أكد أعضاء التحالف المناهض لتنظيم «داعش» التزامهم بمواصلة التصدي للتهديدات المتزايدة التي بات يمثلها بالنسبة للقارة الأفريقية، خلال اجتماعهم، الأربعاء بالمغرب، بالإضافة إلى مواجهة عودته في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره.

وشارك في المؤتمر الوزاري للتحالف نحو أربعين من وزراء الخارجية في عدة بلدان غربية وعربية وأفريقية، تباحثوا في أحد فنادق منطقة النخيل السياحية الفخمة بمدينة مراكش، في ظل حراسة أمنية مشددة، وفق «فرانس برس».

إصابته  بلينكن بـ«كوفيد-19»
وكان من المتوقع أن يترأس وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، المؤتمر مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، لكن حضوره تعذر بسبب إصابته بـ«كوفيد-19»، ونابت عنه المسؤولة الثالثة في وزارته، فيكتوريا نولاند. 

وقالت نولاند أثناء المؤتمر: «نجتمع اليوم لنتقاسم التزامنا بالعمل على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هزيمة دائمة، في العراق وسورية، وكذلك في القارة الأفريقية والعالم بأسره». 

- بلينكن يدعو تونس لمعالجة «المخاوف على الديمقراطية» للحصول على مساعدات
-  بلينكن لن يحضر الاجتماع الوزاري لـ«التحالف الدولي لهزيمة داعش» في مراكش

وعرض المشاركون «المبادرات المتخذة في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات داعش»، بحسب الخارجية المغربية. وكذلك سبل «مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينتهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب». 

أول اجتماع في بلد أفريقي
تأسس التحالف في العام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في أوج تمدده على أكثر من 110 آلاف كلم مربع بين العراق وسورية. ويضم 85 عضوًا بعد انضمام جمهورية بينين لاجتماع الأربعاء، فضلًا عن منظمات دولية، منها حلف شمال الأطلسي والشرطة الدولية (إنتربول).

وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها في بلد أفريقي، بينما بات التنظيم المتطرف يسعى الى تعزيز وجوده في منطقتي الساحل الأفريقي وخليج غينيا. وشارك 19 بلدًا أفريقيًا في الاجتماع.

التهديد مستمر
وقال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن «27 كيانًا إرهابيًا متموضعًا في أفريقيا هي اليوم مسجلة على لائحة المنظمات المشمولة بعقوبات، يفرضها مجلس الأمن الدولي».

وارتفع عدد «الحوادث الإرهابية» في منطقة الساحل الأفريقي بمعدل 43% ما بين 2018 و2021، وفق أرقام أميركية رسمية.وأعلنت واشنطن عزمها على صرف مساعدات بنحو 120 مليون دولار لدعم بلدان أفريقيا جنوب الصحراء بهدف «توقيف وملاحقة وإدانة الإرهابيين».

وقال ناصر بوريطة، الأربعاء، «لا نزال يقظين إزاء تهديد تنظيم الدولة، الذي لم يتراجع بعد». واستطردت نولاند مؤكدة أن هذا التهديد «لا يزال قائمًا، وأن التنظيم المتطرف «يبحث عن استغلال أي فرصة ليعيد تشكيل نفسه».

700 مليون دولار لتمويل عمليات حفظ «الاستقرار»
وأشارت إلى الهجوم الذي شنه نحو مئة من عناصره على سجن يديره المقاتلون الأكراد شمال شرق سورية في يناير. واعتبر هذا الهجوم الأكثر دموية منذ هزيمة التنظيم قبل ثلاثة أعوام. وأضافت: «كان ذلك جرس إنذار يكشف إلى درجة كبيرة أن الوضع الحالي لا يطاق في شمال شرق سورية».

وتعمل واشنطن على توفير 700 مليون دولار هذا العام لتمويل عمليات حفظ «الاستقرار» في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسورية مناصفة، وتحفيز استثمارت خاصة في البلدين. 

وتوعد تنظيم «داعش» بالانتقام لمقتل زعيمه السابق أبو إبراهيم القرشي في غارة أميركية بسورية في فبراير. كما دعا أنصاره إلى استغلال الحرب في أوكرانيا لتنفيذ هجمات في أوروبا.