أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الجمعة أفضت الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم يكشف اسمه.

وهنّأ اثنان من المرشحين المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي على فوزه قبل صدور نتائج رسمية، وفق وكالة «فرانس برس».

وقال روحاني في كلمة متلفزة، اليوم السبت: «أهنئ الشعب على خياره (...) سأوجه تهاني الرسمية لاحقا، لكننا نعرف أن ما يكفي من الأصوات توافرت في هذه الانتخابات، و(ثمة) من تمّ انتخابه من قبل الشعب».

من هو الرئيس المنتظر لإيران؟
ويعكس إبراهيم رئيسي، صورة رجل الدين الوقور، ويرسم لنفسه صورة المدافع عن الطبقات المهمشة وحامل لواء مكافحة الفساد، ويعد الرجل (60 عاما) الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، من السياسيين المحافظين المتشددين، ومدافعا عن النظام العام.

كما أنه رفع شعار مواجهة «الفقر والفساد». وعلى المبدأ نفسه، خاض الانتخابات الرئاسية العام 2017، ونال 38% من الأصوات، لكن ذلك لم يحل دون فوز المعتدل حسن روحاني بولاية ثانية.

ولد رئيسي في مدينة مشهد (شمال شرق) في نوفمبر 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة، إذ عين مدعيا عاما في مدينة كرج قرب طهران وهو لما يزل في العشرين من العمر، وذلك بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية العام 1979.

أمضى رجل الدين الشيعي قرابة ثلاثة عقود في هيكلية السلطة القضائية للجمهورية الإسلامية، متنقلا بين مناصب عدة، منها مدعي عام طهران بين 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة من 2004 حتى 2014، حين تم تعيينه مدعيا عاما للبلاد.

في 2016، أوكل إليه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي مهمة سادن العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد، وعينه بعد ثلاثة أعوام على رأس السلطة القضائية، أحد الأركان الأساسية للنظام السياسي.

هل يملك رئيسي كاريزما؟
ويعمل رئيسي الذي يرى منتقدوه أنه يفتقر إلى الكاريزما، بوحي الدروس الدينية والفقهية لخامنئي.

وفق سيرته الذاتية الرسمية، قام رئيسي الذي يعرف بردائه الديني ونظارتين رفيعتين ولحية مشذبة غزاها الشيب، بتدريس مواد فقهية ودينية في الحوزات العلمية اعتبارا من العام 2018، خصوصا في مدينة مشهد المقدسة، مسقط رأسه.

وتطرح وسائل إعلام إيرانية عدة اسم رئيسي كخلف محتمل للمرشد الأعلى خامنئي الذي سيتم الثانية والثمانين من العمر في يوليو المقبل. ورئيسي أيضا عضو في مجلس الخبراء الذي تعود إليه صلاحية تسمية المرشد.

كما أنه متزوج من جميله علم الهدى، أستاذة علوم التربية في جامعة شهيد بهشتي بطهران، ولهما ابنتان تحملان شهادات في الدراسات العليا. جعله هذا الارتباط العائلي نسيبا لحجة الإسلام أحمد علم الهدى، إمام الجمعة وممثل المرشد الأعلى في مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، وإحدى المدن المقدسة لدى الشيعة لاحتضانها مرقد الإمام الرضا.