حذر قائد القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، الأربعاء، من أخطار العلاقات العسكرية «المزدهرة» بين إيران وروسيا، معتبرا أن التعديلات الروسية على الطائرات من دون طيار الإيرانية قد تسهم في تعزيز قدرات الجمهورية الإسلامية.

وتتهم واشنطن طهران بتزويد موسكو بالمسيرات التي أصبحت سلاحا رئيسيا في الحرب على أوكرانيا، وتستخدم بانتظام في سورية، علما بأن إيران تنفي إرسال المسيرات إلى روسيا. كما هاجم الحوثيون في اليمن السعودية بطائرات تحمل تصاميم إيرانية.

وقال قائد القوات الجوية التاسعة والتشكيل الجوي للقوات المشتركة في القيادة المركزية الأميركية بجنوب غرب آسيا، الجنرال أليكسوس غرينكويتش، لصحفيين في أبوظبي: «هناك خطر في أن تتلقى روسيا الطائرات المسيرة من إيران، ثم تعدلها وتشارك بعض هذه التكنولوجيا مع إيران، مما يمنحها (إيران) قدرات إضافية»، بحسب وكالة «فرانس برس».

- وصول وزير الدفاع الروسي إلى إيران في زيارة رسمية

واشنطن قلقة من مستوى تعاون روسيا وإيران في سورية
وتابع: «من كان يظن أن روسيا ستحتاج إلى الذهاب إلى إيران، للحصول على تلك القدرة العسكرية؟ ومع ذلك فقد حصل ذلك»، مؤكدا «أرى أن تداعيات هذه العلاقة تتجلى بعض الشيء في سورية».

وقدمت طهران وموسكو دعما اقتصاديا وسياسيا وعسكريا للنظام في سورية، مما ساعد دمشق على استعادة معظم الأراضي التي فقدتها في المراحل الأولى من النزاع.

وأضاف المسؤول العسكري الأميركي: «أشعر بالقلق حيال مستوى التعاون بين روسيا وإيران في سورية»، متابعا: «أنه أمر نراقبه عن كثب، وهذه العلاقة المزدهرة تشكل بالنسبة لي مصدر قلق من الناحية العسكرية».

باتت الطائرات من دون طيار نقطة محورية في الإستراتيجية العسكرية لكل من روسيا وإيران، اللتين تخضعان لعقوبات غربية.

وقد كشفت طهران النقاب عن طائرة هجومية جديدة الشهر الماضي، بينما قدم الرئيس فلاديمير بوتين للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هدية، عبارة عن مسيّرات، عندما زار روسيا الأسبوع الماضي.

وأودى النزاع في سورية، الذي بدأ قبل 12 سنة، بحياة أكثر من نصف مليون شخص، وخلّف ملايين النازحين واللاجئين، ودمّر البنى التحتية للبلاد. وتعد طهران من أبرز داعمي دمشق، حيث أرسلت منذ سنوات النزاع الأولى مستشارين عسكريين، لمساندة الجيش السوري في معاركه ضد التنظيمات الجهادية والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وأسهمت كذلك في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها حزب الله اللبناني، للقتال في سورية إلى جانب القوات الحكومية.

وفي حين تقول القوات الأميركية إنها تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في سورية والعراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط، أشار غرينكويتش إلى أن التنظيم جرى «قمعه»، معبرا عن قلقه من «الأماكن التي يتمتع فيها بحرية المناورة»، خصوصا في المناطق الصحراوية، ومعتبرا أنه «سيكون من المهم بالنسبة لروسيا والنظام السوري التركيز على هذا التهديد، حتى لا يعاود الظهور مرة أخرى».

جنرال أميركي: الخطر الأكبر هو الجيل القادم من «داعش»
ويركز التحالف الدولي لمحاربة التنظيم على بعض مخيمات النازحين داخل سورية، بحسب القائد العسكري الأميركي. وقال إن عدد الأشخاص في تلك المخيمات «مرتفع جدا، وبعضهم له علاقات سابقة بتنظيم داعش. نحن بحاجة إلى إعادة هؤلاء الأشخاص إلى بلدانهم التي أتوا منها، وإعادة دمجهم في المجتمع وتأهيلهم»، محذرا من أن «الخطر الأكبر هو الجيل القادم الموجود في تلك المعسكرات».

جاءت تصريحات غرينكويتش خلال إحاطة إعلامية مع صحفيين في السفارة الأميركية بأبوظبي، بعد جولة في المنطقة، شملت السعودية والكويت.

وأكد الجنرال الأميركي التزام بلاده بأمن منطقة الخليج، في وقت عبر فيه مسؤولون بهذه الدول الغنية بموارد الطاقة عن رغبتهم في رؤية انخراط أميركي أكبر وأكثر صرامة، يقوم على رد سريع على التهديدات التي تواجهها هذه البلدان، خصوصا من قِبل إيران.

جنرال أميركي: «لن نغادر المنطقة»
وقال غرينكويتش: «لن نغادر المنطقة»، مؤكدا أن واشنطن ستواصل دورها في حماية مصالح الدول الحليفة لها. وقد ذكرت جريدة «نيويورك تايمز»، هذا الأسبوع، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبحث مع السعودية خصوصا إمكان توقيع اتفاق عسكري، على غرار الاتفاقين الموقعين مع اليابان وكوريا الجنوبية.

وتجنب القائد العسكري الأميركي الإجابة بشكل مباشر عن سؤال بهذا الخصوص، قائلا: «حتى دون اتفاق موقّع، يمكنني أن أقول إن لدينا التزاما صارما بأمن المنطقة».