Atwasat

البرازيل تسابق الزمن لإغاثة المتضررين من الفيضانات

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 05 مايو 2024, 10:45 صباحا
WTV_Frequency

تخوض السلطات في البرازيل، اليوم الأحد، سباقا مع الزمن لإغاثة المتضررين جراء الفيضانات المدمّرة التي تضرب جنوب البلاد، خصوصا ولاية ريو غراندي دو سول، بعدما تسببت في مقتل زهاء 60 شخصا ونزوح نحو 70 ألف نسمة من منازلهم.

ومساء السبت، بلغت حصيلة ضحايا الفيضانات وانزلاقات التربة الناجمة من الأمطار الغزيرة 55 قتيلا، مع سبع وفيات أخرى تخضع «للتحقيق»، فضلا عن 74 مفقودا و107 جرحى، بحسب الدفاع المدني. في حين تشهد عاصمة الولاية بورتو أليغري كارثة «غير مسبوقة».

ومن الصور الملتقطة من الجو وعمليات الإنقاذ الجارية على الأرض، تبدو أحياء غارقة في مياه غمرتها بالكامل، بما يعكس الأضرار الفادحة في جنوب البلاد، حيث ارتفع منسوب المياه إلى حد غمر منازل بأكملها، وأفقد السكان كلّ ما يملكون خلال دقائق، بينما غرقت شوارع بورتو أليغري التي يقطنها نحو 1.4 مليون نسمة بالمياه

مأساة فيضانات جنوب البرازيل
وارتفع منسوب نهر غوايبا إلى 5.09 متر، ليتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في فيضانات العام 1941، حيث بلغ 4.76 متر، وفق رئاسة البلدية. وقد أعلنت السلطات، السبت، أن ما يقرب من 70 ألف شخص اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم، وأنّ أكثر من مليون مسكن باتت بلا مياه بسبب الفيضانات التي تضرب جنوب البرازيل منذ أيام.

وأكدت روزانا كوستوديو، وهي ممرضة في السابعة والثلاثين اضطرت لمغادرة منزلها، أنها «خسرت كل شيء». وأضافت لوكالة «فرانس برس» في رسالة عبر تطبيق «واتس آب»: «قرابة منتصف الليل الخميس بدأ مستوى المياه في الارتفاع بشكل سريع للغاية». وتابعت: «خرجنا بسرعة بحثا عن مكان آمن أكثر. لكننا لم نتمكن من السير. وضع زوجي طفلتينا في قارب مطاطي صغير، وقام بالتجديف مستخدما القصب، بينما سبحنا أنا وابني حتى آخر الشارع».

- شاهد: ارتفاع حصيلة الفيضانات في جنوب البرازيل إلى 56 قتيلًا

ولجأت العائلة إلى منزل شقيق زوجها بشمال بورتو أليغري، لكنها اضطرت مجددا إلى النزوح بعدما بلغت المياه مناطق جديدة. وأوضحت كوستوديو: «أنقذنا مركب عامل بمحرك يعود لأصدقائنا»، مؤكدة أنهم باتوا في مأمن «لكننا فقدنا كل ما كنا نملكه». وبينما تراجعت كمية المتساقطات خلال ليل السبت/الأحد، يتوقع استمرار هطول الأمطار خلال الساعات الـ24 والـ36 المقبلة، مع تحذير السلطات من حدوث انزلاقات أرضية.

يوم محوري في حياة البرازيليين
وأشار حاكم الولاية، إدواردو ليتي، إلى أن ريو غراندي دو سول تشهد «أسوأ كارثة مناخية في تاريخها» مع إصابة نحو 300 بلدة بأضرار. واعتبر أن الوضع «مأساوي وغير مسبوق على الإطلاق». ومن المقرر أن يستقبل، في وقت لاحق الأحد، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وذلك للمرة الثانية منذ بدء الفيضانات، علما بأن الحاكم أكد أن الولاية تحتاج إلى «خطة مارشال» لإعادة إصلاح ما تضرّر، في إشارة إلى خطة إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

في انتظار ذلك، تتكرر المشاهد على مختلف مساحة الولاية: عائلات تنتظر على سطوح المنازل وصول فرق الإغاثة، وقوارب صغيرة تجول في شوارع، وجادات غمرتها المياه بالكامل. وأكد المسؤول في الرئاسة البرازيلية باولو بيمنتا أن الأحد سيكون «يوما محوريا» لعمليات الإنقاذ.

في حين يتزايد القلق حيال نقص المواد الأساسية وتضرر سلاسل الإنتاج في الولاية التي تعد من الأبرز على صعيد الزراعة في البلاد، وتسهم بـ20% من الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل. وفي ظل ذلك، طلب رئيس بلدية بورتو أليغري، سيباستياو ميلو، من السكان ترشيد استهلاك المياه بعد الإغلاق القسري لأربع من محطات معالجة مياه الصرف الصحي الست في المدينة.

مزيج كارثي
وأدت الفيضانات إلى عزل بورتو أليغري بشكل جزئي عن باقي أنحاء البرازيل. وبحسب شرطة السير، قطعت الطرق المؤدية الى المدينة من جهة الجنوب على بُعد 15 كلم من مدخلها، لكن الوصول إليها من الشمال يبقى ممكنا.

وغمرت المياه المحطة الرئيسية للحافلات، وتسببت في تعليق الرحلات بمطار بورتو أليغري الدولي بدءا من الجمعة إلى أجل غير مسمّى. وقال الخبير البرازيلي في شؤون المناخ فرانسيسكو إليزو أكينو لوكالة «فرانس برس» إن الأمطار الغزيرة يعزّزها «مزيج كارثي» من التغير المناخي وظاهرة إل نينيو وظواهر قصوى أخرى.

سبق أن تعرضت ريو غراندي دو سول مرارا لفيضانات مميتة، ولا سيما في سبتمبر حين قضى 31 شخصًا جراء مرور إعصار مدمّر. ويؤدي الاحترار المناخي الناجم من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة من النشاط البشري إلى زيادة شدّة موجات الحر ومدّتها وتواترها، حسب الخبراء.

وشهدت البرازيل جفافا تاريخيا العام الماضي في شمالها، وبلغ عدد حرائق الغابات رقما قياسيا بين يناير وأبريل، حيث سُجّل أكثر من 17000 حريق في مختلف أنحاء البلاد، نصفها تقريبا في منطقة الأمازون.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
50 قتيلًا على الأقلّ جراء فيضانات في غرب أفغانستان
50 قتيلًا على الأقلّ جراء فيضانات في غرب أفغانستان
إجلاء 10 آلاف شخص في منطقة خاركيف الأوكرانية بسبب الهجوم الروسي
إجلاء 10 آلاف شخص في منطقة خاركيف الأوكرانية بسبب الهجوم الروسي
7 قتلى بسبب عاصفة هيوستن الأميركية
7 قتلى بسبب عاصفة هيوستن الأميركية
13 جريحاً في تصادم قطارين في العاصمة الصربية
13 جريحاً في تصادم قطارين في العاصمة الصربية
ارتفاع حصيلة إطلاق النار في باميان بوسط أفغانستان إلى 6 قتلى
ارتفاع حصيلة إطلاق النار في باميان بوسط أفغانستان إلى 6 قتلى
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم