وصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس تركيا، الأحد، للتعبير عن دعم أثينا لجارتها التي ضربها زلزال عنيف، وقد دعا مع نظيره التركي إلى تحسين العلاقات بين البلدين.

وهذه الزيارة هي الأولى لوزير أوروبي إلى تركيا منذ الكارثة التي وقعت الإثنين الماضي وأودت بأكثر من 28 ألف شخص في هذا البلد وفي سورية، وفق «فرانس برس». 

وعانق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو نظيره اليوناني لدى وصوله، وفق مشاهد بثتها القناة التلفزيونية الرسمية اليونانية «اي ار تي»، ثم أجريا معًا جولة بالمروحية فوق المناطق المدمرة.

في أنطاكية حيث يشارك عناصر إنقاذ يونانيون في عمليات البحث والإغاثة، أشاد الرجلان بالتعاون القائم ودعوا إلى تحسين العلاقات بين بلديهما.

 التعازي إلى حكومة تركيا وشعبها 
وفي مؤتمر صحفي مشترك في أنطاكية، قال وزير الخارجية اليوناني «أقدم باسم حكومة اليونان وشعبها أصدق التعازي إلى حكومة تركيا وشعبها بعد هاتين الهزتين الأرضيتين المدمّرتين»، في إشارة إلى الزلزالين اللذين وقعا بفارق بضع ساعات.

-  إنقاذ رضيع من تحت الأنقاض بعد ستة أيام من زلزال تركيا
-  زلزال تركيا وسورية.. أكثر من 28 ألف قتيل والحصيلة «قد تتضاعف»

من جهته، قال تشاووش أوغلو «يظهر هذا الأمر تضامن الشعب اليوناني مع تركيا والشعب التركي. لقد كانت اليونان من أولى الدول التي عرضت المساعدة بعد الزلزال». وعلى الرغم من خصومة تعود لقرون، كانت اليونان من أولى الدول الأوروبية التي أرسلت طواقم إنقاذ ومساعدات إنسانية إلى البلد المجاور بعد ساعات فقط على وقوع الكارثة. 

ويتعلق الخلاف بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاليًا خصوصًا بقضية الهجرة مع اتهام أثينا بإعادة المهاجرين على حدودها مع تركيا.  كما يتواجه البلدان حول قضية المحروقات في البحر المتوسط وسط خلاف حول الحدود البحرية. 

 تبادل المساعدة في مواجهة الكوارث الطبيعية.
لكن اليونان وتركيا اللتين تقعان على خطوط تصدعات زلزالية، لديهما تقليد من تبادل المساعدة في مواجهة هذا النوع من الكوارث الطبيعية.

وذكّر تشاووش أوغلو بما جرى في العام 1999 حين تعرّض البلدان لزلازل وساعد كل منهما الآخر، قائلًا «علينا ألا ننتظر وقوع زلزال جديد من أجل تحسين علاقاتنا». وتابع «كنت مواطنًا عاديًا عندما قلت ذلك حينها، وموقفي هو نفسه اليوم بصفتي وزير خارجية تركيا. آمل أن نبذل جهودًا من أجل التوصل إلى حل لخلافتنا بالحوار الصادق».

بدوره، شدد ديندياس على وجوب «عدم انتظار وقوع كوارث طبيعية لتحسين علاقاتنا»، مؤكدًا أن اليونان ستواصل مساعدة تركيا. ومن المقرر أن يعود عناصر الإنقاذ اليونانيون الذين وصلوا تركيا في السابع من فبراير إلى اليونان الأحد، وفق وكالة الأنباء الوطنية اليونانية.