رفض المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا اتهامه من طرف الجزائريين برفضه «اعتذار» فرنسا عن 132 سنة من الاستعمار للجزائر، في تقريره حول مصالحة الذاكرة، كما جاء في حوار صدر الأحد في جريدة جزائرية.

وقال ستورا لجريدة «لكسبراسيون» الناطقة بالفرنسية: «لقد قلت وكتبت في تقريري أني لا أرى مانعا من تقديم اعتذارات من فرنسا للجزائر على المجازر المرتكبة»، وفق «فرانس برس».

ضرورة تقديم فرنسا «اعتذارا» للجزائر
وما زال تقرير المؤرخ الفرنسي الذي قدمه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 20 يناير، يثير الكثير من الجدل والانتقادات في وسائل الإعلام وبين المؤرخين في فرنسا والجزائر.

-  الجزائر: المنظمة الوطنية للمجاهدين تعتبر تقرير «ستورا» تغاضيا عن جرائم الاستعمار وترفضه
-  المؤرخ ستورا يقترح على ماكرون تشكيل لجنة «ذاكرة وحقيقة» في إطار المصالحة الفرنسية الجزائرية

وكان الانتقاد الأكبر في الجزائر هو عدم التوصية في تقريره بضرورة تقديم فرنسا «اعتذارا» للجزائر على ما أصاب شعبها خلال الاحتلال الذي استمر من 1830 إلى 1962. وأضاف المؤرخ «لنكن واضحين: لا يوجد في تقريري شعار لا اعتذار ولا توبة».

«خطوات رمزية»
وكان ماكرون وعد باتخاذ «خطوات رمزية» لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد تقديم «الاعتذارات» التي تنتظرها الجزائر.

ولكن المنظمة الوطنية للمجاهدين (محاربو حرب التحرير الجزائرية) رفضت تقرير بنجامان ستورا لأنه «تغاضى في تقريره عن الحديث عن الجرائم المتعددة التي ارتكبتها الدولة الفرنسية، باعتراف الفرنسيين أنفسهم».

آثار حرب التحرير
وفي المقابل، لم يصدر أي رد فعل رسمي من الرئيس عبد المجيد تبون الموجود في ألمانيا للعلاج من مضاعفات إصابته بكوفيد-19. وأشار ستورا إلى أن عمله ومقترحه «لم يكن كتابة تاريخ الجزائر المعاصر، ولكن تقدير آثار حرب التحرير في تشكيل مختلف جماعات الذاكرة في فرنسا».

وقال المؤرخ المختص في تاريخ الجزائر، إنه لم يعمل «كموظف في الإليزيه (الرئاسة الفرنسية)» أو «مستشار» ولكن عمل «كمؤرخ وأكاديمي». وتابع «انا لست ممثلا للدولة الفرنسية ولكني باحث».

وعبّر المؤرخ في حواره للجريدة الجزائرية، عن تفاجُئه «للصدى الإعلامي» الذي أثاره تقريره «ما يدل على أن مسألة حرب الجزائر ما زالت موضوعا ساخنا». ومع اقتراب الذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر في عام 2022، فإن ملف «مصالحة الذاكر» من أولويات المحادثات بين الرئيسين ماكرون وتبون، بمجرد عودة الأخير إلى بلده.