Atwasat

«كورونا» تعيد العقول الإيطالية المغتربة إلى ديارها

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 23 مايو 2021, 11:35 صباحا
WTV_Frequency

بسبب جائحة كورونا، ظل رجل الأعمال الشاب كورادو باتيرنو كاستيلو يعمل من المنزل، في كاتانيا بصقلية، بينما بقي زملاؤه في ميلانو على بعد ألف كيلومتر شمالا.

يقول كاستيلو، صاحب الـ29 ربيعا، بابتسامة، اليوم بين اجتماع وآخر ذهبت إلى البحر للسباحة، نوعية الحياة هنا مختلفة تماما عن الشمال وهذا لا يقدر بثمن. قالها كاستيلو لوكالة «فرانس برس».

واستفاد الموظفون في جميع أنحاء العالم من نعمة العمل عن بعد، بعد أن أجبروا خلال الجائحة على التوجه إلى بلدان ذات مناخ معتدل، شرط توصيل جهاز الكمبيوتر بالتيار الكهربائي وتأمين اتصال بشبكة الإنترنت.

لكن في إيطاليا، حيث غادر سكان المناطق الجنوبية الفقيرة منذ أجيال بحثا عن فرص عمل في الشمال، أصبح الوقت الحالي هو المناسب للعودة إلى الديار، وربما للبقاء بشكل دائم.

أحرار للعودة
وتعاني إيطاليا بشكل مزمن من تفاوت إقليمي كبير من حيث الدينامية الاقتصادية والبنى التحتية، فلطالما كانت المناطق الريفية غالبا في الجنوب، أراضي هجرة لصالح المدن الأكثر ثراء في الشمال مثل ميلانو، عاصمة إيطاليا المالية والصناعية وللموضة.

تقول إيلينا ميليتيلو، البالغة من العمر 28 عاما، وهي طالبة دكتوراه من باليرمو «في صفي بالمدرسة الثانوية غادر الجميع تقريبا 15 شخصا على الأقل من أصل 20، لكن البعض عادـ وعاد ثلاثة إلى صقلية ووجدوا عملا.

اختارت العودة إلى صقلية في 2020 بعد أن أمضت عدة سنوات في ميلانو والولايات المتحدة وألمانيا ولوكسمبورغ. وتسعى اليوم لتشجيع آخرين على أن يحذوا حذوها.

شاركت في تأسيس جمعية «العمل في الجنوب» التي تقدم الدعم لجميع الراغبين في العودة إلى الوطن وبلغ عدد متابعيها على فيسبوك عشرة آلاف شخص.

100 ألف عادوا إلى الجنوب
وتقول الجمعية، على موقعها الإلكتروني: نحن مجموعة من الكوادر والمديرين ورجال الأعمال والجامعيين الشباب ولد معظمنا في الجنوب. قاسمنا المشترك أننا أرغمنا جميعا على مغادرة مسقط رأسنا والابتعاد عن أقاربنا لتحقيق طموحات مهنية.

وتضيف: «اليوم ما يجمعنا هو الرغبة في العودة إلى الديار».

ووفقا لمعهد سفيميز للأبحاث، توجه 100 ألف عامل إلى الجنوب خلال الجائحة، في فرصة تاريخية لوقف هجرة الأدمغة التي ضربت جنوب إيطاليا بشدة.

منافسة بين المناطق
ويعتقد ماريانو كورسو، الأستاذ في كلية الإدارة في جامعة بوليتكنيك بميلانو، أن إيطاليا بأسرها قد تستفيد من هذا التوجه.

ويوضح أن المنافسة بين المناطق يمكن أن تحفز الخدمات العامة في كل مكان وبالنسبة لمدن الجنوب أنها فرصة فريدة  للعودة إلى المعادلة.

وتسعى جمعية إيلينا ميليتيلو لإقناع الشباب والبالغين بالبقاء في الجنوب بعد الجائحة. ولتحفيزهم قامت بحملات لدى النواب لتحسين الخدمات في وسائل النقل والإنترنت.

وتتعاون الجمعية مع مستثمرين من القطاع الخاص لتطوير مساحات عمل مشتركة. ومن المقرر افتتاح إحداها الشهر المقبل في بالاتسو بيسكاري القصر الفخم من القرن الثامن عشر في وسط كاتانيا.

عشرات الشركات
يقول أنتونيو بيرديكيتسي، مؤسس مساحة العمل المشتركة إيزولا كاتانيا، أتصور جيدا عشرات الشركات ومئات الأشخاص يعملون هنا.

وأشاد بالإمكانات الهائلة التي يتمتع بها الشباب والبالغون الذين عملوا في إيطاليا وأوروبا أو في أي مكان آخر من العالم والذين يعودون بسبب الوباء.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أستراليا: مقتل مراهق بعد هجومه على الشرطة بسكين
أستراليا: مقتل مراهق بعد هجومه على الشرطة بسكين
قوارب الموت.. كيف حولت «جنّة أوروبا» حياة عائلات تونسية إلى جحيم؟
قوارب الموت.. كيف حولت «جنّة أوروبا» حياة عائلات تونسية إلى جحيم؟
البرازيل تسابق الزمن لإغاثة المتضررين من الفيضانات
البرازيل تسابق الزمن لإغاثة المتضررين من الفيضانات
«فرنسا ماكرون» تجرم الخطاب المؤيد لـ«حماس» بوصفها حركة مقاومة
«فرنسا ماكرون» تجرم الخطاب المؤيد لـ«حماس» بوصفها حركة مقاومة
روسيا تعلن السيطرة على قرية جديدة في شرق أوكرانيا
روسيا تعلن السيطرة على قرية جديدة في شرق أوكرانيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم