أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد «توقف» ثاني محاولة لإجلاء المدنيين من مرفأ ماريوبول الاستراتيجي الذي تحاصره القوات الروسية في جنوب شرق أوكرانيا.
وأفاد الصليب الأحمر في بيان أنه «وسط مشاهد معاناة بشرية هائلة في ماريوبول، توقفت اليوم محاولة ثانية للبدء بإجلاء حوالي مئتي ألف شخص من المدينة»، بعد وقت قصير على فتح المنظمة ممرًا إنسانيًا لإخراجهم، وفق «فرانس برس».
تدمير مطار فينيتسيا وسط أوكراينا
وتسعى سلطات ماريوبول إلى إجلاء مدنيين من الميناء الأوكراني الاستراتيجي المحاصر الأحد، فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الروس دمّروا مطار فينيتسيا في وسط البلاد، وسط تواصل المعارك العنيفة في محيط كييف.
دبلوماسيًا، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال اتصال مع بوتين الأحد الى «وقف إطلاق نار شامل وعاجل» في أوكرانيا، وحصل اتصال جديد بين بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون، بعد أن حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغربيين من أي تصرف عدائي.
- روسيا تستأنف «عمليتها» العسكرية ضد ماريوبول الأوكرانية بعد وقف إطلاق النار
- بلدية «ماريوبول» الأوكرانية ستحاول البدء في إجلاء المدنيين
وفي اليوم الحادي عشر من الحرب، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الفارّين من الغزو الروسي لأوكرانيا تجاوز 1.5 مليون، ما يخلق «أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقمًا» في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأعلنت بلدية ماريوبول الأحد أن ممرًا إنسانيًا سيفتح اليوم لإجلاء مدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا في جنوب شرق أوكرانيا، بعدما أفشل القصف الروسي محاولة السبت، وفق السلطات الأوكرانية. وأكدت البلدية أنه تم اتفاق على وقف إطلاق نار موقت مع القوات الروسية في المنطقة.
ماريوبول تعاني من وضع «صعب جدًا»
وقال رئيس البلدية فاديم بويتشينكو على موقع «يوتيوب» مساء السبت إن ماريوبول تعاني من وضع «صعب جدًا» في ظل «حصار إنساني». وأضاف أن القصف في الأيام الماضية تسبّب في سقوط «آلاف الجرحى» في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 450 ألفًا على سواحل بحر أزوف.
وأكد منسق حالات الطوارئ في منظمة «أطباء بلا حدود» لوران ليغوزا أن ليس لدى السكان ماء ولا طعام ولا تدفئة ولا كهرباء، لافتًا إلى أن الوضع «كارثي».
وسيشكل سقوط ماريوبول نقطة تحوّل في الغزو الروسي الذي بدأ منذ 24 فبراير. فهو سيسمح بربط القوات القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والتي استولت على ميناءي بيرديانسك وخيرسون الرئيسيين، والقوات الموجودة في دونباس في الشرق حيث توجد مناطق انفصالية موالية للروس. وسيكون في إمكان هذه القوات المعززة حينها الصعود باتجاه وسط أوكرانيا وشمالها.
استمرار المقاومة في كييف
ودمّر قصف صاروخي روسي مطار فينيتسيا في وسط أوكرانيا الأحد، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال الرئيس الأوكراني «لقد تبلّغت للتو بأن ضربة صاروخية استهدفت فينيتسيا. ثمانية صواريخ... لقد دُمّر المطار بالكامل».
ويقترب الجنود الروس أيضًا من كييف حيث يواجهون مقاومة صلبة. ولم تتعرض العاصمة لقصف ليل السبت الأحد، ولكنّ قتالًا عنيفًا يدور في محيطها، وفق الإدارة الإقليمية الأوكرانية، لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كلم غرب كييف).
على بعد 25 كلم غرب العاصمة، قال جندي أوكراني لوكالة فرانس برس إنه ضمن مجموعة تراقب جسرًا مفخخًا بالكامل، الأخير الذي لا يزال قائمًا بين الجسور التي توصل إلى كييف. وأضاف «إذا رأينا أن الروس يتقدمون، سنفجره». وتستمر المعارك في تشيرنيغوف أيضًا (على مسافة 150 كيلومترا شمال العاصمة)، بحسب الإدارة الإقليمية الأوكرانية. وقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة.
تعليقات