Atwasat

قرية تركية تشيع ضحايا انفجار منجم الفحم.. «جميعهم شبان»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 16 أكتوبر 2022, 09:53 مساء
WTV_Frequency

جالسا على درج منزله المطل على البحر الأسود، يتقبل والد أحد عمال المنجم الضحايا، التعازي من الأقارب والجيران في قرية تركية فقدت ثلاثة من شبانها في مأساة الجمعة.

يتحدر ثلاثة من أصل 41 عاملا قتلوا في انفجار منجم فحم في مدينة أماسرا الجمعة من قرية أهاتلار الواقعة على مشارفها حيث أقيمت جنازتهم الأحد، وفق «فرانس برس».

يقول كمال والد الشاب العشريني سابان يلدريم بنبرة حزينة «لقد رحل ابني، أنا أنهار، هذا يدمرني». ويضيف «أخبرني أصدقاء بالنبأ الحزين. سارعنا إلى الحفرة الجمعة، وكان من آخر من تم إخراجهم في السابعة من صباح اليوم التالي»

ترك عامل المنجم الشاب زوجة حاملا بتوأمين، وكان قد توظف في منجم الفحم المملوك للدولة عام 2019 بعد تخرجه من الجامعة. وتراكمت الأحذية أمام عتبة الباب، واحتشدت النساء في غرفة، بينما جلس الرجال تحت غطاء قماشي أزرق في الخارج محتمين من المطر.

«رائحة الغاز تنبعث من داخل المنجم»
كما تجمع مئات من القرى المجاورة خارج المنزل بينما كان إمام يؤم مراسم الجنازة. عانقت زوجة سابان النعش الذي غُطي بالعلم التركي. ويصرخ الأب الحزين «ادفنوني بدلا منه». أعلنت السلطات إصابة 28 من عمال المنجم ونجاة 58 في أعقاب الانفجار الذي نجم وفق نتائج التحقيق الأولية من تراكم غاز الميثان.

يؤكد كمال أن سابان أبلغ زوجته بأن «رائحة الغاز تنبعث من داخل المنجم منذ عشرة أيام»، مشيرا إلى أنه «كان سيأخذ إجازته سنوية». ويردف «كان حلمه تربية طفليه. أنا منهار».

-  شاهد: الرئيس التركي يعلن ارتفاع حصيلة انفجار منجم للفحم إلى 41 قتيلا
-  تركيا: 15 شخصا ما زالوا عالقين في منجم الفحم

وأكدت شقيقة عامل آخر في المنجم قُتل في الانفجار أنه اشتم أيضا رائحة غاز. والتقطت عدسات الكاميرات المحادثة القصيرة التي أجرتها مع الرئيس رجب طيب إردوغان السبت.

«شهداء المنجم»
حضر إردوغان جنازات في قرى مجاورة مع وزراء وعناصر إنقاذ بعد وصوله إلى منطقة المنجم.

في قرية مكاراجي التي فقدت أربعة من أبنائها، قالت الأخت لإردوغان باكية «سيدي الرئيس، أخي كان يعلم، قال إنه حدث تسرب للغاز قبل 10 أو 15 يوما وقال سيفجروننا قريبا. كيف يعقل أن ذلك نتيجة إهمال؟ لقد قال سيفجروننا هنا.. كان يعلم ذلك». وسُمع إردوغان يجيب بعد دقيقة صمت «آسف على خسارتكم، ألهمكم الله الصبر«.

وصفت الحكومة الضحايا بـ«شهداء المنجم». ويقول مولود أوزغون، أحد أقارب عائلة يلدريم، إن القتلى الثلاثة من أهاتلار «جميعهم شبان».

ويضيف في تصريح لوكالة فرانس برس خارج المنزل «صاروا عمال مناجم قبل ثلاث أو أربع سنوات فقط». ويتابع «إنه عمل خطير، يتسبب بأمراض على المدى الطويل ولكن ما الذي كان بإمكانهم فعله؟ كان ذلك مورد رزقهم».

«نحن أناس نؤمن بالقضاء والقدر»،
وأثار إردوغان جدلا السبت عندما ربط وفاتهم بالقضاء والقدر. وقال للصحفيين محاطا بعناصر الإنقاذ «نحن أناس نؤمن بالقضاء والقدر»، مثل هذه الحوادث «ستحدث دائما، يجب أن ندرك ذلك أيضا». وأثارت تصريحاته غضب معارضيه واحتجاجات في اسطنبول حيث قال عدد من المتظاهرين «لم يكن حادثا بل مجزرة».

وقال زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو الذي حضر أيضا جنازات في أماسرا، إن الدولة ملزمة ضمان سلامة شعبها. وأضاف «في أي قرن نعيش؟ لماذا (تقع) حوادث المناجم في تركيا فقط؟».

وقال أمين كوراماز رئيس اتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك عبر تويتر «إذا أرسلت عمال مناجم مئات الأمتار تحت الأرض بدون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، بدون تفتيش وتهيئة ظروف آمنة، فلا يمكنك أن تسمي ما جرى حادثا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
كريم خان يطالب بالتوقف عن ترهيب موظفي «الجنائية الدولية»
كريم خان يطالب بالتوقف عن ترهيب موظفي «الجنائية الدولية»
أستراليا: مقتل مراهق بعد هجومه على الشرطة بسكين
أستراليا: مقتل مراهق بعد هجومه على الشرطة بسكين
قوارب الموت.. كيف حولت «جنّة أوروبا» حياة عائلات تونسية إلى جحيم؟
قوارب الموت.. كيف حولت «جنّة أوروبا» حياة عائلات تونسية إلى جحيم؟
البرازيل تسابق الزمن لإغاثة المتضررين من الفيضانات
البرازيل تسابق الزمن لإغاثة المتضررين من الفيضانات
«فرنسا ماكرون» تجرم الخطاب المؤيد لـ«حماس» بوصفها حركة مقاومة
«فرنسا ماكرون» تجرم الخطاب المؤيد لـ«حماس» بوصفها حركة مقاومة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم