارمر يواجه العديد من الاتهامات
كشفت استطلاعات أخبرا أن الفجوة تتقلّص، بعدما أعلن سوناك سياسات شعبوية تسعى لتحديد الفوارق بين المحافظين الذين يميلون بشكل متزايد إلى اليمين ومعارضيهم.

لكن استطلاعا، أجرته جريدة «أوبزرفر» الأسبوعية في كل دائرة انتخابية على حدة، توقّع فوزا كاسحا لـ«العمال» إلا إذا نجح سوناك في تقليص الفجوة.

واستطلع التحليل، الذي أجرته شركة «سورفيشن» للاستطلاعات بتكليف من مجموعة «38 دغريز» الناشطة، آراء أكثر من 11 ألف ناخب قبل وقت قصير من مؤتمر الحزب المحافظ.

ويواجه ستارمر، الذي كان يشغل منصب المدعي العام سابقا، اتهامات متكررة بمبالغته في الحذر، وفشله في توضيح مواقفه بشكل دقيق، واستبعاد عدد من الأمور، بينها إلغاء رسوم التعليم الجامعي، وإعادة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، بالاضافة إلى تراجعه عن زيادة الضرائب، وتخفيف خطة حزب العمال المرتبطة بالطاقة النظيفة، مما أفسح المجال للمحافظين باتّهامه بتبديل مواقفه حيال عدد من القضايا.

بينما أشاد به أنصاره كشخصية إدارية، مشيرين إلى أنه يتأقلم مع الواقع الاقتصادي بتقلباته. لكن العديد من معارضيه يتّهمونه بعدم التعبير عن رؤية واضحة للبلاد.

ويتوقع منه مراقبون أن يقدّم تفاصيل عن سياسات «العمال» لدى تحدّثه خلال مؤتمر الثلاثاء، الذي يمكن أن يكون آخر تجمّع سنوي للحزب قبل الانتخابات العامة.

لكن الضغوط الاقتصادية تعني أنه قد يتردد في إعلان تعهّدات كبيرة مرتبطة بالإنفاق، يحتمل بألا يتمكن «العمال» من الإيفاء بها حال انتخابه.