قاد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الجمعة، دعوات دولية، معلناً تشديد العقوبات الغربية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ذكرى وفاة مهسا أميني التي أثار موتها قبل عام احتجاجات حاشدة. وقد تقرر ضم 25 مسؤولا إيرانيا وثلاث منصات إعلامية وشركة أبحاث على قائمة واشنطن السوداء للعقوبات، في خطوة دفعت بريطانيا وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات مماثلة.

 الذكرى السنوية الأولى لأميني
وجاء تصريحات بايدن عشية الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة الإيرانية الكردية عن 22 عاماً، في 16 سبتمبر من العام الماضي، بعد توقيفها في طهران بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية

وتحلّ هذه الذكرى في وقت ينتقد فيه نشطاء ومعارضون للنظام الإيراني عودة الأمور إلى مجاريها على صعيد التعامل مع طهران الخاضعة لعقوبات.

وقال بايدن، في بيان، أمس: «بينما نستذكر اليوم وفاة مهسا المأساوية، نشدد على التزامنا حيال الشعب الإيراني الشجاع الذي يكمل مهمتها».

وأضاف: «سيقرّر الإيرانيون وحدهم مصير بلادهم. لكنّ الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالوقوف إلى جانبهم، بما في ذلك عبر توفير الأدوات اللازمة لدعم قدرتهم على الدفاع عن مستقبلهم»

أثارت وفاة أميني احتجاجات في أنحاء البلاد تحت شعار «امرأة - حياة - حرية». وأكد بايدن أن واشنطن ستعلن «عقوبات إضافية تستهدف بعض منتهكي حقوق الإنسان بشكل صارخ».

25 مسؤولا و3 منصات إعلامية على قائمة العقوبات الغربية 
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أنها أدرجت 25 مسؤولا إيرانية إضافيا وثلاث منصات إعلامية وشركة أبحاث على قائمتها السوداء للعقوبات، مشيرة إلى ارتباط جميع هؤلاء الأفراد والكيانات بقمع طهران الاحتجاجات بعد وفاة أميني.

معظم المستهدفين من الشرطة والحرس الوطني 
وحسب وكالة «فرانس برس»، فإن معظم المستهدفين قادة مناطق في قوات الشرطة الوطنية والحرس الثوري، إذ  فرضت واشنطن عقوبات على غلام علي محمدي الذي يرأس مديرية السجون الإيرانية.

 -  محكمة إيرانية تقضي بسجن صحفيتين بتهمة «التآمر» والتواطؤ
إيران: توقيفات جديدة قبيل ذكرى وفاة مهسا أميني

وقالت وزارة الخزانة إن «غلام» يشرف على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما فيها التعذيب والاغتصاب.

وأُدرجت مجموعات إعلامية تابعة للدولة، وهي: «برس تي في»، ووكالة «تسنيم» الإخبارية، ووكالة «فارس» الإخبارية، على قائمة العقوبات.

تدابير منسقة مع بريطانيا وكندا وأستراليا 
من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن التدابير الجديدة تأتي في إطار عقوبات منسقة بين بريطانيا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة في الذكرى السنوية الأولى لوفاة أميني.

في لندن، أعلنت الحكومة البريطانية أنها فرضت عقوبات على عدد من المسؤولين الإيرانيين، من بينهم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي، ونائبه محمد هاشمي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، والناطق باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: «العقوبات التي فرضت اليوم على المسؤولين عن القوانين القمعية في إيران تبعث برسالة واضحة مفادها أن المملكة المتحدة وشركاءنا سيواصلون الوقوف إلى جانب النساء الإيرانيات، وفضح القمع الذي تمارسه إيران على شعبها».

الاتحاد الأوروبي يدرج 4 مسؤولين إيرانيين على نظام العقوبات 
بدوره، أدرج الاتحاد الأوروبي، الجمعة، أربعة مسؤولين إيرانيين إضافيين في قائمته للعقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية على خلفية قمع التظاهرات، وهم قيادي في الحرس الثوري وقائدان في الشرطة وآمر سجن.